(الشمعة_نَحيب السماء)

57 8 1
                                    

(البارت الخامس عشر)
في اليوم التالي ،الساعة السادسة صباحاً ..
كان الجو ضبابياً بارداً .
كان الطبيب مع الممرض "تاي " يقومان بأعادة فحص المصابين واحداً تلو الآخر  أستثناء .
تحدث الممرض وهو يفحص المصابين وقال بصوت منخفض ليكسر جو الصمت الكئيب ( اليوم جيد رغم البارد لكنه خالي من الرياح ،لكن هذا لن يدوم فستهطل الأمطار قريباً نظراً لعدم وجود رياح تبعد هذه الغيوم السوداء بعيداً )
(لا رد)
لاحظ الممرض تسمر الطبيب فجئة ، أرتاب قليلاً نتقل لفحص مصاب آخر أخذ معصمه ليفحص نبضاته ، انه متوفي آخر ..
رفع رأسه ليجد الطبيب في نفس مكانه ،تغيرت ملامحه فجئة لحالة من الفزع ، تعابير الطبيب الباهتة وحمرار مقلتيه .
ذهب الممرض نحوه ،كان يقترب ويسمع صوت البكاء المكتوم ، نضر نحو ذلك المصاب الذي يقف بجانبه الطبيب متسمرا .... الامر قد اتضح انه ميت ...ولده قد مات ، لم يكن الوحيد هناك ستة آخرين قد توفوا أيضاً .
                ~~~~~~~~~~
كان ثلاثة من رجال الزعيم يقفون للحراسة كل العادة ، اما زعيمهم وأثنين من رجاله غادروا مساء البارحة .
مساعد الطبيب والممرض الجديد "جيهوب" يقومان بغلي الماء على الحطب في قدرٍ كبير خارج العيادة .
نضر الممرض للماء وقال بتسائل (كيف لهاذا الماء الشفاف عديم اللون والطعم ان يكون بتلك الأهمية )
رد عليه مساعد الطبيب ( انه ليس وقت الكلام الفارغ ، دعنى ندخل هذا القدر الم المخزن )
أمسك الاثنين بخربة مت القماش وامسكا حافة القدر الساخنة وادخلاه الى المخزن .
قال المساعد ( لنعبئ الماء في قدور أصغر حجماً )
وبينما هم يفعلون ذلك ،بدأت تنزل بضع قطرات صغيرة من السماء الملبدة بالغيوم ،وبدء المطر يزداد تدريجياً .
سمع الممرض "جيهوب " صوت المطر فنظر من وراء باب المخزن المفتوح ،الى تلك القطرات الصغيرة كما لو انه يشاهد المطر لأول مرة ،وقال ( انها تمطر، لحسن الحظ اننا دخلنا الى هنى ولم تتبلل )
بادله المساعد ( ستتبلل قريباً ، انظر نحو السقف )
نظر الممرض نحو السقف وشاهد تلك الشقوق الموجودة فيه حتى تسمح بقطرات المطر بالدخول .
المساعد( أغلق القدور جيداً ، نحن لا نريد ان يذهب عملنا سدى ، وبعد ان تنتهي تعال لتساعدني لنضع القدر تحت المطر ، لنتخلص من تعب الذهاب الى البحيرة بالاضافة الى ان ماء المطر ليس بذلك السوء لكن سنغليه تحسباً لن يكلف الكثير من الحطب لغليه ..... هل انتهيت؟!  (هزَ الممرض برأسه وقال نعم ) .
-إذاً هيا تعال ساعدني .
شاهد رجال الحراسة كيف يضعون القدر تحت المطر ،فراقت لهم الفكرة فهم دائماً مايتكبدوه عناء حمل الماء من البحيرة الى العيادة بالاضافة الى جمع الحطب .
تقدم الرجال وسألوا المساعد هل يوجد قدِر آخر لينقذهم لأسبوع كامل ، قال المساعد موجهاً كلامه للمرض ( احضر كل مايوجد في المخزن من أواني وغيرها ، وتبعدني )
ذهب الرجال الى داخل المخزن وأفرغوا المخزن عدى بعض الصحون الغير مفيدة ، وصعدوا الى سطح المخزن خلف مساعد الطبيب ، ووضعوها بشل عشوائي .
المساعد( لا تضعوها  قرب الحافة،قد تسقط بفعل الغربان او نتيجة للرياح ، لاتشعوها على سطح رقيق او قريب من الوحل ، مفهوم ؟!)
اجابه الممرض (حسناً)
غادر المساعد ليعود للعيادة ، ولحق به الممرض .
        ~~~~~~~~~~~
استغل الممرض "تاي" المطر وذهب ليتفقد "كوك"، كان يحدث نفسه بيومى يمشي بخطوات بطيئة ( كيف سأدخل الحضيرة دون ذلك المفتاح ، لم استطع ان اطلبه من الطبيب فهو بحالة يرثى لها وانا لست عديم احساس، اما أي طلبته من ذلك المساعد البغيض فهو لن يعطينياه حتما ... ذلك الممرض الجديد الاحمق يحضى بالأهتمام حتى من ذلك المساعد ...(ابتسم) لابد ان اسأله عن ذلك .اختفت ابتسامته حين وجد باب الحضيرة مفتوح دخل بذعر الى الداخل .
كان الرجال يقفون على سطح المخزن بعد انتهائهم ،قال احد الرجال وهو يصوب بإصبعه الى المكان الممرض تاي ( هل رأيت ذلك ؟!)
أجابه صديقه (دعنى ندخل العيادة ، لن يستطيع فعل شيء في هذا الجو الممطر )
-معك حق ، انتظرني سندخل العيادة معاً.
دخل تاي وبحث عن "كوك" في زوايا الحضيرة ... انه ليس هنى .... الزعيم قد اخذه ليلة البارحة .. لا رأيته يغادر العيادة دون أخذ احد ،، أو ذلك العجوز الخرف ، يا إلاهي ...لاحظ اختفاء حصان الطبيب .
ابتسم بارتياب وقال ( يالك من شيطان ، كيف ستطعت الهروب ؟! لكن يجب علي أخبار الطبيب )...(يتبع)

(The BLACK candle )(مكتملة)Where stories live. Discover now