16

7.4K 230 15
                                    


_مواجهة _
--------------------------------------

ارتشف من قدح القهوة مستمتعًا بمذاقها.. أشار لها بالجلوس جواره فامتثلت له وراحت تجاوره بهدوءٍ.. بينما سألته باهتمام:
"ماذا فعلتا جلنار وروكسانا؟ .. لقد سمعتك تقول انهما قد اتفقتا على شيء ما ولكن لم أفهم ما هو؟ "
نظر لها بصمت هُنيهة.. ثم تحرر من صمته وقال:
"لا تنشغلي بمثل هذه المواضيع.. "
عادت تتكلم بحدة بعض الشيء:
"أريد أن أفهم"
"ليس شأنك فنار.. "
عقدت حاجبيها بضيق وظهر الحزن بعينيها قبيل أن تقول بتأثرٍ:
"حسناً سيدي.. لن أتحدث معك في هذه الأمور مرة ثانية "
ثم نهضت عن مجلسها واتجهت نحو النافذة وأطلت برأسها منها وهي تستنشق الهواء.. فنهض خلفها قائلًا وهو يبتسم:
"ماذا فنار؟ "
"لا شيء "!
قالتها دون أن تنظر إليه، فوقف جوارها وهو يحاوط كتفيها معا بذراعه.. ثم قال مبتسما:
"لم أقصد.. ولكن لا أحب ازعاجك.. كل شيء هنا بالقصر مزعج للغاية.. أنا أركض بعد انهاء عملي الشاق إليكِ.. كل هذا لأجل أن ارتاح معك.. فلا أريد أن أفسد لحظاتنا بخطط ومكائد هؤلاء.. أفهمتِ قهوتي؟ "
ابتسمت له بوداعة وهي تقول:
"فهمت سيدي.. ولكن بإمكاني أن أسمعك وأن أكون بجانبك في الشدائد أريد أن أخفف عنك "
"أنتِ بالفعل جانبي فنار.. يكفيني قلبك هذا "
راح يطبع قبلة هادئةٍ فوق جبينها ثم ترك قدح القهوة من يده وهو يقول متغزلا:
"أحبك فنار "
ثم تابع وكأنه تذكر شيئا :
"فنار.. أريد أن أسألك سؤالا "
أومأت برأسها وهي تقول برفقٍ :
"تفضل سيدي "
.تابع متنهدًا وهو يمسح على شعرها :
"لمَ لم تحملي إلى الآن.. هل لاحظتي ذلك أم أنا فقط؟ "
تجهمت ملامحها وشحب وجهها وهي تزدرد ريقها، ثم تابعت بنبرة متحشرجة:
"لا أعلم سيدي.. لا أعلم لماذا تأخر "
لاحظ ارتجافها فربت على كتفها قائلًا بحنوٍ :
"لا بأس حبيبتي.. ظننت أنكِ تعرفين السبب أو أن والدتك طمأنتك أن هذا طبيعي.. لا تقلقي.. إن لم يحدث اليوم سيحدث في الغد "
أومأت برأسها موافقة وهي تدعي ألا يحرمها الله ذلك.. ابتسم لها وحملها بخفة قائلًا بمرح:
"دعينا ننام فنارتي الصغيرة "
----------------------------------------------

يومان.. قد مرا..

كان ينتظرها حيث اتفق مع والدتها ليذهبا معا ويريها بيتهما الذي سيجمعهما خلال أيام فقط.. كانت الدماء تغلي بأوردته وهو يتذكر كلام ذاك الذي يُسمى محروس وما قاله له.. لا يعلم أهو ادعاء أم حقيقة.؟ حقيقة صادمة قاسية...
ولكن هي كانت تحبه بكل جوارها وربما.......
توقف عقله عن التفكير وهو يراها قادمة إليه بحياء.. لا يود الظن السيء بها.. ولكن حبها له ربما كان له الدور الأكبر لاخضاعها...
وقفت أمامه وهي تنظر له بحياء مع قولها :
"كيف حالك؟  "
فأجاب باقتضابٍ :
"بخير.. "
كشرت عن جبينها وهي تنظر له باستغراب.. بينما تسأل بجدية:
"ما بك؟ "
"لا شيء.. هل ننصرف الآن؟؟ "
"نعم هيا بنا "
سارا معا وكانت هي تبتعد عنه عدة خطوات.. بينما هو يتابعها بعينين حائرتين.. وفي وليجة نفسه قد قرر المواجهة...
----------------------------------------

مملكة الأسد، بقلم فاطمة حمدي Where stories live. Discover now