الفصل الثاني عشر

33.7K 859 9
                                    

فى الحراج وهو المكان الذى يتم فيه عمليه البيع والشراء فيما يعرف بالمزاد العلني
منصه تعلوها عدد من المقاعد الخشبيه ويترأسها مجموعه من الأشخاص لإتمام عملية المزاد لمن يرسى عليه
كان عمران يجلس بين الحضور منتظرا أن يضع سعره حتى يرسى عليه المزاد بكل فخر ودون عناء أو جهد
أردف أحد الاشخاص  من بين الحاضرين  : ٧٠٠ الف
أردف رجلا من الجهه المسؤله للبيع  : ٧٠٠ الف مين يزود ٧٠٠ الف مين يزود
رجلا آخر  : ٧٤٠ الف
صاحب الجهه المسؤله  : ٧٤٠ الف مين يزود
تنحنح عمران بغرور  : ٧٩٠ الف
صاحب المزاد  : ٧٩٠ الف مين يزود ٧٩٠ الف مين يزود ٧٩٠ الف آخر كلام مين يزود
        :   مليون
هذا الرقم هو من تلفظ به أدهم وهو يتقدم تدريجيا الى المزاد معلنا عن وجوده داخل المزاد
صدمه احتلت وجهه عمران جعلت الدماء تتدفق من وجهه وهو يرى عدوه اللدود
عمران يرمقه  بنظرات الاعتداء والسخط وأدهم مصوبا انظاره نحو الجهه المسؤله للبيع خطاه ثابته وملامح وجهه يعتريها الكبرياء والعزه لا يأبى بمن حوله وخلفه جلال يسانده ويدعمه فى كل شئ كان ما كان
أردف واحدا من الجهه المسؤله  : مليون مين يزود مليون فى حد تانى هيزود
أردف عمران بحنق واضح  : مش قولتلك يا غبى تشوفلنا كل ال داخلين فى المزاد
فتحى بخوف  : ياباشا انا اتفقت معاهم كلهم معرفشى ان ادهم هيدخل فى المزاد واسمه مش مكتوب ياباشا
عمران بغضب وعيناه تنذر بالجحيم  : يا غبى هو لازم ابن  ** ال يدخل فى المزاد ما ممكن يدخل حد تانى بداله يا غبى شغل مخك مره ادينا هنخسر المزاد بسبب غباءك ال مالهوش حدود ده       استرد وهو يرفع صوته بتنافس حاد  : مليون و٣٠٠ ألف
أدهم بثبات دب الرعب فى قلبه  : مليون و ٥٠٠ ألف
عمران بغيظ  : مليون و٧٠٠ الف
فتحى  : ياباشا معناش المبلغ ده كله انت بتعمل ايه
عمران بحنق  :  ماانا مش هسيبه يربح المزاد ده ولو على جثتى
خرج صوته كضربه بالسيف فى رأس عمران  :  ٢ مليون
استدار الجميع نحوه بذهول من هول الرقم بينما عمران
جف حلقه حتى صار كالشوك فى الياسمين يتلهف لقطره ندى فى فصل الصيف
أردف صاحب البيع   : ٢ مليون حد هيزود ٢ مليون حد هيزود آخر كلام
ربت جلال على كتفه قائلا بإنتصار وهو يرمق عمران بتشفى  : مبروووك يا صاحبى عقبال الضربه الأخيره
أدهم بثبات ولازالت انظاره تتحاشى النظر إلى وجهه البغيض  : مبروك علينا كلنا 
انتهى المزاد وثبت على أدهم
اعترض عمران  طريقه وهو ذاهبا نحو سيارته ومعه جلال قائلا بحنق واضح ملامح وجهه يشوبها الذل والكسره  : اوعى تفكر انك كده بتلوى دراعى ياابن الصياد
أردف ونبرته يتخللها الانتصار والتعجرف  : وأنا ألوى دماغك يا أبن السويفى
رفه اصبعه بتحذير نحو وجهه  تلك الرعشه التى تسرى فى حديثه وجسده تنعش بعثت الحياه فى قلب الادهم  : ال بينا لسه منتهاش ياابن الصياد
صوب انظاره نحو حدقتى عيناه بثقه كامله وكبرياء وغضب داخلى : هينتهى وانا ال هنهيها قريب
التجئ للمواربه فى حديثه يخفى بها فزعه وجبنه تحت قناع الغضب وصراخه المزعج  : لو جربت تقرب منى تانى هتندم ياابن الصياد هتندم
