الفصل_الثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

أقتربت منه الممرضة قائلة بحذر :_لو سمحت يا أستاذ عايزة أجهز المريضة عشان تخرج لغرفة عادية ..

أستدار بوجهه قائلاٍ بثباته الفتاك :_أنا هجهزها

كادت بالغضب فأبتسم الطبيب مشيراً لها بالخروج وبالفعل خرجت ،تقدم منها أدهم ليبدل ثيابها فألقى الثياب الخاصة بالجراحة ليلبسها ملابس أخري ثم وضع الحجاب على رأسها بعدما طبع قبلة عميقة على جبينها ،كانت بعالم أخر مظلم تجاهد بالخروج منه ،مع فتح عيناها كانت تراه أمامها يعاونها على أرتداء ملابسها ،جاهدت لتبقى الرؤيا واضحة فتزين برؤياه ولكن مازال المخدر أقوى منها ..

هبطت دمعة خائنة منها وهى تستمع لكلماته ، تلون وجهها بحمرة الخجل حينما طبع قبلة على جبينها فذهل أدهم كثيراً ليبتسم قائلاٍ بسخرية :_حتى وأنتِ غايبة عن الوعي! ..

حملها برفق ثم خرج بها ليجد الممرضة أمامه تكاد تفتك من نظراتها الغاضبة فتطلع لها ببرود :_فين الأوضة ؟

أشارت له بتأفف فتوجه لها بخطى بطيئة حتى لا تتأذي معشوقته ...

وضعها برفق وهدوء ثم داثرها جيداً ليأتي الطبيب ويشرع بتعليق المحاليل الطبية بيدها الهزيلة ،وهو لجوارها يتألم لرؤية أنكماش ملامح وجهها ليحاول جاهداً بالأ يحطم عنقه! ...

خرج الطبيب من الغرفة تاركه لجوارها ليجلس جوارها ويقترب ليهمس بأذنيها فتلفح أنفاسه وجهها بكلماته العطرة :_عارف أنك سمعاني وعارف أنك بتحسي بيا زي ما بحس بيكِ ..وعدتك أني هكون الحمى ليكِ لأخر يوم بعمري وللأسف فشلت الا حصل دا خالني أعرف الفرق بين حب أي زوج لزوجته وبين عشقي ليكِ المميز يا جيانا ...

ثم رفع يديه يلامس ملامح وجهها بأصابع يديه الحنونة :_أنا كنت بره بموت أكتر منك وبتعذب أكتر من وجعك عشان كدا ربنا رأف بيا ..

تساقطت الدموع من عيناها كأنها أشارة له بأنها تستمع إليه ليقترب منها ويجفف دمعاتها الثمينة بسحره الخاص قائلاٍ بعشق :_أنا جانبك وهفضل جانبك لأخر أنفاسي ...

لمعت عيناه بشرارة غامضة فأقترب ليهمس مجدداً :_هسيبك دلوقتي عشان قبل ما ترجعي لوعيك أكون نفذت وعدي ليكِ ..

ونهض النمر بعد أن طافت به شرارة غامضة تجعله كالثائر المتأهب للأنتقام .

*******

بفيلا "زين"...

تألق ببذلته الأنيقة ليطل بسحره الفتاك بعدما صفف شعره الحريري واضعاً البرفنيوم الخاص به ، هبط للأسفل وعيناه تبحث عنها بتسلية ،طافت عيناه القاعة فخطي ببطئ للداخل ليتسمر محله بصدمة أستحوذت عليه حينما وجدها تقف أمام البراد ،تتناول الطعام بطريقة أفزعته وما جذب أهتمامه خصلات شعرها المربوطة بحذم لينتهي مصيرها بحبات الجزر كأنهن الرابط البديل ! ...

القناع الخفي للعشق... مافيا الحي الشعبي ... للكاتبة أيه محمد.. ملكة الإبداعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن