جلست الملكة "قسمت" قبالة إبنها "تيم" وأخذت تنظر له منتظرة الأمر الذي يريدها لأجله..
أما عن "تيم" فقد تحدث قائلًا بثبات دون أن يرمش له جفنا:
"سأتزوج ".
تهللت أساريرها واتسعت ابتسامتها بشدة وهي ترد عليه:
"جيد جداً يا إبني، مبارك مقدما يا تيم، هل أقنعتك جلنار بهذه السرعة "؟.
نظر لها ثم واصل بكلام مبهم:
"أقنعتني بماذا يا أمي؟ "
فأجابت:
"بزواجك من الملكة "روكسانا" شقيقة "أوار"، هي جميلة للغاية وتليق بك واختيارك موفق".
زفر "تيم" بعنف، ثم حاول ضبط أعصابه وهو يقول:
"توقفي يا أمي، أنا لن أتزوج روكسانا ولم ولن أحبها "!
تغضن جبينها، فيما تسأله باستغراب:
"إذن من ستتزوج يا تيم؟ "
نهض والتفت موليها ظهره وراح ينظر من النافذة، بينما يكتف يديه خلف ظهره قائلًا بهدوءٍ تام:
"سأتزوج فنار يا أمي ".
نهضت وقد قلِق فؤادها وهي تسأله بحذر:
"من هذه؟ ".
فأجاب بنفس الثبات:
"هذه إبنة حليمة، "بـائعة التــوت ".
فضحكت مُكملة:
"أتمزح؟ ".
"لا أمزح، قلبي يريد فنار إبنة بائعة التوت ولن أتخلى عن ذلك ".
"أنت جننت بالتأكيد يا تيم، لن أسمح لك أبدًا، ستلوثنا على آخر الزمان؟ ".
التفت يواجهها بحدة:
"لا أريد إلا حقي.. وحقي أن أتزوج من ينبض القلب لها وهو قد نبض لفنار، لا يهمني من تكون.. يهمني أن تبقى لي لطالما كانت من الأشراف ".
هزت رأسها بعدم تصديق وقد أوشكت على الصراخ:
"لا أصدق.. ماذا سيقولون الناس؟ ماذا يا ملك مملكة الأسد؟، أتتزوج من فقيرة أمها تبيع التوت؟!!!!!! وليس هذا فحسب، بل إنها سمـــراء لم تلق بجمالك ولا جمال العائلة كيف سنعيش مع هذه الحشرة؟؟؟ ".
"أمي.. أنا من سأعيش معها، ليس أنتِ ".
صرخت بوجهه في غضب عارم:
"أنت مجنـــون!، لن تتزوجها أبدًا ما حييت يا تيم ".
"بل سأتزوجها، لن تمنعيني أنتِ! '
برقت عيناها بشراسة وهي تهتف بانزعاج :
"هل تتحداني؟؟؟ ".
فقال صائحا:
"لم أتحداكِ.. أردت زوجة وهذا لا يخص أحد، عذرًا أمي لن أخضع لكِ ما دمت لم أفعل الخطأ ولن تحرمي ما حلله الله "!
أخذت تهز ساقها في غضب جم وهي تحدجه بشراسة قاسية، فيما تقول بعنف:
"ستلاحقك لعنتي في كل مكان وغضبي عليك إلى يوم الدين إن لم تتراجع عن هذه الخرافات "!
هز رأسه موافقًا وقال بضيقٍ :
"شكرًا لكِ يا أمي، سأدعو الله أن يلين قلبك وترضين عنّي ولكن فنــار ستكون زوجتي في أقرب وقت عذرًا منكِ"!
---------------------------------------------------

دقات عنيفة على باب الدار أفزعتهن، فنهضت "حليمة" لتفتح وإذا بسيدة عجوز تهتف بامتعاضٍ:
"أهلا يا حليمة.. أتيت إليكِ لأعرفك أن لم تبعدِ ابنتك الضائعة عن إبني لسوف أفضحكن "!
قالت "حليمة" بغضب:
"ماذا تقولين؟؟، من إبنك هذا؟ "
"إبني محروس يا حليمة.. وتلك إبنة الحرام التي تربينها أنتِ تغازله وتأتي إلى بيتنا بعد أن أنام ليلًا وتحاول ايقاع ولدي في شباكها ".
صرخت " حليمة" بوجهها وهي تقول:
"إلزمي حدودك يا امرأة، إبنتي أشرف فتاة في هذه المملكة أنتِ تهزين وتتحدثين عن إبنتي، أقسم إن يتكلم عنهما أحد بسوء لقتلته ".
ضحكت العجوز بتهكمٍ قبيل أن تخبرها:
"اسأليها إذن وستعرفين وتتأكدين من كلامي، ابنتك الشريفة تحوم حول إبني وجيرانك يعرفون هذا ".
ازدردت "حليمة" لعابها وقد قلقت بالفعل، هل تتحدث العجوز بصدق؟، هل ستخذلها ابنتها وبالفعل كما تقول هذه؟؟ 
نادت عليها بغضب، وحضرت "أيريس" وهي ترتعش، ووقفت كمن سيُحكم عليه بالموت الآن وهي تسألها أمها بجدية:
"هل تعرفين إبن هذه المرأة؟؟ "
وكانت خيبة الأمل حينما هزت رأسها بـ "نعم"!
لطمت بشدة على صدرها وشهقت.. لقد خذلتها ووضعتها في موقف لا تحسد عليها، أما "أيريس" فكانت تبكي بحسرة و"فنار" تعانقها وتضمها إلى صدرها وكأنما تخبئها عن العالم بأحضانها، وتكلمت العجوز بثقة:
"ألم أقل لكِ يا حليمة؟، ابعدي ابنتك وعلميها كيف يكون الحياء "!
ثم استدارت ماشية وانصرفت وتركتهن في حالة يُرثى لها، وبعد أن دخلن دارهن مجددًا حتى قامت بصفعها عدة صفعات بينما تصرخ بها:
"ماذا فعلتِ بنا، لمَ؟؟، أنتِ.. أنتِ يا أيريس؟؟؟ "
ازدادت الأخرى بكاء هيستيري وهي تتوسل لها بقولها:
"سامحيني.. بالله سامحيني "
جذبتها من شعرها وهي تلقيها على الفراش وتهتف:
"أسامحك؟، لقد وضعتِ رأسي بالطين "
انهالت عليها ضربا وكانت "فنار" تتلقى الضربات بدلا منها وهي تتوسل لأمها أن تكف عن ضربها، لكن "حليمة" كمن فقدت وعيها وظلت تضربها بشدة إلى أن فقدت وعيها بالكامل....
------------------------------

"هذا بالتأكيد جن "!
تحدث "تيجان" في غضب شديد وهو ينظر إلى زوجته التي أكدت على كلامه قائلة:
"لقد ذبحني يا تيجان، تخيل أن تكون زوجة إبني حشرة مثل هذه؟ ".
"حبيبتي.. أنا أشعر بكِ، معك كل الحق، هذا لابد له من وقفة".
قالت بحسرة:
"ماذا أفعل يا تيجان؟؟ "
فقال بخبث:
"الحل معي.. ولكن هل ستوافقين؟؟ ".
"ما هو "؟!

يتبع..
#مملكة_الأسد
تفاعل ثم التفاعل لأن رأيكم دافع قوي 💛



مملكة الأسد، بقلم فاطمة حمدي Where stories live. Discover now