الفصل الاول

27.4K 279 20
                                    


العين التي لاتبكي .لاتبصر من العالم شيئا
.....

اقسى انواع الالم هو الذي تشعر به وانت تعشق بكل جوارحك ويكون المسبب في المك هو الحبيب ان كان بقصد او بدون قصد ..
والاكثر ايلاما انك لاتستطيع الابتعاد عنه وكانك مكبل معه بقيود غير مرئيه لكن قوتها تتجاوز القيود الحديديه الحقيقيه بعشرات المرات
تشعر بضعف داخلك يتأكل في قلبك مثل الصدأ الذي يأكل المعدن ويحتاج الي محلول قوي يعالجه ثم يحتاج الى تنظيف عميق لازاله اصغر بقعه من الصدأ ثم طلائه بمادة مقاومة حتى لايعود ويصدأ مره اخرى . لكن هكذا نتعامل مع المعادن .. اما القلوب فلها معاملة خاصه قد تكون اكثر تعقيدا واطول زمنا
................................................ِِِِِِِِِ.......................💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔

توت ... توت ِِ.. توت ..
صوت الالة الطبية الموجوده بجانب سريرها وهي موصولة بجسدها .. تنام مستلقيه بعد ان خرجت من غرفة العمليات قبل عدة ساعات .. الكل ينتظر انقضاء 24 ساعة حتى يزول الخطر بالرغم من تأكيد الطبيب بنجاح العمليه ..
الجد جالس بالقرب منها قد سمحو له بالدخول ليراها لبضعة دقائق فقط ، امسك بيدها ثم قبلها ودموعه التي تجري بللت اصابعها .. خرج لتجري بقربه مربيتها السيدة زينب وتساله بكل خوف وفضول عن حالة اصلي فيجيبها بايمائة من رأسه لم تستطع الحروف الخروج من فمه ..
تجلس هي الاخرى وكانها ترمي جسدها المثقل على الكرسي وتنظر الى السقف كانها تحدث الله وتشكره على نعمه وتطلب منه ان يتحنن على اصلي الراقده في الغرفة بدون اي حركه ..
كم هي كبيرة عطايا الله فبكل خطوة من حياتنا موجود يخفف عنا الالم ويبعد عنا البلاء رغم مايصيبنا يعود فيداوينا ..

اصلي شينار ، فتاة جميلة مرحة انهت دراستها التخصصيه كرسامه محترفه في جامعة امريكيه ثم عادت الى اسطنبول بعد ان تخرجت كانت سعيده لكن سعادتها لم تكتمل حين توفي والدها وهما في طريقهما لاخذها من المطار بحادث سيارة على طريق الخط السريع .وكانت تلك صدمة غير متوقعة لها ..
وعلى اثرها تدهورت حالتها الصحية فجأة مما حير الاطباء بحالتها وعانت لسنوات حتى حان الوقت لتحدث المعجزة.
ومنذ ذلك الوقت وهي تعيش مع جدها فارمان الذي يخاف عليها من نسمة الهواء ومربيتها السيدة زينب بجانبها طوال الوقت ايضا
اصدقائها قليلون لان جدها كان يخاف عليها من كل شي فلم يكن لديها سوى صديقة واحده وهي دفنة
تقضي معظم وقتها بالرسم فهو المتنفس الوحيد الذي يجعلها تنسى الزمن والعالم والمرض الذي احل بها ..

في صباح اليوم الثاني من اجرائها للعملية التي كانت تنتظرها لثلاثة اشهر مستلقيه على نفس السرير لاسابيع تنتظر المتبرع الذي سيعيد الحياة لها .. لاتفعل شيا سوى الرسم .
هاهي تفتح عيناها المتعبتين تهمس بثقل فتسمعها زينب تنهض راكضه اليها ثم تستدعي الممرضات وياتين كي يهتمو باصلي ..
تقول احداهن ..
كيف تشعرين انسة اصلي هل تشعرين بتعب

في قلبي يسكن الوحش Where stories live. Discover now