٣. الثالث.

34 1 0
                                    

 

تتلاحق أنفاسى، أتصبب عرقًا، ترتعد أوصالى ولا أقدر أن أصل إلى نهاية هذا الممر. الظلام حالك ، فقط بقعة من الضوء أراها بعيدًا..يزداد شكِّى لحظة تلو الأخرى بأنها مجرد وهمٍ صنعه عقلى للهروب منه، إنه ما زال يلاحقنى!
تعثرت بشيءٍ ما، إختل توازنى و سقطْتُ أرضًا، أستقمت لأنظر خلفى لأراه، إنه قريب، مازال يلاحقنى. علىّ أن أستمر بالركض رغم أن قدمى تنزف و أكاد لا أشعر بعظامى..

"توقفى، أتعتقدين أنكِ ستهربين آنابيل!"

"تعالى إلى هنا، لن تهربى بهذهِ السرعة، نحن لم ننتهِ بعد!"

"ستتعذبين حتى الموت يا آنابيل ! أنتِ و أباكى!"

يظل يصرخ ورائى، أصرخ بالنجدة ولكن لا يوجد من أحدٍ لإنقاذى..

تعثرت مجددًا ! يداه تحاصرانِ قدمى المصابة الآن..

"أتركنى أنا أرجوك! "

"ليس الآن سأترك جثتك فى وقت لاحق!"

يقرب السكين من عنقى شيئا فشيئا.. "وداعاً آنابيل آدم..فالتحترقى فى الجحيم!" إنتهى أمرى..!!

"آنابيل ! "
"آنى إستيقظى"
"أنابيل!!"

استيقظت .. أنا حية ! إنه كابوس جديد من سلسلة لا تنتهى! لقد تعبت.. أحياناً أتمنى لو أنه قد قتلنى و لم أمر بهذه الفترة اللعينة من حياتى.. و التى لا أعتقد أنها ستنتهى يومًا.

نظرت إلى أمى لا أعلم متى أتت، آلمنى مظهرها و هى تبكى فزعةً مما أنا فيه.. إقتربت منها و إحتضنتها لا أعلم إن كنت أقوم بتهدئتها أم أننى أقوم بتهدئة نفسى.

"لا تفزعى عزيزتى أنا هنا، لن يؤذيكى أحد!" همست لى و شعرت بالذنب لعدم قدرتى على الرد، هى أيضاً بحاجة إلى أن أخبرها ألاَّ تفزع،  هى بحاجة لمن يطمئنها..

"آنى، لقد تحدثتى أثناء نومك! يا إلهى !" أيُعقل أننى فعلت!! أردت الرد و لكن لم أقدر .. سحبت ورقة و كتبت لها سريعًا..
"ماذا كنت أقول!؟"
ناولتها إياها فقرأت سريعًا.
" لقد كنتِ تصرخين و تثرثرين بـ ' ما زال يلاحقنى' هل قصدتى.." لم أرد أن أستمع لإسمه فأوقفتها و أومأت.. سأخبر نايل بهذا اليوم، لم أستطع أن أكبح دموعى أكثر، أنا أتظاهر بالقوة كثيرًا و لكن كل ذلك ينهار أمامها.

ظللت أبكى بين ذراعيها لفترة، إطمئنت على حالى ثم تحدثت قليلا ثم ذهبت للمنزل، كما يحدث كلّ يوم.

قمت من الفراش، الأرض باردة هنا، ذهبت إلى النافذة فى نهاية الحائط، نظرت للطرقات المغطاة بالثلوج خارجًا.. ديسمبر قد أتى ، ألمح السائرين فى الشوارع و أراقبهم .. لفت إنتباهى ذلك الفتى ذو المعطف البنى يقف أمام نافذتى و ينظر لى مباشرةً، هل أعرفه؟
هو يغطى شعره بقبعة رمادية، و يخفى نصف وجهه بوشاح له ذات اللون، لا أستطيع التعرف عليه و لكنه يبدو مألوفًا نوعاً ما..
قام بالتلويح لى بيده، نظرت خلفى ثم أشرت لنفسى أتأكدُ إن كان يقصدنى ، نظرت له فأومئ بالإيجاب..
رددت له التحية مبتسمة، أستطيع أن أرى أنه إيتسم أيضاً حتى من هذه المسافة.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 22, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

SILENCE |H.S|  *متوقفة حاليًا*Where stories live. Discover now