(الخاتمة)

308 27 19
                                    


مر أسبوعان على أول لقاء بين العائلتين، تلاه وبعد أيام فقط انتقال سمر وعائلتها لتلك المدينة بشكل استعجالي جدا.

استأجروا هناك بيتا قريبا من بيت العمة شهرزاد، ووجد يونس بمساعدتهم عملا جيدا لم يكن ليحض به مع سوابقه القضائية. حتى أنهم وجدوا مدرسة لسيلين حيث ستتابع دراستها، وكل ذلك لتسهيل أمر انتقالهم.

عادت سمر و والدها إلى بيتهم في المدينة لأخذ آخر الأغراض منه وترك مفاتيح الشقة عند صاحبها، لتستقر هي نهائيا في مدينة جديدة ومحيط جديد لا تعرف عنه شيئا. كل ذلك يهون في سبيل اجتماعها وعائلتها.

خرجت من البيت لقضاء أمر ما غير بعيد عن الحي، وأثناء سيرها في أحد الأزقة المؤدية للشارع تفاجأت بتوقف شاحنة عند نهاية الزقاق تسد عليها الطريق بشكل فجائي.

توقفت لحظة تنظر لتلك الشاحنة بريبة، وقبل أن تقرر هل تتابع طريقها أم تعود أدراجها يتم فتح باب الشاحنة يطل من وراءه إياد.

لم تكن تتوقع رؤيته مجددا وفي وقت قريب، وها هو يقف أمامها وليس بمفرده حتى، يتجول في أنحاء المدينة مع جماعته دون أي خوف مما يمكن أن يحصل. فما الذي يريده منها ويدفعه للمخاطرة بسلامته؟

ترجل إياد من السيارة بعد أن شاهدها متسمرة أمامه بلا حراك، بينما اكتفى الأخرون ممن أتو معه في الشاحنة بالتلويح بأيديهما لها كتحية بكل بساطة وأريحية.

سألها إياد وهو يتقدم ببضع خطوات نحوها ولا تعبير على وجهه يمكنها من قراءته:

"نهال! أهذا اسمك؟"

عقدت ما بين حاجبيها لا تفهم ما مقصده من التظاهر بعدم معرفتها الآن، فأضاف هو يتوقف أمامها يدفن يديه داخل جيبي بنطاله:

" سمعت عما حدث البارحة...عن شجاعتك وتهورك في ذات الوقت"

قلبت عينيها في محجرهما محاولة تذكر شيئا، فابتسمت عندما تذكرت لقاءها الأول به، وكأنه البارحة. أجابت تسايره في تمثيليته:

" هلا ذكرتني بمن تكون؟ ثم عما تتحدث تحديدا لأن الكثير حدث معي البارحة؟!"

ابتسم يمد يده للسلام عليها، وعوض أن تمد هي يدها بالمثل قامت وعلى غفلة منه بتوجيه لكمة لوجهه جعلت رأسه يسقط نحو الأسفل مدهوش مما أقدمت عليه.

وضعت يدها على فمها متأسفة لما أحدثته بوجهه، في حين انطلقت ضحكات الآخرين من داخل الشاحنة بسبب فعلتها تلك.

اقتربت منه تحاول لمس وجهه بينما كان يضغط على مكان لكمتها يحاول كتم غيضه، وما إن وضعت يدها عليه حتى رفع يده مبعدا إياها.

أخبرها بعد أن رمق رفاقه بنظرة أخرستهم:

"فقط لو كنت شابا يا سمر... ماذا تعتقدين نفسك فاعلة؟ هل هكذا أصبحت تلقين التحية الآن؟"

🎉 لقد انتهيت من قراءة وجـوه خلف الأقــنـعـة (رواية) 🎉
وجـوه خلف الأقــنـعـة (رواية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن