الفصل الخامس والعشرون

Começar do início
                                    

*************************
ولج إليه بخطى غير متزنه فمنذ أن وصل إلى هنا وهو يثور فى وجهه الجميع
أردف بإرتباك لا يتناسب مع عمله البته : اا ججاسم سياده اللواء ععايزك
جاسم بملامح متخشبه مقتضبه : مالك بتهتهه شبه العيال كده ليه

عمار بمرح قليلاً : اصل من ساعات ما جيت وانت طايح فى الكل فخوفت منك بصراحه
أبتسم من زاويه فمه بسخريه ونهض مغادراً حيث اللواء عز وعمار بجانبه يسير بخوف قائلا بداخله : ربنا يستر وميكونشى فى تدريب النهارده انا عندى خشونه فى المفاصل وماشى بالعافيه

ولج إلى مكتب اللواء عز ليرحب به بتفاخر وتعظيم
عز بجديه : اقعد يا جاسم
جلس على المكتب بصلابه وكبرياء فااردف عمار بمرح  وبلاهه :  اقعد انا كمان
عز بحنق من أفعاله : اقعد والله ماانا عارف انت اتقبلت شرطه ازاى
قبل يده ظهراً ووجهاً قائلا بتأثر مصطنع : دعوات امى الطاهره
هز رأسه بيأس بينما جاسم وجهه متجهم وصلب كأن الضحك ضل الطريق إلي وجهه
وضع اللواء عز صوره لرجل فى العقد الرابع من عمره قائلا بجديه وعمليه : دا يوسف الشاذلى رئيس مجلس الإدارة فى مستشفى  **
أكمل جاسم عنه قائلا بدهاء وسخريه : ومين ميعرفشى دكتور يوسف الشاذلى صاحب أكبر عمليات تهريب أعضاء للخارج
عمار بجديه : هو مشهور كدكتور مسكين بينقذ الغلابه وبيعطف عليهم لكن فى الأصل مفيش عمليه بيعملها من غير تمن
اللواء عز : احنا بقى عايزين نكشف الجانب المخفى ليه بس خلو بالكم يوسف تقيل أووى فى البلد ومش البلد وبس فى أمريكا كمان
عمار بثقه : ومين قال إننا هنسجنه
جاسم بمكر وابتسامه تخفى خلفها دروب من الجحيم : احنا هنخلص من روحه عالطول
عز بقلق : مش مطمن خصوصاً منك يا جاسم
نهض جاسم من مقعده قائلا بجديه : متقلقشى يا فندم مش اول واخر عمليه ذيها زى غيرها

*****************************
وضعت التصميم على مكتبه قائلا بإقتضاب : انتهيت منه
صهيب ببرود : اقعدى
نيران بإزدراء : مش فاضيه عندى شغل كتير النهارده
صهيب بحده  :  اقعدى مش هعيد كلامى تانى
جلست أمامه على المقعد رغما عنها فااسترد هو بهدوء : انتى شايفه انك مغلطتيش امبارح صح
نيران بغضب : انا قو
قاطعها بحده وخشونه :  غلطتى ولا مغلطتيش مش عايز تبرير
نيران بضيق : مغلطتش
صهيب بهدوء وهو يضغط على أسنانه بحنق : يعنى  عادى أنها تخطبك لابنها قدامى
نيران بإستياء وتبرير غلب عليه طفولتها  : انا واقفه فى  بيتنا لقيتها جايه عليا ملحقتش اتفاهم معاها اصلا
صهيب بهدوء : طاب يا نيران بعد كده لما تلاقى حد غريب فى القصر تقعدى فى اوضتك لحد ما يمشى
نيران بحنق : بعمل كده عافكره
صهيب ببرود : ومعملتيش كده المره دى ليه
نيران بحنق : هى جات على غفله
صهيب : خلاص الموضوع انتهى        
نيران بإمتعاض وحزن مصطنع كى تتلاعب بمشاعره قليلاً : انتهى ازاى يعنى بعد ال انت عملته امبارح فى الفون              أكمل بحزن حقيقى : لا أنا ولا زعلى فارقين معاك أصلا امبارح زعقتلى ومهانشى عليك حتى ترن عليا تصالحنى وكمان خليتني اجى الشركه لمجرد انك تعاندنى وتتعبنى وخلاص
نهض صهيب من مقعده واتجهه نحوها جالسا أمامها على المقعد  قائلاً بمكر داخلى وأسى مصطنع  : يعنى قلبتى الترابيزه عليا وطلعتينى انا ال غلطان
نيران بإمتعاض : ماانت غلطان فعلا
نظر داخل عيناها بقوه قائلا وإبتسامه خبيثه قد رُسمت على محياه : مين قالك ان زعلك مش فارق معايا
نيران : كل أفعالك بتقول كده على طول زعيق زعيق زعيق كده
تابع صهيب بمرواغه وابتسامه ماكره خبيثه  : وبعدين انا جيبتك الشركه النهارده عشان عارف
نيران بعدم فهم وتعجب من هذا المكر الظاهر فى عينيه  : عشان عارف ايه
نهض وقد عاد لمكتبه من جديد جلس عليه وشبك يده على ظهر المكتب مال قليلا حتى صار أمام وجهها مباشره قائلا بمكر شديد : عشان عارف انك فاطره 
نهضت كمن لدغتها حيه قائلا بإرتباك وهى تدور حول نفسها بحرج شديد والحُمره قد عرفت طريقها نحو وجنتيها  : اا ايه ال اا نت بتقول ايه
نهض من مقعدها وجذب يدها تحت رفضها وخجلها الشديد وأجلسها على مقعدها مره ثانيه
أردف بحنو وهو يقف أمامها : ايه كل التوتر ده
نيران بضيق تخفى به خجلها : صهيب بطل بقى انت رخم اصلا ومش هكلمك بجد
ركز على قدمه أمامها مردفاً بصوت حنون : انا قولت ايه طيب
انخفضت نبره صوتها قائله وهى تكاد تذوب من شده خجلها : صهيب اسكت بقى انا عايزه اروح
صهيب بحنو بالغ : تؤ تؤ هتقضى معايا اليوم كله النهارده
نيران بخوف وسرعه : بس مش فى البحر
صهيب بابتسامه جذابه : مش فى البحر   تابع وقد جذبها من مرفقها نحو الطاوله  : بس تاكلى الاول
نهضت من مقعدها برفض قائله بخجل : لا مش جعانه انا عايزه اروح
صهيب بحده قليلاً : نيران بطلى شغل الاطفال ده انتى كده كده فاطره وكده كده هتعيده تانى يبقى تفطرى
نيران بداخلها : هو عرف منين  يااالهوى على ده موقف
آفاقت على صوته الصارم قائلاً : ها يلا
نيران برجاء وحرج : هفطر فى البيت
صهيب بعناد : لا هنا وقدامى
نيران بغيظ طفولى : انت عايز تشيلنى ذنبك وخلاص
أبتسم بداخله قائلاً بحده : يلا
نيران بغيظ شديد : هتطلب أكل تقولهم ايه نيران فاطره انت عايز تفضحنى صح
صهيب ببسمه وقوره : هفضحك ليه يا نيران انتى عامله عامله يا حبيبتى وبعدين يا ستى الاكل هناك عالترابيزه مش قايل لحد حاجه
نيران بإمتعاض : انت طالبه من حمام زاجله يعنى ما اكيد طلبته قبل مااجى وفضحتنى
أنهت جملتها ودلفت فى موجه بكاء عنيف
نظر لها بقله حيله يوَّد احتضانها يهدهدها يخبرها كم هى جميله كان يتفحصها بنبره مختلفه مشتاقه غير مألوفه خرج صوتها كأنما خرج من أعماق قلبه : تعرفى انك شبه كارمن اووى
توقفت عن البكاء ثم أردفت بتعجب وقد روادها شعورها بالغيره : مين كارمن دى         تابعت بغضب وشراسه : وبعدين متقارنيش بحد ماشى انا كنت عارفه من الاول انك محبتنيش        أكملت ببكاء مذبوح : ولا عمرك هتحبنى أنهت حديثها بسخرية : القلب ميحبش اتنين ولا ايه يا بشمهندس
كان يتابع حديثها بإبتسامه محبه تلك التى قلبت كيانه رأس عقب وسلبته لِجَنه حبها أردف بسخريه مصطنعه : طاب ممكن تبطلى غباء وتفهمى هى مين دى الاول
نيران ببكاء : مش عايزه افهم حاجه انا عايزه اروح
صهيب بنفاذ صبر : نيران بطلى زفت عياط واسمعينى
نيران بحزن ودموعها مستسرله على وجنتيها : مش عايزه اسمع منك حاجه انا فى حياتك عشان تهنى وبس
صهيب بحده ونرفزه حقيقيه : عافكره كارمن تبقى اختى
اتجه نحو الأريكة وجلس عليها بإزدراء اتجهت نيران نحوه بخجل وجلست بجانبه
صهيب بضيق وعتاب مُحِب  : جايه جنبى ليه
نيران بشهقات مرتفعه : انا اسسفه
صهيب بضيق مصطنع : طاب بطلى عياط ممكن
هزت رأسها بقبول ولا زالت تشهق بعنف
تفهم حالتها وجذبها إلى أحضانه قائلا بحنان وهو يربت على ظهرها  : خلاص اهددى مش زعلان منك
كانت تتمسك بقميصه تشهق بعنف كأنها لم تبكِ منذ سنوات بينما هو يربت على ظهرها متذكراً شقيقته تشبهها فى كل شئ إلا شراستها وعنفوانها لم ير لهم مثيل
مر وقت طويل كانت تحتضنه كأنما وجدت فى أحضانه شئ من أخيها
أخرجها من أحضانها قائلاً بحنو وهو يزيل دموعها العالقه على اهدابها الكثيفه  : احسن
أومت بصمت قائله بخجل : اا اسفه بوظتلك القميص
أردف برقه : فداكى القميص وصاحب القميص
تنحنحت بحرج ووقفت بعيداً عنه
أردف صهيب ولا زال فى مقعده : روحى يلا يا نيران افطرى
نيران برجاء طفولى : مش عايزه بجد متضغطشى عليا بلييييز
صهيب بحده : يلا يا نيران
دبدبت قدماها بغيظ وسارت نحو الطاوله جلست بينما أنظارها تنتقل بين الطعام ووصهيب
صهيب ببرود وثقه : كلى الاكل وبلاش تخبيه فى الشنطه عشان قافش حركاتك
نيران بإزدراء مصطنع : فى مهندس قد الدنيا يقول قافش
صهيب ببرود وهو يمدد قدمه على الطاوله أمامه ويجلس بأريحيه  : اه وفيه بيعاقبوا بالضرب كمان
نيران بخوف طفولى : ضرب لا انا هاكل بكرامتى
كشفت نيران عن الطعام الموضوع أمامها لتجد أكلاتها المفضله أردفت بغيظ وشغف : اه بيضغط على جراحى
أبتسم صيب على حديثها وهز رأسه بيأس من تلك المتمرده

عندما تعشق الجبال Onde histórias criam vida. Descubra agora