١٧. قصر العم جوليان

592 94 24
                                    

ودعت صوفيا كيتي و هرعت نحو منزلها، بينما توقف إدوارد برفقة الولدين الثريين، أمام قصر عائلتهما المترف الذي تغطي نوافذه ستائر حمراء مخملية تحجب ما بداخله.
دفع كارل الباب و دلف، لتمسك كيتي بيد إدوارد باسمة و تسحبه معها للداخل، كانت حديقة المنزل خضراء يانعة تنتشر فيها أزهار الروز الحمراء و الزنابق السوداء، و انتشرت عدة مقاعد معدنية على المساحة الظليلة لتعطي جلسة منعشة في الهواء الطلق.
دلف كارل عبر الباب الرئيسي المطل على البهو، و أردف بأكثر وجه متجهم لديه:
- العجوز، يوجد ولد يريد رؤيتك لشراء القطعة التي ترميها.

اقترب إدوارد برفقة كيتي، و حبس أنفاسه لوهلة للقصر المنيف الذي بدا له كقصور الأفلام التلفزيونية؛ أثاث مترف ناعم أسود اللون مع تداخلات خمرية، و ثريات تتدلى من السقف كنجوم الليل و لوحات على الحيطان العاجية و مدفأة في صدر البهو.
لاحظ إدوارد للشخص الجالس على إحدى الأرائك موليهم ظهره بينما يقرأ كتاباً، ليغلقه ببطء و ينهض مقترباً بتعابير مندهشة، بدا الرجل في أربعينيات عمره تبدو على قسماته آثار النعمة و الترف، بشعره الذهبي المنسدل على جانبي وجهه الحليق و ملابسه التي التي يغطيها رداء مخملي أحمر طويل يشده لوسطه بحزام، ازداد تقطيب كارل و صر أسنانه بغيظ، بينما اندفعت كيتي لتحيطه بذراعيها و تردف بسعادة:
- لقد أحضرته! هذا هو إدوارد! إنه وسيم أليس كذلك عم جوليان؟

- بلى، إنه جيد.
أجاب الرجل بابتسامة، و ربت على رأس الفتاة لتبتعد و يقترب ملقياً نظرة فاحصة على إدوارد الذي قابله بوجه عابس، توقف على بعد عدة خطوات من إدوارد و ربت على رأس كارل قائلاً:
- أحسنت، لم أتوقع أن تحصل على أصدقاء يا كارليتو، لقد أسعدتني حقاً.

أزاح كارل يد الرجل عنه بقسوة و تراجع للخلف ثم ابتعد راكضاً نحو السلالم المؤدية للطابق العلوي، راقبه إدوارد قلقاً بينما أشار العم جوليان للعاملة الكهلة في المنزل بإغلاق الباب المؤدي للخارج.

بحث الرجل في جيبه و أخرج قطعة ذهبية رفعها و أردف:
- تبحث عن هذه؟ هل أنت حفيد جينر؟
تفضل بالجلوس أولاً، ثم سأرى ما لديك.

جحظت عينا إدوارد عند رؤية القطعة الذهبية ذات النقش المألوف، و أشار العم جوليان بكل تهذيب ليسير و يجلس على كرسيه، تردد إدوارد ثم جلس على كرسي وثير مقابل، لتسرع كيتي للجلوس بقربه.
أطرق إدوارد مفكراً، ثم سأل:
- أنت والد كارل؟ و زوج خالة كيتي؟

أومأ الرجل بصمت، و أضاف إدوارد:
- من أين حصلت على هذه القطعة؟ و هل تعرف جدي؟

شبك العم جوليان يديه و أجاب بابتسامة ماكرة:
- لقد سمعت عن السيد جينر، و عن بحثه لجمع القطع الذهبية في كل مكان، لكنني متمسك بشدة بكل ما أمتلكه، و هذه قطعة مميزة لذا لم أرد التفريط بها مقابل حفنة أموال.
للأسف، لم يبحث جيداً، و كان مصيره الموت.

إلى الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن