الفصل السادس عشر

36.1K 930 36
                                    

الليل لا زال حاضراً يتلاشى ببطء كما الذكريات إلا فى قلبه
بعدما انتهى من صلاه الفجر فى إحدى المساجد القريبه من قصره استقل سيارته وانطلق نحو المقابر
دلف بخطوات مشتاقه نحو قبر زوجته جلس أمامه بأريحيه أردف بخجل شديد كأنها تجلس أمامه تراه وتسمعه : أسف يا حبيبتى بقالى اسبوع مجتلكيش بس صدقينى غصب عنى        تنهد بثقل ثم ابتسم بحب لازال يتلألأ ويفيض داخل تلك العينان  : الوقت بيمر بسرعه قووى يا شهد إلا      صمت قليلاً ثم تابع بهمس متحشرج : الا موتك يا أميرتى   أكمل حديثه بسعاده عارمه : ملاك بنتنا كبرت وبقت وعروسه مش متخيلها بالفستان الابيض والطرحه  قهقهه بصوت مرتفع قليلاً مردفاً : ٢٠ سنه عدوا بسرعه قووى يا شهد حقيقى بسرعه جدا ملحقتش اشبع منهم يا شهد وجودك جنبى فى يوم زى ده كان هيهون عليا كتير قووى بس الحمد لله يا عمرى انتى فى مكان احسن بكتير من هنا وعدتك انى هفضل احبك حتى بعد مااموت مكنتش متخيل أبداً انى اتحط فى موقف زى ده مكنتش متخيل أبداً يا شهد انك تروحى وتسبينى لوحدى مكنتش متخيل الحياه من غيرك يا حبيبه عمرى وحياتى كلها   تنهد بثقل قائلا بأسى : الحياه من غيرك جحيم يا شهد كل حاجه بعملها نقصاكى بس الحمد لله ربنا كريم قووى يا شهد كريم جدا وحنين علينا اكتر من نفسنا والله  تابع وقد تساقطت الدموع من مقلتيه : عوضنا بنسخه منك يا شهدى  ملاك ونيران وكمان بإبننا جاسم صاحبى و سندى فى الدنيا بعد ربنا بس لو يبطل نشوفيه الدماغ دى بس أنا مقدر موقفه يا شهد عارف أد أيه بيعانى وابنك كتوم كتووم قووى    ابتسم بلطف قائلا  : وبقى عندنا ابن كمان أيهم باشا ال هياخد حته من قلبى حاسس انك بتروحى منى للمره التانيه بس سنه الحياه بقى  تابع بحنو : متخافيش على بنتنا يا حبيبتى أيهم طيب وحنين جدا يمكن اكتر واحده كنت خايف عليها هى  ملاك بنتنا طيبه وبريئه وساذجه ذيك  خلااص متزعليش ساذجه شبهى عارف ان حبيبتى قموصه وبتشيل من حبيبها على اى حاجه  انا حاولت على قد مااقدر اعوضهم غيابك معرفشى إذا كنت نجحت فى ده ولا لا بس انا واثق أن أيهم هيعوضها غيابنا احنا الاتنين نظرتى فى الناس مبتخيبشى يااشهد     تنهد بحرقه قائلا بألم  : الا فى عمران وكان تمنها حياتى وحياه اولادى

نهض من جلسته ونفض غبار الاتربه التى ملأت سرواله قائلا بحنو  : هجيلك تانى يا شهد واوعدك مش هتأخر عليكى تانى ياحبيبتى مع السلامه يا شهد مع السلامه يا وجع قلبى

غادر المقابر ككل مره يغادرها بقلب مكلوم يكسره الاشتياق والحنين
ارتدى نظارته السوداء واستقل سيارته وغادر نحو قصره

فلاااااااااااااش بااااااااك

كانت شهد تعد الطعام بحب وحنان لأدهم  برغم كثره الحاشيه لديهم  إلا أن إعداد الطعام من الأشياء المقدسه لديها
سارت نحو غرفتهم ببطء تشعر بتعب طفيف أسفل بطنها البارزه بسبب حملها الثانى
اتجهت نحو الفراش لتراه نائما على بطنه يغط فى نوم عميق
جلست برفق على الفراش بجانبه رفعت يدها الصغيره لتغوض داخل شعره الاسود الغريز
أردفت بحنو ويداً تلاعب بها خصلاته الفحميه وأخرى تربت على ظهره العارى بحنان  : أدهم  أدهم حبيبى قوم يلا الساعه سته هتتأخر على شغلك ادهم قوم يلا يا حبيبى
أردف بنوم وبحه رجوليه إثر نومته  : برده قومتى وحضرتى الفطار يا شهد

عندما تعشق الجبال Where stories live. Discover now