القطعة الثامنة عشر.

46 2 2
                                    

"من أجل إليز.."

'إليز' هي عشيقة الموسيقار بيتهوفن، وقام بتسميه أشهر مقطوعاته باسمها، أو هذا ما اعتقده البعض..

فلم يكن اسمها إليز بل تريز، لكن خط بيتهوفن كان بشعا للغاية وبسبب ذلك أخطئوا القراءة، أدركوا خطأهم بعد فوات الآوان..

بقيت اسم المقطوعة 'من أجل إليز'، وهي من أحب المقطوعات لقلب آشتون، وكانت هذه أول مرة يقوم بعزفها لشخص ما غير نفسه..

وإليز هو اسم راكيل الأوسط، لم تعلم قصته ولم تسأل والدها كونها لم تهتم بالأمر..

"تريز.. لكن ما كان قصدك عندما شبهتني بها؟"

ابتسم بخفه، كانا يجلسان على الأريكة، وغطاء واحد يغطي كلاهما، كانت راكيل تضع رأسها على كتفه، شابكة يده بيدها..

أمال برأسه ليصبح فوق رأسها، بدأ يفكر في كيفية الشرح لها..

"هي التي أحبها بيتهوفن.."

قطبت راكيل جبينها، قبل أن تتضح الفكرة في رأسها، لم تستطع الرد لذا قررت الصمت مؤقتا..

"أشكرك مرة أخرى على إنقاذي!"

"لا تذكري الأمر، على أي حال من يكون جايمس ذاك؟"

مرة أخرى يعرف اسمه من دون أن تخبره راكيل بالأمر، لربما قال جايمس اسمه بنفسه؟ هي لا تذكر لذا تركت الأمر ولم تعلق عليه..

"هو رئيس صديقتي المقربة، كان يدعي أنه جيد بمشاركته بالأعمال الخيرية ودعوتي لرؤيتها، يبدو أنها كانت خدعة ليريني جانبه الجيد في حال أجبرني على كتابة سيرته الذاتية!"

أجابته بضيق، لم تثق بجايمس من البداية لكن أمر خداعه لها ضايقها بكل الأحوال..

"سؤال شخصي؟"

"اسأل ما يحلو لك."

صمت هو لبرهة، وكأنه يفكر هل يطرح سؤاله أم لا، لكنه استسلم في الأخير وقرر طرحه..

"ماذا كان يقصد بهويتك التي سينشرها وإلى آخره؟"

تنهدت راكيل، كانت تعلم أنه سيسألها عن ذلك، لم تتحدث بالأمر مع أي أحد سوى هاربر التي تعلم أن الأمر لن يهمها، لكن الذي يسألها الآن هو عازف يعشق الموسيقى..

ضغط على يدها بخفة، ومن ثم تابع "لا تخبريني إن لم تري-"

"قبل خمس سنوات عندما كنت في العشرين قضى والدي ستيفانز أومالي نحبه، وأعتقد أنك تعرفه بالفعل.."

رفع رأسه من فوقها عندما أحست بها ترفع رأسها، بقيت تنظر ليدها التي يمسكها آشتون..

"كان يمتلك مسرحا، المسرح امتلكته عائلتي لأربع أجيال، وعندما أحس أبي بإقتراب يومه طلب مني أن أمتلك المسرح كوني ابنته الوحيدة.."

ضغطت مرة أخرى على يده وكأنها تستمد منه القوة، نظفت حلقها الذي غص فجأة وأبعدت الدموع من عينيها..

"لكني رفضت، لم أكن أحب الموسيقى، ولم أرد البقاء والقيام بالتصليحات في المسرح لبقائه يعمل، أردت اتباع شغفي، اردت الكتابة.. "

هذه المرة أحست بيده الأخرى تمسح لها دموعها المتمردة التي نزلت رغما عنها..

"في النهاية قرر أبي هدم المسرح، ولا أعلم كيف لكن أدرك الناس كلهم أني السبب، أي شخص يحب الموسيقى بات يكرهني لتدميري مسرح العائلة.."

حدق فيها، لم ترى في عينيه أي إشارة على أنه غاضب، أو أسوأ، أنه أصبح يكرهها..

"والدتي كانت خارج الصورة، لم ترد التدخل بيني وبين والدي لذا فضلت الصمت، أوه وهي لازالت تعيش في منزلنا القديم.."

تنهدت بألم وهي تتذكر والدتها التي كانت تقف بعيدا بينما والدها يصرخ لعدم رغبتها في تعلم العزف..

"على أي حال، غادرت المدينة بعدها بسنة، وأتيت لأعيش هنا وحدي، لم يكن الأمر سهلا في البداية لكني اعتدت الأمر، وبعد أن اشتهرت رواياتي أصبحت أموري أفضل.. "

"رواياتك؟"

"سمعت بالآنسة أنطوايت؟"

قطب آشتون جبينه في تفكير، سمع الاسم في إحدى قنوات التلفاز، لكنه لا يحب القراءة..

"الجليد القاتل، ساعة الصمت، ولربما يبقى أحدهم، زهرتي الزرقاء، جميعها من كتاباتي!"

"لست من محبي القراءة.."

"ولست من محبي الموسيقى، لذا نحن متعادلان!"

وكانت هذه أول ضحكة أخرجتها راكيل منذ ساعات، ابتسم آشتون بلطف تردد لوهلة، لكنه قرر أن يقترب منها ويقبل جبينها بلطف..

"أنا لا أكرهك، لكل منا رغبته وأحلامه، أنا لا ألومك على تدمير المسرح كان باستطاعة والدك إعطائه لأي أحد، لكن لا هو من قرر تدميره.. "

ابتسمت راكيل برضا، هو فعلا لطيف للغاية..

"لا تقلقِ، سأحرص على أن لا أحد يعلم بأمرك أبدا، أعدك بذلك!"

ابتسامة راكيل توسعت أكثر، في حين حدق بها آشتون وقال "ماذا؟"

"تبدو ألطف عندما تتحدث كثيرا!"

إلتفت خجلا، في حين لم تمنع راكيل ضحكتها من الخروج، وتابعت "أشكرك حقا على كل شيء، ما رأيك بأن نطلب البيتزا؟"

أعاد نظره لها، ليومئ مبتسما..

"مؤكد!"

سارق البيتزا || Pizza Thief حيث تعيش القصص. اكتشف الآن