١٠. رأس في الخزانة

656 96 48
                                    

عاد الرفقة الثلاثة بعد دوام المدرسة منهكين، بعد تزاحم جميع طلاب المدرسة عليهم لسؤالهم بعد انتشار خبر وفاة الجد، و الشرطة التي أحاطت منزلهم و شوارع الحي في ذلك اليوم.
زفر روي بضجر و قال:
- تخيل أننا سنعود للمنزل لنجد قريبك يستقبلنا و يقدم لنا طعام الغداء كمربية الأطفال!  إنه لا يعجبني! أعتقد أنه يود استغلالنا للعيش معنا مجاناً و ذلك سبب إصراره على المكوث معنا لا في شقته ليوفر الكهرباء و الماء!
تخيل فقط لو كان لدينا ثلاثة رجال أمن مسلحين يتبعوننا كالحرس الشخصي بدلاً منه!

ضحك إدوارد و أومأ موافقاً، بينما نهرت ماريا روي بغلظة:
- لا تقل هذا الكلام عن أليكس! إنه يمكث معنا ليقوم بحمايتنا! كما أنه مهذب و قوي و ...

- و وسيم و شرطي! هل أحببته بهذه السرعة؟ هل نسيت أمري؟!
تساءل روي بألم، و زفرت ماريا مجيبة:
- روي.. أنا لم...

قاطعهما إدوارد بجفاف:
-أنت لا تفقهين شيئا، مع روي كل الحق.
من غير المنطقي استبدال عدد من قوات الأمن برجل واحد فقط مهما كانت قوته، و لو لم يكن قريبي لاعتقدته شريداً يبحث عن مأوى مجاني.
على كل، لقد وصلنا للمطعم يا روي.

توقف الإثنان أمام الواجهة الزجاجية للمعطم، و ترددت ماريا ثم تساءلت بقلق:
- هل ستتركانني وحدي في المنزل؟

- هل أنت طفلة؟
تجاهلت ماريا إهانة إدوارد، و أضافت بفزع:
- أرجوكما! انا خائفة! لا أزال أتذكر ذلك الشيء الأسود...
سأعمل معكما لنوفر المزيد من المال!

قطب إدوارد حاجبيه عابساً، و ضحك روي بخفة و وضع كفيه على كتفي الفتاة الخائفة مجيباً بابتسامةً:
- الأميرات لا يعملن! بل الرجال من يقومون بذلك!
اذهبي لمنزل ليسا و امكثي معها، و حين نعود من العمل سأتصل بك لنذهب للمنزل، اتفقنا؟

أومأت ماريا باسمة بامتنان، و أجابت بتأثر:
- شكرا لك يا فارسي!

هم روي بالحديث إلا أن إدوارد سحبه من ملابسه ليدلفا المطعم و يلوح روي لماريا التي ضحكت و لوحت له مبتعدة.
حصل الولدان على الزي الرسمي الأسود الذي تزينه ربطة عنق بيضاء، و أضافت مالكة المطعم الصهباء بحماس:
- ستكونان رائعين بالزي! حظاً موفقاً!
تذكرا أن أهم جزء هو حسن التعامل مع الزبائن، و الابتسامة!
ابتسما كثيراً، حسناً؟

أومأ الصديقان بالإيجاب و غادرت الشابة نحو المطبخ،
دلف الإثنان لغرفة العاملين لتبديل ملابسهما و وضعها في الخزائن، و بدل روي ملابسه على عجل و قال:
- سأذهب أولاً!
هل سمعت كلام المديرة يا إيدي؟ الابتسامة! كن بشوشاً!
أرجوك لكي لا نفقد العمل!

تنهد إدوارد و أومأ، و غادر روي مغلقا الباب خلفه بخفة.
شرع إدوارد في ترتيب ملابس المدرسة و قام بفتح الخزانة لإدخالها، ليفاجأ برأس رجل مقطوع يسيل الدم منه بغزارة و يكاد يتقطر خارجاً، كانت ملامح الرجل يائسة و شعره الأسود يتدلى على وجهه، لكنه فجأة رمش و تحركت شفتاه همساً:
- إد...وارد...

إلى الهاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن