فوضى المشاعر

Začať od začiatku
                                    

نظرت للشئ الذي صنعته و تسميه حساء! كان طعمه سيئاً كشكله ، فهو شبه شفاف و الخضار التي فيه لم تنضج، لم تستمتع بتلك الوجبة، و لكن لا يهم المهم شئ يمر من معدتها لتستطيع ان تقف على قدمها، كان عليها ان تجهز طعام الغداء و تحمله معها! شعرت بالضيق فهذا ذكرها انها باتت من الطبقة العاملة الكادحة و هذا أمر مقرف و دنئ بنظرها، خبز و لحم بارد و بعض الجبن بالإضافة لتفاحة، فكرت ان هذه وجبة مناسبة، كانت تشعر بالإمتنان للحلي التي باعتها، فقد استطاعت ان تسد جوعها و تبقي منزلها دافئاً، و لا يزال معها المال الكافي لتعيش لسنة من دون عمل مع ذلك لا زالت تنتظر طلب الإيجار من أخيها! سيأتيها المحامي القذر بالتأكيد ليتأكد من أنها ستدفع كل شئ، ستطالب بعمل عقد، ستوقعه و يوقعه أخيها ، لن تدفع قرشاً واحداً دون عقد، كانت تدخر مالها تحديداً لهذا الأمر، فهي تعلم ان هذه حرب و عليها ان تخوضها. رفعت ساعتها انها الرابعة، ستجهز و تتحرك للمشغل، ستري تلك العجوز المتباهية انها ليست تلك الصورة التي رسمتها في عقلها!



لم تستطع جيزيل أن تغلق عينيها و هي تتذكر الحديث الذي سمعته في النادي مساء البارحة، فقد أحدث شرخاً في قلبها أشعرها انها المسؤولة عنه بشكر غير مباشر! فكل شئ إلا الشرف
"هناك انها السيدة دالتون"
"هل سمعتِ عن اخت زوجها!؟"
"أوه أجل يالعار، باندورا تلك المدللة لقد جلبت العار على رأس عائلتها"
"صحيح اخفضت رأس آل دالتون في التراب"
"هل كانت الحكاية عن علاقة محرمة!؟"
"مع المحامي المخضرم السيد رون"
"كم هذا مقرف، أليس الرجل بعمر أبيها"
"تعرفين ذلك المحامي لا يترك لا صغيرة و لا كبيرة"
"و لكن تلك الطفلة ألم تكن مخطوبة!؟"
"صحيح لإبن عائلة بروس البكر، المسكين تليق به إبنة عائلة تاكر أكثر، إنها فتاة شريفة و مهذبة"
"صحيح يقولون ان أخاها قام بطردها من المنزل"
"هذا أفضل لينظف عارها"
"كم كانت فتاة متباهية بجمالها و مالها و نسبها، تستحق ما يحصل لها"
خفضت جيزيل رأسها بإنزعاج فالهمس السخيف قد وصل لمسامعها، و لم يكن همساً اساساً، كانت تريد ان تصرخ فيهن ليتوقفن و لكن في اللحظة الأخيرة خانتها شجاعتها! كانت تعلم تماماً ان كل ذلك إفتراء، و أن باندورا تعرضت للخيانة من أعز من تملك و في نظرها كانت باندورا مسكينة و مظلومة، كانت تشعر بأنها مسؤولة لأن زوجها فعل ذلك بسببها هي، و ها هم يخوضون في شرف الفتاة المسكينة و كأنه أمر عادي، لو أنها احدى بناتهن ما رضين بهذا الحديث المشين و الشائعات و الكذب!! لم تعلم حيزيل من نشر تلك الشائعة و قلبها الطيب لم يستطع ان يلوم أحد. حاولت ان تعود لنومها و لكنها يأست من ذلك و مع ذلك بقيت مستلقية و هي تنظر لبطنها الكبير، كلها عدة شهور ستحتضنه، انها تشتاق له و لكنها خائفة عليه، كانت تتمنى و تدعوا ان تكون باندورا بجانبها و هي تلد ان تحتضن الطفل كعمته ان تحبه كجزء جديد من العائلة، كانت تعلم ان فرحتها لن تكتمل إلا إذا عادت هذه العائلة و تصافت قلوب الجميع! و لذلك كانت تفكر أن تقاتل في سبيل ذلك، كانت ستضغط على زوجها كثيراً لتقنعه.




نظرت باندورا لثوبها البنفسجي القاتم، بإنزعاج انه كئيب و يضغط على خصرها و لكنها شعرت انه مناسب لحربها اليوم ضد الشمطاء السخيفة، ارتدت معطفها البني حملت سلتها، و خرجت تجهمت و هي ترى الجو، بدأ الجليد بالذوبان بعض الشئ و لكن كان الضباب شديد و البرودة قارسة و الجو امتلأ برذاذ بارد، أكملت طريقها في ظل هذا الضباب، كانت تعتقد أنها ستكره هذه الأجواء و لكنها بشكل عجيب أحبتها، فقد شعرت بالسكينة، فقد كان المكان لا يزال مظلماً بعض الشئ و الشمس بالكاد تنفست، كانت محاطة بطبيعة شاسعة، فقد ابثقت رائحة العشب بشكل مريح دغدغ أنفها بنعومة، صحبته رائحة الخزامى "تباً لهذ الرائحة الجميلة"
كانت السكينة تعم المشهد، استطاعت ان تتنفس براحة و ان تعبأ رئتها بكل هذا الإستقرار الذي لم تعهده روحها منذ زمن بعيد.
فجأة اصطدم كتفها بأحدهم
"عذراً" قالت بإنزعاج، هي تفكر من الذي يستيقظ بمثل هذا الوقت غيرها!؟لابد انه مجنون
"هل أنتِ بخير!؟" مجدداً صوت مشابه للصوت الأول هذا الصوت الدافئ الذي باتت تعشقه تماماً، يشبه صوت الطبيب انه هو!
ردت بالسرعة كالمجنونة:"بخير لا تهتم" و هي تلتفت بلهفة، لتجد ان الشخص الذي اصطدمت به كان قد رحل، خابت ظنونها لم يكن الطبيب كما أملت! تحطمت بعض الشئ
"يا له من شخص غير مهذب" فكرت في نفسها
راحت ترمقه و هو يمشي بهدوء حيث انها استطاعت ان تلمح ظهره فقد كان يرتدي معطفاً أسود طويل، له شعر أسود مجعد غير منظم على ما يبدوا لم تكن موقنه لأن الظلام منعها من ان ترى ذلك، يضع يده في جيبه واضح انه في محاوله لتدفئة يده، كان واضحاً لها تماماً أنه طويل و عريض أكثر من الطبيب، كانت تريد ان تتأكد ان كان الطبيب ام لا و لكن كانت هيأته من الخلف مختلفة تماماً و حتى تصرفاته و التي في نظرها كان ينقصها التهذيب كانت متخلفة!! و مع ذلك استطاعت ان تتأمله بشكل جيد بالرغم من الظلام! أشاحت نظرها و أكملت طريقها فهي لن تنشغل بهذا الغريب الوقح! فهو ليس الطبيب و الذي تمنت لو تلقاه مجدداً و لو صدفة فكبرياؤها منعها من تفكر بزيارته و لقاؤه!!






—————————————————
مرحباً يا أصدقاء

اتمنى ان يحوز الفصل على اعجابكم


و اترك لكم هنا مساحة للتعليق

باندورا في الريفWhere stories live. Discover now