تعالت ضحكات ادهم الصاخبه فى المكان لتزيد الخوف والهلع أكثر فى قلبه
أردف ادهم وهو يغادر مكانه مرتديا نظارته السوداء وبجانبه جلال  : الشر عمره ما بينتصر على الخير يا أبن السويفى وانت ماسبتش شر فى الدنيا غير وعملته وآن الآوان أنه ينتهى
أردف عمران بصراخ  : مش هسيبك حى ياابن الصياد
فى سياره أدهم
جلال بسعاده بالغه  : ياااه لو تشوف سواد وشه وهو واقف زى القطه متعه ياادهم والله متعه
أردف ادهم وعيناه مصوبه على الطريق  : لسه المتعه الحقيقيه جايه ياجلال
جلال  : وأى متعه
أدهم  : رن على سميره خليها تجيب مكه وتعالوا قضوا اليوم معانا النهارده
جلال   : لا خليها مره تانيه
ادهم  : متزعلشى من مكه يا جلال انا مسامحها  وال عملته كان خارج عن إرادتها
جلال   : والله ما عارف الومها ولا الوم نفسى ياادهم
أدهم بتعقل  : بناتنا محتاجنا اكتر ناس فى الدنيا ياادهم محدش فيهم بيرتاح وهو شايف المكان ال بينتمى فيه غريب فيه مكه مالهاش اخوات وكمان مالهاش أب ولا أم
نظر له جلال بحده ليتابع ادهم حديثه قائلا ومازال مصوبا انظاره على الطريق دون أن يحيدها  : آخر مره حضنتها امتى ياادهم ولا سميره عملت كده عمرك سألتها عامله ايه فى الكليه اخبارك ايه يومك كان عامل ازاى في حاجه مضيقاكى مبسوطه ولا حزينه     تنهد ثم اكمل : صدقنى ياجلال ال بيشبع احتواء من عيلته بيشبع من كل حاجه وعمره ما هتلاقيه بيدور على الاحتواء ده بره أو بطريقه غلط قرب من مكه متخلهاش تحس انها وحيده
تنهد جلال بحزن فهو محق بكل كلمه أردف بثقل  : عندك حق ياادهم متقلقشى هحاول اصلح علاقتى بيها
ادهم  : أتمنى
جلال  : شكرا ياادهم
القى نظره خاطفه عليه ثم عاد بأنظاره إلى الطريق مره أخرى قائله  : على ايه
جلال  : على وجودك جنبى
أدهم بخفه  : شكر على واجب ياابو الصحاب    اكمل بتذكر  : نسيت اقولك أمينه هتيجى بكره هى والولاد
جلال بفرح  : طاب كويس والله اهو حد تكون جنب ملاك ونيران وتعقل جاسم ابنك شويه
ادهم  : محدش بيقنعه غيرها يارب تصيب المره دى كمان
جلال  : ونور عامله ايه دلوقتى
أدهم  : اهى عايشه والبنات معاها بيحاولوا يخرجوها من ال هى فيه
جلال  : ان شاء الله تبقى كويسه 
ادهم  : يا رب     تابع  : هتروح ولا هتيجى
جلال  : لا هروح مره تانيه ان شاء الله
أدهم  : زى ما تحب يا صاحبى
هبط جلال من السياره أمام منزله قائلا وهو يودع ادهم  : بالسلامه ياابو جاسم
جاسم  : الله يسلمك يا غالى
********************************
فى حديقه القصر الداخلى كانت نيران ونور يجلسان مقابل بعضهم البعض على مقعدين من خشب الابانوس وطاوله مستديره تتوسطهما وملاك تجلس فى المرسم الخاص بها أمام ناظريهما
اردفت نيران وهى ترتشف كوب القهوه  : قوليلى بقى يا نور كليه الفنون دى كانت حلمك فعلا ولا لا
اردفت وهى تجد صعوبه شديده فى خروج الكلمات من بين شفتيها لكنها تقاوم وتحارب الآن فقد وجدت من تحارب لأجلهم : لا ككانت ححلمى أصل أانا بححب الددديكككور
وضعت نيران كوب القهوه على الطاوله ثم وضعت يدها على يد نور الموضوعه على الطاوله قائلا بحنان  : ان شاء الله تخفى وتحققى كل ال نفسك فيه
نور بإنكسار  : تتفتكرى لسسسه في ووقت إن احححقق حححلمىىى
نيران وبريق عيناها يضوى بالتمرد والانتصار   : سر النجاح هو أن تتعلم كيف تستخدم الألم والمتعه بدلا من السماح للألم والمتعه بإستخدامك
ابتسمت نور بتشجيع وشردت ببصرها نحو الافق تأمل فى حياه هادئه خاويه من الحرب النفسى فلن تقودها طاقتها بعد ذلك سوى للطريق مباشرا
وبينما هى شارده فى مستقبل مجهول ونيران فى هاتفها وملاك لازالت تضع اللمسات الاخيره بكل حرافيه وإتقان فإذا به خارجا من البوابه الداخليه للقصر مرتديا تيشرت أبيض يبرز عضلات جسده المنحوت ويعكس لون بشرته البرونزية وسيما بكل ما تعنيه الكلمه ولكن كيف بقلبه الغارق بين دروب القسوه والإنتقام
تلاقت انظارها لاإراديا صوب جسده الضخم مقارنه بها اشاحت بوجهها بعيدا عنه وبداخلها الخوف التوتر الكبرياء  والتمرد
اتجه نحو ملاك المشغوله بلوحتها قائلا بإعجاب وهو يحتضنها من الخلف  : جميله جدا يا لوكا
رفعت انظارها إلى الأعلى قائله بسعاده  : عيونك الأجمل
جاسم  : طاب قومى يلا ارتاحى شويه عشان ضهرك
نهضت من مقعدها بتكاسل وإنهاك واضح قائله بإمتعاض طفولى  : ضهرى انكسر
نيران بإعجاب  : الرسمه عظمه قوووى يا كوكى
ملاك بغرور مصطنع  : هو انا أى حد ولا ايه
قطع حديثهم صوت رنين هاتف جاسم التقطه قائلا  وعيناه تضوى بالشماته  : عرفت منين
أردف صهيب وهو ينفث دخان سيجارته  :   لسه عارف الأخبار دى حالا من واحد معرفه فى المزاد
اتجه جاسم بعيدا عنهم قليلا قائلا وقد برزت عروق يده من شده غضبه كأنها ستنفجر من ثورته الثائرة  :  العميل الاجنبى فسخ العقد صح
صهيب بتأييد وهو يدفن آخر ما تبقى من سيجارته  : ايوه
جاسم بإنتصار  : عظيم يا صهيب عظيم
صهيب بهدوء مريب  : لسه ال جاي أكبر دى البدايه بس
***************************************
جالسا على صخره صماء أمام المقابر دموعه تهبط بصمت مردفا بكلمات عاجزه تائهه لو هبطت لاربعين عاما آخر لن تصف ما بداخله لن تصف لوعه فراقه ومقدار حجمه  : وحشتينى قوووى يا شهد وحشنى برائتك ريحتك عيونك لمستك وحشنى كل حاجه فيكى مكنتش اعرف ان فراقك هيهدنى كده
بكى اشتد بكاؤه وقل صبره فقد تحمل ما لم يطق الآخرين على تحمله صوت نشيجه عالقا يتردد دون مقدره منه ان يوقفه
لحيته التى كانت تذوب عشقا بها وهى تتخللها بأصابعها الصغيره
بكى أكثر فأكثر حين تذكرها وهى تردف ببراءه الاطفال جديه صوتها وكأنها تخبره عن سياق سياسى بحت  : عارف ياادهم فيه قناه اسمها ناشونال جيوغرافيك فيها صقر لون عيونه شبه عيونك    استردت ببراءه تجعلها قابله للإلتهام  : لما كنت بشوفه كنت بتخيل اول مقابله بينا  عافكره انا كنت بخاف منك بس مش كنت برضى أبين عشان متاخدشى النقطه دى لصالحك
ادهم بتعجب وتساءل مصبوغا بضحكاته التى سلبت لبها  : انتى عندك كام سنه يا شهد
شهد بتعجب  : ٢٣ ليه
ادهم بمرح  : اصل حاسس إن بكلم بنت اختى
اردفت بتبرم مضحك  : متتريقشى عليا ياادهم
ادهم بحب وهو يزيل شعرها الاشقر إلى الوراء ليمتع بصره بزرقه السماء فى عيناها  : مقدرش اتريق على بنوتى ابدا
شهد بمرح  :  بقيت رومانسى ياادهم الدنيا غيرتك خالص كنت بتشخط وتنطر فى الاول ولا حد كان بيعرف يكلمك
ادهم بمرح مماثل  : الحب بقى يا شهد اعمل ايه
شهد وهى تجاريه فى مرحه  : ومين ال وقعتك دى
اقترب منها حتى صارت أنفاسهم واحده قائلا بصوت مرهق من فيض المشاعر التى يحملها بقلبه  : واحده زى الحور من وقت ما شوفتها وانا كل حاجه فى حياتى بقت متلغبطه
إِسْتَفاقَ من نشوته على صوت نباح الكلاب اطلق زفره حاره قبل أن يهدأ من ثوره حزنه نهض من موضعه وهيئته مزريه لحيته غير منمقه وخصلات شعره الحريرى تتطاير بعشوائيه ملابسه مزركشه كأنه للتو قد تم الإفراج عنه
سار بتثاقل نحو سيارته أدار المقود  وانطلق عائدا نحو قصره وكل خليه بجسده منهكه
من يجلس مسترخيا على حافه الشاطئ لن يشعر بمن يصارع الموت فى عرض البحر ✍
*******************************
فى منزل اللواء جلال
أردف بتساؤل وهو يصعد اول درجات السلم  : اومال مكه فين يا سميره
سميره بحزن  : فوق فى اوضتها مطلعتشى منها من الصبح     أستردت بعتاب ورجاء  : اطلعى شوفها ياجلال واتكلم معاها شويه
زفر براحه قائلا بهدوء  : حاضر يا سميره
سميره  : ربنا يصلح الحال يارب
أكمل جلال درجات السلم واتجهه نحو غرفتها طرق على الباب حتى سمحت له بالدخول
ولج ليراها ممده على الفراش عيناها تملأها الحزن والإنكسار
اعتدلت فى جلستها قائله بصوت باهت ضعيف منكسر  : اتفضل يا بابا
جلس بجانبها على الفراش قائلا بحنان  : عامله ايه  يا ميكى
ابتسمت بلا شغف قائله بإنهاك  : الحمد لله يابابا حضرتك عامل ايه
تحرك جلال من موضعه ليستقر بجانبها وضع يده على كتفيها ودفعها إلى أحضانه لتبدأ موجه من البكاء منذ أمد بعيد وهى تتوق شوقا لمثل هذا العناق
أردف جلال بحزن على ما آلت إليه الأمور  : لدرجاتى كنت بعيد عنك يا مكه
اردفت مكه وهى تدفن رأسها بأحضانه صوت نشيجها يرهق فؤاده  : ااااانا اسفه
قاطعها وهو يشتد على احضانها  : هشششش انا ال اسف على كل حاجه اسف إنى وصلتك لده وأسف إنى مكنتش الاب المثالى ال بتتمنيه
مكه ببكاء  : متبعدشى عنى تانى يابابا
جلال بحنان  : مش هبعد عنك تانى ابدا ياقلبى بابا
اخرجها من أحضانه قائلا بحنان يغالبه المرح وهو يزيل دمعها  : يلا قومى اغسلى وشك  واتوضى وصلى عشان  جعان وعايز اكل مع ميكى حبيبتى
مكه بسعاده  : ١٠ دقايق بس وهناكل انا وانت وماما
جلال بتذمر  : بقولك جعان ياميكى تقوليلى ١٠ دقايق
مكه بمرح  : طاب ناكل وبعدين اصلى
جلال برفض  : لا قومى يلا اتوضى وصلى على مااغير هدومى تكونى خلصتى
مكه بسعاده طفوليه  : اشطا
جلال بغضب مصطنع  :  فى واحده تقول لابوها اشطا
مكه  : لا بس اشطا عادى يعنى
جلال  بمرح  : طاب قومى يلا يا قشطه
غادر جلال إلى غرفته فى حين نهضت مكه من فراشها بحماس سعاده طاغيه وأدت فرضها
ينتهى نصف حزنك عندما تتلاشى المسافه بينك وبين والديك عندما تكون قادرا على البوح لهم بحبك عندما تندس بين احضانهم وقتما تشاء دون تبرير أو خجل
**********************************
هلاك يكاد يصل إلى قلبه أو ربما أصاب وانتهى المطاف
جالسا على مقعده صوت شهيقه وزفيره يكاد يحرق من حوله من شده علوه عيناه تضيق بشئ ينم على حرقته وغيظه
أردف بكلمات مبهمه وهو شاردا نحو الأفق  : هنتقم منك ياابن الصياد مش هخليك تفوز عليا المعركه دى بتاعتى انا وانا ال المفروض انهيها مش انت
أردف خادمه بنبره يغلبها التشفى  : هدى نفسك يا عمران بيه كل حاجه وليها حل
نهض من مقعده بعصبيه تسيطر على جسده يلوح يمينا ويسارا عروق وجهه بارزه من شده غضبه  : ايه ال هيتحل يا فتحى المصنع واتحرق وصفقه العربيات طارت     استرد بحسره  : وآخر أمل كان لينا حطمه ابن ال *******
المصائب لا تأتي فرادى وقوه الشر مهما طالت وتسلطت ستتبدد لا محاله وأين المفر من قدر الله
ولج مساعده الخاص قائلا بتهجم  : عمران بيه عندى خبر مش كويس
أردف عمران بإرتياب  : ايه
أردف بتاعسه  : البنك بيطالبنا بتسديد القرض
أردف فتحى بريبه  : هنسدد فلوس القرض ازاى ياعمران بيه واحنا مبقاش حيلتنا حاجه
سقط عمران أرضا متهشما فقد جار بسلطته وأمواله على الفقير والغنى وآن الآوان أن تتبدل الادوار
*********************************
فى قصر آل الصياد
كان ادهم يجلس فى حديقه القصر منذ ان دخل
التقط هاتفه قائلا بإرهاق  : الوووو ايوه يا جلال
جلال بسعاده بالغه  : عندى ليك خبر بمليون جنيه
ادهم : خبر ايه
جلال  : انت فين دلوقتى
ادهم  : فى القصر
جلال بتساؤل  : صوتك ماله    أستردت بحزن  : انت كنت عند شهد
أردف ادهم بمواربه ويده تغوص فى لحيته المنمقه  : مقولتليش خبر ايه ال بمليون جنيه
جلال  : اقفل ياادهم انا جايلك
ادهم : مستنيك
أغلق الهاتف والقاه بإهمال  قلبه مهموم منذ رحيله إلى الآن
قطع خلوته جاسم قائلا بتعجب  : بابا     أسترد بتساؤل  : حضرتك جيت من امتى ملاك ونيران منتظرينك من زمان
ادهم بهدوء  : اقعد يا جاسم عايزك
جلس جاسم أمامه قائلا بقلق وهو يرى حالته تلك  : خير يابابا فى ايه
تنهد بثقل قائلا  : مش ناوى تبطل عند بقى مع قلبك
فهم جاسم مغزى حديثه قائلا بمواربه  : عرفت ان عمران خسر المزاد النهارده
ادهم بهدوء مريب  : متقفلشى الموضوع بموضوع تانى
جاسم ببرود  : وهيفيد باايه إنى مقفلهوش طالما عايشه معانا ذيها زى نيران وملاك
ادهم  : سبق وقولتلك ان طارنا مع عمران وبس يا ابن الصياد
تجاهل حديثه قائلا وهو يمد يديه بكوب قهوته  : خد اشرب شويه العظمه دول واسترخى
ادهم برفض مصطنع فهو يذوب عشقا بحبيبات القهوه التى يصنعها هذا المغرور وكانت من قبله شهد  : مش عايز حاجه من وشك
أردف بمرح نواجذه التى تمنحه سحر خاص كأنها صنعت خصيصا لوجنتيه  : خد بس يا سياده اللواء متتكسفشى
التقطها منه بعصبيه مصطنعه قائلا بغرور وراثى  : هشربها عند فيكى قوم اعملك واحده واعمل لخالك واحده كمان جاى فى الطريق
جاسم بتساؤل  : ليه فيه حاجه
قص له بإختصار عما حدث بينهم منذ قليل فأردف جاسم وهو ينهض متعجلا  : هقوم اعمل مجين بسرعه عشان احضر الخبر من اوله
ابتسم ادهم قليلا مردفا : متقولشى للبنات انى هنا
ابتسم جاسم بسخريه قائلا  : نايمين من ساعتين فاتوا
ادهم  : كلوا ولا ناموا من غير اكل
جاسم  : طلبتلهم دليفرى اكلوا وناموا عالطول
ادهم بتساؤل   : طلبت لنور معاهم ولا اخواتك بس
جاسم بسخريه  : وسياده اللواء كان هيسامحنى برده لو عملت حاجه زى كده
ادهم بمرح  : جدع يلا
أردف بمرح مماثل وهو يغادر إلى الداخل  : عيب عليك
دقائق معدوده وولج جلال بسيارته هبط منها وسار نحو ادهم جلس بجانبه
أردف ادهم بتساؤل  : خبر ايه بقى ال مليون جنيه وخلاكى تجيلى فى الوقت ده
أردف  : البنك حجز على قصر عمران ودى كانت آخر حاجه عمران كان  يملكها
ادهم بسعاده بالغه : يسلااااام 
جلال براحه  : كده عمران منتهى منتهى     استرد بتساؤل  : بس ال مش قادر افهمه لحد دلوقتى  ازاى مخدشى نور منك 
ادهم بذكاء  : ميقدرشى لانى لو حد عرف ان نور بنته كده هيكون فى اشتباه بينه وبين قتل عمتها ال هى فى الحقيقه امها ومرات عمران  والقضيه هنتفتح تانى بعد ما اتقيدت ضد مجهول
جلال  :  ده ممكن ياخد فيه اعدا
قاطعها قائلا : مش هدخل نور فى الموضوع ده عشان احقق انتقامى من عمران     استرد بنصر  : ثم ان عمران لو مامتشى من الفقر ال حل بيه مش هينفد من قضيه المخدارات ال اتمسكت فى المينا من يومين ولسه شريك عمران معترف عليه  ومعتقدشى ان الخبر ده وصله  لسه 
أقبل عليهم جاسم قائلا وهو يحمل بيده صينيه وعليها كوبين من القهوه وآه من قهوته
أردف بمرح وهو يضع الصينيه على الطاوله  : اذيك ياخالى عامل ايه كويس عايز اعرف الخبر ال بمليون جنيه
جلال  : طاب اشرب القهوه الاول
جاسم بتذمر  : طاب قول الخبر وانت بتشرب مش لازم تخلصها كلها وبعدين تحكى 
جلال ببرود  : لا لازم
التقط ادهم كوب القهوه الثانى فااردف جاسم  : اي يابابا المج ده بتاعى انا
ادهم  : ومعملتش واحد ليك ليه
جاسم  : ما هو ال حضرتك بتشربه المفروض ان هو بتاعه
جلال  : وابوكى يتفرج علينا يعنى        أردف بإستياء  : جيل ما يعلم بيه إلا ربنا
جاسم بحنق وتبرير مضحك  : ما انا عملت لبابا قبل ما انت تيجى يا خالى  وقال اعمل واحد ليك وواحد لخالى
جلال  : اهى دى ميزه ال بيعمل قهوه حلوه
جاسم  : حسبى الله ونعم الوكيل
ادهم بحده  : فى مين يا روح امك
جاسم بخوف مصطنع  : فى عمران ال منه لله     استرد بجديه  : المهم بقى ايه الخبر ال بمليون جنيه
جلال  : عمران يا سيدى كان واخد قرض من البنك ب ١٠ مليون جنيه والبنك حجز على قصره
جاسم  : والله ياخالى الأخبار من الصبح كلها عن ** بس كلها تفرح القلب
جلال  : وانت مش ناوى تفرحنا وتتجوز بقى انت فى التلاتين يابنى
جاسم بمرح  : وايه يعنى وبعدين المقوله بتقولك اتجوزيه أربعينى احسن من أبو تلاتينى
ادهم  : وانت مستنى لما توصل الأربعين
جاسم  : لا لما الاقى ال تخطف قلبى
ادهم بسخريه  : طول ما انت مصدر حجر الصوان ال فى راسك ده مش هتلاقيها
*******************
تدور حول نفسها بتوتر جلى إلا أن وقفت فجأه مردفه بحسم  : هو عمل عشان كتير قوووى وكان صعب جدا على حد تانى إنه يعمل كده عارض أقرب الناس لقلبه عشانى وجيه الوقت ال اردله الجميل ده
ووووو
يتبع
بقلم ياسمين صبرى

عندما تعشق الجبال Where stories live. Discover now