(14)

172 16 5
                                    

(خذلان)

عندما دخلت سمر إلى المنزل لم تكن على دراية لكم من الوقت استغرقته في الخارج، مع ذلك فهي مدركة بأنها تجاوزت الموعد المقرر لعودتها للبيت بكثير.

جلست في الصالة المظلمة تتفادى انتباه إحداهما لعودتها تجنبا لأي نقاش كان، حتى لو كان ذلك سيعرضها للكثير من التوبيخ لاحقا لتأخرها.

وضعت رأسها بين ركبتيها تفكر، تلوم نفسها وتجلدها. لقد ضاع منها كل شيء، كل ما عملت لسنوات لأجله قد ضاع من بين يديها في طرفة عين.

يبقى أملها الوحيد هو وعد إياد لها، فإن كان يعلم حقا بمكان شقيقتها فسيدلها عليه. حتى إن لم تنهي عمليتها كما سبق واتفقا عليه فهو لن يخدلها، هو صديقها قبل كل شيء، أليس كذلك؟

انتابها القلق بشأن مصير إياد هو الآخر ومجموعته، لقد كشف أمرهم بالتأكيد. كان حسام قد ذكر بين كلامه شيء يخص عصابتها أو ما شابه، ذلك يعني أنه يعرف بتورطها مع عصابة ما ولا تستبعد أنه يعرف من بالضبط.

ضغطت على صدغها تشعر بصداع قوي يداهم رأسها، إنها لا تستطيع تخيل ما سيحدث لاحقا، ولا حركة الأخوين التالية ضدها وضد ارعصابة، لذا عليها التحرك قبل فوات الأوان.

***

استيقظت باكرا بعد أن غفت لبضع ساعات تخللتها كوابيس جسدت كل مخاوفها ليلة أمس. وكما دخلت البارحة فقد خرجت من المنزل خلسة قبل أن تستيقظ أحداهما حتى.

توقفت أمام المبنى القديم حيث تقع شقة إياد، تقف عندها مفكرة بطريقة لتوصل بها إليه خبر اكتشاف أمرهم بالكامل دون إثارة جنونه. فبكل الأحوال ستكون هي السبب في تخريب حياته وما عمل لأجله هو الآخر.

بعد عدة طرقات على بابه يُفتح لها الباب مطلا من خلفه زميلها في العصابة المسمى صفوان، استغربت من وجوده في منزل إياد في مثل ذلك الوقت وهو من يبدو عليه أثر النوم غير مستغرب لوجودها هي هناك في أول ساعات الصباح.

تراجع عن الباب يفسح لها المجال للدخول، فسألته بينما تغلق الباب وراءها:

"أرجو منك أن توقظ إياد يا صفوان فأنا أريده في الحال لأمر مهم جدا"

جلس هو على أريكة يبدو أنه كان يستعلمها للنوم، يمرر يديه على وجهه محاولا الإستيقاظ بالكامل، ثم أجابها بصوت ناعس:

"لقد غادر المدينة لأمر طارئ، هذا ما أعلمني به!"

وقفت مقابله تحدثه بانفعال:

"ماذا تعني بأمر طارئ؟ هو لا يغادر أبدا المدينة ليلة أي عملية لأي فرد منا فماذا يحدث الآن معه؟ هل تخفي عني شيئا؟"

وجـوه خلف الأقــنـعـة (رواية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن