7

10.1K 294 17
                                    


_أسيرته "!
--------------------------------------

أصبح تنفُسها غير مُنتظم وهي تطالعه ببلاهة ونظرات مُضطربة.. لم تستعب ما قاله لتوه!
لمن الشوق ولمن اشتاق هو؟! 
لمن النظرة والابتسامة والحُب؟؟ 
لا تُصدق!  هي لا تصدق!!، هذا الملك "تيم" حقا أم أنها تحلم؟!
هذا الملك "تيم" يتغزل بها أم أنها تتوهم؟!! 
لوهلة شعرت أن الدنيا تدور بها واجتاحها دوار عنيف وكادت تسقط.. وبالفعل سقطت لكن بين ذراعيه العضلين..
خفق قلبه بجنون وظل محاوطها بينما يهمس بثباتٍ رغم قلقه:
"فنار؟.. فنار استيقظي ماذا أصابك؟؟، فنار تحدثي! ".
لكن لا حياة لمن تنادي، "فنار" في عالم آخر جراء سحر كلماته..
"يا الله!، فنـــــار!! ".
أخذ يضرب وجنتها برفق فلم تستجب أيضًا!، فما كان منه إلا أن حملها بين ذراعيه القويتين وسار بها إلى أقرب أريكة قابلته، وما لبثت "فنار" أن استيقظت من دوارها وهي تحملق به بصدمة، ثم تلفتت حولها '!!، ما هذا.؟! 
هو يحملها.. يقترب منها كأنه يحتضنها ولمَ كأنه هو بالفعل يحتضنها !!  وقريب للغاية قرب مُهلك ومُميت..
شهقت بصوت عال وهي تحدجه بذهولٍ وما لبثت أن راحت في ملكوتٍ آخر مرة ثانية..
وبدا الموضوع للملك مُسليا ممتعا فضحك عاليا وهو ينحني ويضعها على الأريكة، ثم توقف عن ضحكاته الرجولية وأخذ يهتف بمشاكسة:
"هيا انهضي الآن فنار وإلا ناديت لـ رعد يوقظك هو بطريقته "!
نهضت مفزوعة وجلست بخوف شديد تتحاشى نظراته، اتسعت ابتسامته وهو يكتف ساعديه أمامه يطالعها بإعجابٍ، ثم قال بنبرة متزنة:
"هل أنتِ بخير الآن فنار "؟!
هزت رأسها وأجابته:
"نعم.. بخير سيدي ".
"ماذا حدث لكِ؟ ".
"لا شيء أنا بخير سيدي هل تأذن لي بالانصراف؟ "!
منحها ابتسامة هادئة وهو يقول بصوت جهوري:
"إلى أين؟ ، تريدين تركي وأنا الذي أبحث عن وصالك؟ "
شهقت مرة أخرى وهي تنهض بارتباكٍ بينما تفرك كفيها ببعضهما قائلة بخجل:
"م.. مولاي.. آآ.. أنت... أنت... ".
"أنا عُشقت السمراء يا فنار.. ما الغريب ولمَ الارتباك! ".
ازدردت ريقها وكل هذا تعتقد أنه حلم، هذا من المستحيل أن يكون حقيقة كيـــف؟!!!! 
ستظل تتساءل كيف حدث!! 
"سيدي.. أنا أحلم.. والآن أمي ستوقظني، هذا حلم أليس كذلك "!
قطب "تيم" ثم صاح بها:
"هذه حقيقة، أنا الملك وأنتِ الفقيرة والحُب ليس له سُلطان.. افهمي إذن "!
عضت شفتها السفلى وطأطأت رأسها واشتعلت خجلًا، بينما قال في هدوء حازم:
"لن تخرجي من هنا، أنتِ أسيرتي من اليوم"
حركت رأسها وهي تسأله بقلق:
"ما معنى هذا يا سيدي؟ "
"معنى هذا أنكِ ستكونين زوجتي اليوم، هذا قراري ولا رجعة فيه، عليكِ أن تقولي سمعا وطاعة.. أفهمتِ؟ ".
اتسعت عيناها جراء حديثه الصلب!؟ ، ستتزوج اليوم وأسيرته؟.. ولن تخرج؟، ما الذي يحدث معها!! 
كادت تتكلم إلا أنه أوقفها بقوله الصارم:
"لا تتحدثي.. سأحضر أمك وسنعقد القران وزوجا مباركا يا عروسي ".
-------------------------------------------------------

