مرتفعات وذرينغ 2

890 5 0
                                    

فضلآ وليس أمرآ .....

أنت قرأت القصة وأعجبت بها... أذا قم بالتصويت عليها والتعليق فيها....

تعليق من أي شخص سيجعلني سعيدة ☺

🌹💐 الفصل الثامن 🌹💐   

واستأنفت السيدة دين حديثها قائلة: لقد كانت السنوات الاثنتي عشرة التي تلت تلك الفترة العصيبة أسعد أيام حياتي، وكانت أكثر مشاكلي خلال هذه السنوات مبعثها اعتلال صحة سيدتنا الصغيرة
اعتلالاً بسيطاً في بعض الأحيان ، ما يحدث عادة لجميع الأطفال سواء أكان أهلوهم أغنياء أم فقراء. أخذت الطفلة بعد مرور الأشهر الأولى تشب وتنمو شجرة السنديان، وقبل أن تمنع الأزهار مرّة أخرى فوق ضريح والدتها كان باستطاعتها أن تخطر على قدميها وتتكلم إلينا بلهجتها الخاصة. ولقد ملا وجودها بيتنا المهجور نوراً وبهجة. كانت جميلة المحيا، لها عيون عائلة أرنشو السوداء الجذابة، وبياض بشرة عائلة لنتون الناعمة الصافية، وشعرها الذهبية اللامعة، ودقة تركيب ملامحها. كانت لها روح عالية وقلب حساس، رفيق المشاعر. وكانت تشبه أمها في شدة تعلقها بمن يعيشون معها إلا أنها كانت تختلف عنها بأنها كانت وديعة كالحمامة هادئة ناعمة كالنسائم العليلة. لم يكن غضبها حاداً كما لم يكن حبها
عنيفاً، بل كان هادئاً. ' ولقد تولي والدها أمر تعليمها وتثقيفها بنفسه، فوجد في ذلك تسلية له ومتعة وقد ساعدها حظها وذكاؤها على أن تصبح فتاة متعلمة ضليعة بالآداب والعلوم وبلغت كاثرن الثالثة عشرة من عمرها، ولم تكن بعد قد خرجت مرّة واحدة بمفردها خارج حدود الحديقة. كان مستر لنتون ياخذها
معه لمسافة ميل أو بعض ذلك خارج الحديقة في حالات نادرة جداً . وكان لا يدع أحداً يرافقها غيره. كانت الكنيسة هي المبنى الوحيد الذي اقتربت منه أو دخلته غير بيتها، فمرتفعات وذرينغ ومستر هيثكلف لم يكن لهما وجود في عالمها، وكانت أحياناً تبدي
ملاحظاتها عندما تلقي بنظرها إلى السهول والمرتفعات التي تبدو من نافذتها وتقول: ألن، إلى متى أنتظر حتى يتاح لي المسير إلى أعالي التلال
لأرى ماذا يوجد وراءها من الجهة الأخرى، هل هو البحر؟». . فأجيبها قائلة: «كلا، يا آنسة كاثي، إنها تلال أيضاً، كهذه التلال».
وسألتني ذات مرّة : لماذا تشبه تلك الصخور الذهبية عندما نقف تحتها؟..
لقد جذبها جمال صخور (بنستون كراجز) وبصورة خاصة عندما كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية عليها وعلى القمم العالية جداً القريبة منها قبل المغيب، فأوضحت لها أن تلك القمم ليست إلا قطعاً كبيرة جرداء من الحجارة، لا ينبت فيها شجر ولا نبات. ومضت تسالني قائلة: «ولماذا نرى القمم تضيء بالنور مدة طويلة بعد أن يحل المساء هنا؟».
أجبت: «لأنها أكثر علواً من أرضنا ويصعب على المرء أن يتسلقها لعلوها وانحدارها كثيراً . إن الثلج يكسوها طول أيام الشتاء، وقد زرت ذلك المكان في منتصف الصيف فوجدت الثلوج في الطرف الشمالي الشرقي». صاحت بفرح: «أوه، لقد كنتِ هناك إذن! إني أستطيع أن اذهب إلى هناك أيضاً عندما أصبح امرأة. وهل صعد إليها أبي؟».
أجبتها : «إنّ المروج التي تتجولين فيها أجمل بكثير من هذه القمم وثرشروس غرانغ هو أجمل مكان في الوجوده. وتمنمت تحدث نفسها: ولكني أعرف المنتزه والحديقة ولا أعرف هذه القمم العالية، وسأكون سعيدة إذا ما نظرت حولي من أعلى قمة فيها - إن حصاني الصغير (منى) سيحملني إليها يوماً ما..
كانت بعض الفتيات الخدم في البيت قد حدثنها عن الكهف السحري فاشتدت حماستها لرؤيته، وألحت على والدها بأن يحقق رغبتها فوعدها بان ينفذ طلبها عندما تشب وتنمو، كانت الفتاة تقيس عمرها بالأشهر، فكلما مر شهر أو شهران تقول له: لقد أصبح عمري الآن يا أبي يؤهلني أن أزور (بنستون كراغر)». كانت الطريق إلى تلك البقعة تمر بمرتفعات وذرينغ وهذا ما حدا بمستر لنتون إلى تأخير رحلته وكان يجيبها دائماً: «لم يحن الوقت بعد يا حبيبتي.. ولقد حدثتك من قبل أن السيدة هيثكلف عاشت حوالي اثنتي
عشرة سنة بعد أن هجرت زوجها. كان أفراد عائلتها رقيقي الجسم، وكانت هي وإدغار بفتقران إلى الصحة التي يتمتع بها سكان هذه المنطقة عامة. وإني لا أعلم بالضبط المرض الأخير الذي أصابها ولكني أعتقد أنها وأخاها قد ماتا بالداء نفسه، وهو نوع من الحمى
تبدأ خفيفة في بادئ الأمر وتنتهي بانتهاء حياة المريض. وقد كتبت إلى أخيها تبلغه سوء حالتها الصحية ورجته أن يزورها إذا كان ذلك ممكناً لتسوية بعض الأمور وتوديعه الوداع الأخير، وتسليمه ابنها
لنتون ليرعى شؤونه من بعدها. كان كل أملها في أن ترى لنتون يعيش في حضن أخيها لأنها كانت واثقة من أن أباه لن يعلمه ويثقفه ما ينبغي. لم يتردد سيدي لحظة واحدة في زيارتها، وغادر بيته في
الحال متوجهاً إليها وترك كاثرن في رعايتي بعد أن أوصاني بالا أدعها تغادر البيت أو الحديقة مطلقاً حتى ولو برفقتي. استغرقت زيارة إدغار لشقيقته ثلاثة أسابيع. وفي اليومين الأولين اللذين تليا سفر إدغار جلست كاثرن في زاوية من زاويا المكتبة حزينة إلى حدّ لم تستطع معه القراءة أو اللعب. وتلت ذلك فترة من القلق، والضجر المزعج. ولكثرة أشغالي في البيت وكبر سني لم أستطع أن أشاركها لعبها لأسليها وأزيل عنها الملل، فسمحت لها أن تقوم بجولة على صهوة مهرها في الأراضي المحيطة بالبيت.
كان الصيف في عنفوانه، لذلك كانت كاثرن تجد لذة كبيرة في القيام بجولاتها وكانت تقضي المساء في سرد قصصها الخيالية عن العالم الخارجي. لم أكن أخشى عليها أن تجتاز يوماً ما الحدود التي رسمت لها لأن الأبواب جميعها كانت مغلقة، ولأني كنت أعتقد
أنها لا تجرؤ أن تفعل ذلك لوحدها. وقد برهنت الأيام على سوء تقديري. جاءت كاثرن إلي ذات صباح في الساعة الثامنة وقالت إنها ستقوم في ذلك اليوم بدور التاجر العربي الذي يقطع الصحراء على قافلته، وطلبت مني ان ازودها بكثير من الطعام لها ولفرسها وثلاثة من الكلاب. فأعددتُ لها ستة مليئة بالطعام وضعنها في السرج، وامتطت ظهر جوادها مرحة وغطت رأسها بقبعة وأسبلت على وجهها نقاباً يقيها حر الشمس، وودعتني وهي ترسل ضحكاتها في الجو، ساخرة من تحذيراتي بألا تتأخر في العودة إلى البيت. ولم تعُد الصبية الشقية نبيل غروب الشمس فخشيتُ عليها أن تكون قد اجتازت الحدود ولذا فقد رحتُ أجوب الحديقة بنفسي باحثةً عنها. كان أحد العمال يقوم بإصلاح سياج الحديقة فسالته عمّا إذا كان قد رأى سيدتنا الشابة.
أجاب: «أجل، لقد رايتها في الصباح تقفز وهي على ظهر جوادها من فوق ذلك السياج من الشجيرات، ثم غابت عن الأنظار.
صعق عند سماعي هذا النبا. وحالاً خطر على بالي أنها قد توجهت إلى (بنستون كراجز) فتساءلت قائلة: «أي شيء سيصيبها إذا ما واصلت رحلتها إلى ذلك المكان؟، ثم شققت طريقي من الفجوة التي يصلحها العامل إلى الطريق العام. وسرت مسرعة ميلاً بعد
ميل، حتى أصبحت على مقربة من مرتفعات وذرينغ إلا أنني لم أعثر على أي أثر لكاثرن طيلة الطريق سواء أكان ذلك من بعيد أو قريب.
وبدأت أخشى أن يحل الظلام ويسدل الليل ستاره على الكون قبل أن أصل إلى (بنستون كراجز) حيث كنت أعتقد أنها توجهت وأخذت أسأل نفسي من جديد: ماذا ستكون النتيجة لو أن قدمها زلقت وهي تتسلق إلى القمة، ربما أنها قد ماتت أو كسر بعض
عظامها؟ لقد كانت هواجسي تؤلمني حقاً. وقد شعر بارتياح بعض الشيء عندما رأيت شارلي، أحد الكلاب التي رافقت كاثرت في رحلتها، يضطجع بالقرب من مرتفعات وذرينغ والدم ينزف من أذنه . أسرعت إلى الباب وطرقته بعنف فردت على امرأة أعرفها كانت
تعيش في غمرتون ثم انتظمت في خدمة هيثكلف بعد وفاة مستر ارنشو. قالت المرأة : «آه، أقدمت لتأخذي معك سيدتك الصغيرة، لا تخافي. إنها هنا في حزر مكين، وإني لسعيدة لغياب سيدي عن البيت،.
قلت: «أحقاً إنه ليس في البيت؟».
أجابت: «كلا ، كلا، لقد ذهب هو ويوسف، وأعتقد أنهما لن يعودا هذه الساعة أو بعد ساعة أخرى. ادخلي واستريحي قليلاً... دخلت وإذ بي ارى حملي الضال يجلس بجانب الموقد على مقعد صغير كانت والدتها تجلس عليه عندما كانت طفلة. وكانت تبدو مرتاحة سعيدة كانها في بيتها، وهي تتحدث إلى هرتون
وتضحك معه. بينما كان هو ينظر إليها مذهولاً ويجيب عن أسئلتها العديدة التي لا تنقطع.
قلت لها وأنا أحاول إخفاء سروري تحت ستار من الغضب: لقد أحسنتِ صنعاً أيتها الآنسة! إن هذه آخر مرة تخرجين فيها من البيت حتى يعود والدك . إنني لن أثق بكلامك بعد الآن أيتها الفتاة الشقية !،.
أسرعث نحوي وصاحت بابتهاج: «أوه يا ألن! إن لدي قصة بديعة ساسردها على مسمعك هذه الليلة. هل زرت هذا المكان من قبل في حياتك؟.
قلت: ارتدي قبعتك، ولنعد إلى البيت حالاً. لقد أحزنني
عملك هذا إلى حد كبير، ووجدت مشقة كبيرة في البحث عنك. لقد حمّلني مستر لنتون قبل سفره مسؤولية المحافظة عليك، إلا أنك لم تصغي إلى كلامي وارتكبت شيئاً إذا . لقد برهنتِ على أنك ثعلبة
صغيرة ماكرة، ولن يثق بك إنسان بعد الآن»..قالت: «ماذا صنعت؟ إن أبي لن يؤنبني يا ألن مثل ما تؤنبينني الآن ولا يغضب مني كما غضبت..
قلت : تعالي، إنّك ما زلت طفلة صغيرة لم تتجاوزي الثالثة عشرة من عمرك، وما أن سمعت هذه الملاحظة حتى رفعت قبعتها عن رأسها وعادت إلى جانب الموقد قالت المرأة : الا تكوني قاسية على الفتاة فنحن الذين دعوناها لتدخل بيتنا». .
وكان هرتون خلال حديثنا يقف صامتاً وقد وضع يديه في جيوبه وكان يبدو مستاء من تطفلي.
وواصلت حديثي إلى كاثرن دون أن أبدي أي اهتمام بتدخل المرأة وقلت: «وإلى متى يجب علي أن أنتظرك؟ سيحل الظلام خلال عشر دقائق. اين مهرك يا آنسة كاثرن؟ وأين الكلب سفنكس؟
إنني سأتركك هنا إذا لم تعودي حالاً معي فاختاري لنفسك ما يحلو !،.
أجابت: إن المهر في ساحة البيت وسفنكس ها هنا، إنه قد جرح وكذلك الكلب شارلي. كنت أود أن أخبرك عنهما الآن ولكن بدا لي أنك لا تودين سماع حديثي.
أمسكت بقبعتها واقتربت منها لأضعها على رأسها، إلا أنها فرّت مني وابتدأت تدور في الغرفة، فلحقت بها فأخذت تركض كالفار، فوق الأثاث وتحته ومن خلفه، ممّا جعلني أبدو كاني أقوم بتمثيل دور هزلي. ضحك مني هرتون والخادم وشاركتهما كاثي في الضحك فصرخت في غضب شديد: حسناً، يا آنسة كاثي، لو كنت تعلمين لمن هذا البيت الذي أنت تحت سقفه الآن، لعجّلت في الخروج. تطلعت إلى هرتون وسالته: «أهذا منزل والدك ؟. أجاب: «كلا» واحمر وجهه خجلاً. فسألته ثانية : «إنه بيت من إذن - أهو بيت سيدك؟. زاد اضطرابه واحمرار وجهه، وتمتم بضع كلمات ثم أدار وتطلعت إلي كاثي وسألتني: من يكون سيده؟ لقد كان يقول في حديثه إلي بيتنا، وأهلنا، فاعتقدت أنه ابن صاحب البيت، ولم يقل لي أبداً، يا آنسة» كان ينبغي عليه أن يفعل ذلك إذا كان خادماً
حقاً؟. اسودت الدنيا في عيني هرتون عند سماعه هذه الكلمات، وأثناء ذلك أشرتُ إلى كاثي أن تسرع بمغادرة المنزل. وقالت مخاطبة قريبها الذي تجهله كما تخاطب عمال الإصطبل في غرانغ : «والآن، أحضر لي حصاني، ويمكنك أن تأتي معي. إني أود أن أعرف أين يسكن صياد العفاريت وأستمع إلى بقية قصصك عن الجنيات. ولكن أسرع! ما بالك؟ أحضر حصاني ألا تسمع ما أقوله لك،.
قال الفتى:ستحل عليك اللعنة قبل أن أصبح خادمك... سالت كاثرن في استغراب: لماذا؟».
أجاب: «تحل عليك اللعنة، أيتها الساحرة»..
قلت متدخلة بينهما : أتري، يا آنسة كاثي، كيف يتحدث إليك رفيقك الجديد. وما أجمل الكلمات التي يخاطب بها فتاة شابة مثلك! أرجوك ألا تدخلي في نزاع معه . هيا نخرج من هنا حالاً». صاحت الفتاة : «ولكن يا ألن، كيف يتجرأ أن يخاطبني بهذه اللهجة، ألا ينبغي عليه أن يفعل بما آمره، أيها المخلوق المؤذي
سأخبر ابي بما قلته لي. ولما لم يُبَةً على هرتون أنه يخشى تهديدها، انهمرت الدموع من عينيها وقالت للمرأة: «اعطني أنت المهر، وأحضري الكلب،.
أجابت المرأة : «هدئي من روعك يا آنسة، إنّك لن تخسري شيئاً لو أظهرت بعض الدماثة. فإن لم يكن هرتون ابن سيد البيت فإنه ابن خالك، أما أنا فلستُ خادمتك»
صاحت كاثي وهي تضحك ضحكة ساخرة: «أهو ابن خالي؟!» . أجابت المرأة: «نعم إنه كذلك حقاً.
وأضافت الفتاة تقول وقد بدا عليها الاضطراب الشديد: أوه يا ألن  لا تسمحي لهم أن يتحدثوا كذلك. لقد سافر والدي ليحضر ابن عمتي، إنّ ابن عمتي رجل مهذب وهذا -، وهنا توقفت عن الكلام وبكت حالاً، لقد اضطربت لمجرد الإشارة إلى وجود قرابة بينها
وبين ذلك الفلاح. همست في أذنها قائلة: «صه! صها إنه يمكن أن يكون للمرء كثير من أبناء الخال والعمّات وغيرهم دون أن يمسه سوء من ذلك،.
قالت وقد ألقت بنفسها بين ذراعي: «إنه ليس ابن خالي، ليس ابن خالي ! غضب كثيراً منها ومن الخادمة لأنهما كشفا لبعضهما عن حقائق كانت مجهولة، فلم أشك في أن الخادمة ستبلغ سيدها
بنبا وصول ابنه لنتون، وأن كاثرن ستطلب من أبيها فور عودته إيضاحات عن صحة قرابة هرتون بها. وفي أثناء ذلك كان هرتون قد استرد هدوءه وخرج من الغرفة وأحضر المهر. فلم أستطع أن أمنع نفسي من إرسال ابتسامة إلى الفتى المسكين. كان هرتون في الثامنة عشرة من عمره، قوي البنية، يافع الشباب، جميل المحيا، ولكنه كان يرتدي ثياباً تتناسب مع عمله اليومي في الحقل. وقد لاحظت بأن له عقلاً ناضجاً وأخلاقاً كريمة خير من أبيه. لقد كان كزهرة طيبة تنبت في البراري بين الأعشاب. وأعتقد أن مستر هيثكلف كان يعامله معاملة سيئة ليخلق فيه روح الشر والقسوة، لم يعلمه الكتابة أو القراءة، ولم يدع أية عادة سيئة لم يحاول إلصاقها به، كما أنه لم
يرشده خطوة واحدة نحو الفضيلة. وسمعت أن يوسف قد ساهم كثيراً في الإساءة إلى الفتى، بالتملق إليه وتدليله ومعاملته كطفل صغير وتضييق نطاق تفكيره، وقد سمح سيد البيت ليوسف أن يهدم
الفتى ويفسد طباعه وأخلاقه. وعلى كل فما لنا وهذا ولنمض في حديثنا. لقد شرعنا في العودة إلى البيت، وسردت على الفتاة أثناء الطريق ما حدث معها وهي في طريقها إلى (بنستون كراجز). فقد اشتبك كلابها مع كلاب هرتون عندما اقتربت من (مرتفعات وذرينغ) وتلى ذلك تعرّف هرتون على كاثرن. وبالتالي أخبرت الفتاة هرتون إلى أين كانت تتجه وطلبت منه أن يرشدها إلى الطريق. وبعد ذلك أخذ يسرد عليها
الأقاصيص الخيالية عن كهف الجنيات في (بنستون كراجز) والأماكن الأخرى وقد اتضح لي من حديثها أنها أحبت هرتون في بادئ الأمر إلى أن آذت شعوره بمخاطبتها إياه كما تخاطب الخادم، وآذى هو شعورها بلهجته القاسية، وهي التي كانت تخاطب في البيت بكلمات الود والمحبة والدلال. وقد وجد مشقة كبيرة في الحصول على وعد منها بالا تذكر شيئاً عن الحادث لأبيها. وأوضحت لها كيف أنه يكره التعرّف إلى جميع الذين يعيشون في (مرتفعات وذرينغ)، وأنه
سيحزن أشد الحزن لو عرف أنها كانت هناك. كما أنني أفهمتُها بصراحة أنه إذا ما كشفت النقاب عن إهمالي وعدم اكتراثي بتنفيذ أوامره فإنه قد يغضب كثيراً، وعندئذ لا أرى بداً من مغادرة (غرانغ). ولما كانت لا تستطيع أن تتحمل فقداني فقد قطعت على نفسها عهداً بالا تفضي إلى والدها بأي شيء عمّا حدث، وقد أوفت بعهدها، إذ كانت فتاة طيبة القلب.

اختطاف الأخت الخطأ  🔞🔞🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن