سر التفاحة السابعة

778 52 21
                                    

مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي والعشق والله ذنب لستُ أخفيه
قلبي الذي لايزال طفلاً يعاتبني كيف انقضى العيد وانقضت لياليه
يا فرحة لاتزال كالطيف تُسكرني كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه و عدنا إلى الحزن يدمينا ونُدميه
أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني
يا فارس العشق هل في الحب مغفرة
أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي يا ذنب عمري ويا أنقى لياليه
ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي لا الصفح يجدي ولا الغفران أبغيه
إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة قد ضل قلبي فقولي كيف أهديه.

كلمات دونها قلم الشاب الأسمر بأصابع مرتعشه فوق صفحة دفتره البيضاء و زينها الدمع الهابط من عينيه في إطار شفاف أضاف على تلك الكلمات المشتاقة هالة من الكآبة باتت تؤنس وحشة قلبه دائماً منذ ثلاث سنوات
بعيون يملأها الدمع رمق كلماته بنظرة أخيرة قبل أن يغلق الدفتر الأسود الصغير و يضعه فوق رف المكتبة الصغيرة الموجودة في غرفته و نهض قائماً ليرتدي بذلته البحرية في سكون مطلق
رمق هيئته المنهدمة الخالية من أي خطأ متناهي الصِغر حتى و بعدها إنحنى و بدأ يلمع حذائه بتركيز عالي حين دلفت جولاي إلى الغرفة بإبتسامتها العريضة الحنونة المعتادة منها
- صباح الخير يا حضرة القبطان..
هتفت بمرح تلقاه دينيز بإبتسامة صغيرة و إيماءة من رأسه حالما ينتهى من أمر الحذاء ثم بعد ذلك تمشت أقدامه في إتجاهها و لصق شفتيه في جبينها بحنان مُقبلها بلطف مكرراً جملتها مع تعديل بسيط فيها
- صباح الخير يا أمي
تنهدت الأم بخفوت و عيونها تتفحص ملامح وجه إبنها إنشاً إنشاً باحثةً عن أي تغيير فيه قد تكون أحدثته زيارته لتلك الطبيبة النفسية و لكن مع الأسف هدوئه الدائم و إخفاء حزنه عنها لا يساعدها أبداً في الاستكشاف
و في الحقيقة قد طالت المدة الزمنية التي إستغرقتها الأم في الإستكشاف لتلك الدرجة التي جعلت دينيز يتنهد يأساً من خوفها المبالغ فيه و يتكلم يهدوء محاولاً طمأنتها
- أنا بخير يا أمي...لا تنظري إليّ هكذا
لم تنصت إلى كلامه و لم ترضخ إلى رغبته إطلاقاً بل زادت نسبة الخوف في نظراتها إليه
لما لا و هو من يخبرها دائماً أنه بخير و هو دائماً ما يكون ليس كذلك على الإطلاق بل يكون بعيداً كل البعد عن كونه طبيعياً حتى..!
- أخبرني ماذا حدث..؟
عبرت عن مكنونات قلبها و مطالبها بكل صراحة بعدما يأست من معرفة ما تريده من تلقاء نفسها و على الفور أسفر مطلبها عن إخراج تنهيدة يأسة تنهدها الأسمر ببطء و بعدها بدأت علامات عدم الراحة تتراقص على أدق تفاصيل وجهه الوسيم و بالأخص نظرات عينيه و نبرته مما أدى إلى خروج نبرته هادئة واضح التبرم و التهارب فيها وضوح الشمس
- سأخبرك بكل شيء عند عودتي...حسناً ؟
لم ترضيها إجابته بالطبع و كادت تشرع في محاولاتها في إقناعه بالحديث إلا أنه فر هارباً من أمامها في جزئيات من الثانية بعدما
وضع قُبلة صغيرة على جبينها
- على الأقل هدأت كوابيسه المروعة إلى حد بعيد...تفائلي يا جولاي
سعت الأم إلى تشجيع نفسها و بث بذور التفاؤل داخل ثنايا قلبها مكتفية بإنتظام نومه بشكل نسبي كإشارة لبداية تعافيه من كبوته تلك و بالرغم من عدم ثقتها من كون تلك المؤشرات كافية إلا أن عقلها كان كالغريق الذي يبحث عن أبسط القوارب و أكثرها هشاشة حتى تنجيه من الغرق ولا يموت
- Haydi bakalm oğlum...Sonra ne olacak ?
" هيا لنرى يا بني...ماذا سيحدث بعد ؟ "
تنهدت فور إنتهاء كلماتها و طارت بعيونها إلى تلك اللوحة الزيتية المرسومة بإحترافية فائقة لتلك الشقراء الجميلة هوليا و التي طلبها دينيز من أكبر رساميين تركيا خصيصاً لمفاجأتها...لينتهي بها المطاف معلقة على حائط غرفته تخليداً لذكراها!

Aşk AdasıМесто, где живут истории. Откройте их для себя