أخذت تسير جيئةً وذهابًا بغير هدى بفؤادٍ قلق حزين للغاية، لقد ذهبت "فنار" إلى الملك وتعتقد أنه يُحاسبها ولم تأت أمها بعد إلى الدار.. وهي لا تعرف ماذا تفعل..
هبط الدمع من محجريها بتدفق وأخذت شهقاتها تهتاج.. فقط لو أحد يمد يده لها سوف تتشبث بها وتنهض.. ثم تستنجد وتتعلق فتعبرُ الطريق وتسير..
فقط تريد السماح.. تعترف أنها خاطئة كما أنها لم تكن ملاك بجُناح...
يا ليت أمها تُسامح ويا ليت الناس يغفرون!! 
طرقات خافتة على باب الدار انتشلتها من شرودها، فراحت تركض لتفتح ظنا منها أنها "فنار" قد أتت..
فتفاجأت به هو! 
"محروس "!.. يقف أمامها ونظرات الندم تنبع من عينيه، يذم شفتيه باحراج.. ثم ينطق بأسى:
"أيريس.. سامحيني ليس لي يد في الذي فعلته أمي، لم أكن أعرف أنها ستأتي وتفعل "!.
"ارحل ".
صرخت بوجهه وأكملت من بين دموعها:
"ارحل ويكفي إلى هنا، ارحل أنا لم أعد أريدك "!
يبدو أنه مصمم على اكمال مشوار حبه معها، لذا قال هادئا:
"تعلمين إني أحبك.. ولن أتحمل ابتعادك عني، فلا تفعلي بالله ".
"قلت لم أعد أريد حبك، وقلت ارحل ".
كز على أسنانه، إنها تعاند.. ومن هذه لتعانده؟!
لابد أن تخضع وأن أنفها ينزل سابع أرض.. هكذا قال.  وعَزم على ذلك.. بل وبدأ في التنفيذ! 
حيث دفعها بجسده إلى داخل الدار ومن ثم أوصد الباب، وراح يهجم عليها بلا شفقة.. مزق ثيابها فصرخت باستغاثة.. كتم فمها.. فعضت كفه بشراسة أنثى تدافع عن أغلى ما تملك! 
صرخ جراء عضتها فتركها.. انتهزت الفرصة وركضت إلى الباب فلحق بها وجذبها إليه ودفعها مجددًا، ينقض عليها بكل ما يمتلك من قوة.. وهي ضعيفة بفطرتها!! 
لم تعد قادرة على مقاومته لكنها مازالت تعافر وتصرخ، وقد جاءها النجدة حيث كُسر الباب فجأة وولج المُنقذ آخذًا إياه إليه وكيل له عدة لكمات متتالية بلا رحمة، فتنهدت الصعداء وأخذت تلتقط أنفاسها وهي تنكمش على نفسها بخوفٍ شديد، أخرجه خارج الدار ودفعه إلى رجال الملك وقال بغضب عارم:
"خذوه إلى الزنزانة إلى أن أأتي له هذا الحيوان ".
وعاد يلتفت إلى تلك الباكية، ثم قال بجمود وتساؤل:
"أنتِ بخير؟! ".
هزت رأسها دون تجبه، فقال بحدةٍ:
"انتهى الأمر، لا تبكِ سينال جزاؤه "!
ازدادت بكاء وهي تهز رأسها بهستيرية، بينما يُتابع:
"الحق ليس عليه، بل الحق على من فرطت في كرامتها من أجل من لا يستحق "!
وما إن أنهى جملته انصرف تاركا إياها تبكي ونظرات الاستغراب تتبعه!! 
--------------------------------------

مملكة الأسد، بقلم فاطمة حمدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن