القطعة الرابعة عشر.

51 2 0
                                    

"تشبهين تريز؟ ومن هذه؟"

بقيت راكيل ليلتها تفكر، كونها مريضة جعلها لا تقوى على فعل أي شيء سوى التحديق في السقف والتفكير في مهما يكن..

هي تكره المرض، خصوصا كونها تعيش لوحدها، تكره الجلوس وفعل لا شيء، لكن ذلك ضروري وإلا لن تتحسن..

نهضت بصعوبة وعلى الرغم من شعورها بالدوار في رأسها، توجهت نحو الحمام لتتقيئ على الفور على الأرضية..

بعد برهة جلست على طرف الحمام وبدأت تبكي، هي لا تملك أدنى فكره لما فعلت ذلك لكنها فعلته..

لم تمضي دقيقة قبل أن سمعت طرق الباب العنيف، علمت أنه جارها اللطيف لكنها تشعر بالتعب الشديد زيادة على بكائها وعدم رغبتها أن يرى قيئها على الأرضية..

توقف الطرق لدقائق قبل أن تسمع صوت الباب يفتح، وسمعت صوت خطوات وصوت ينادي "آنسة أومالي!"

عرفته من صوته، لذا إتكئت على الحائط وانتظرته، دخل الحمام ليجدها على حالها تلك..

لم يسألها حتى، قام بوضع يده أسفل ركبتيها والأخرى تحت كتفها ليحملها، ارتبكت هي وتمسكت بسرعه برقبته..

"توقفي عن إخافتي.."

أخفت وجهها بصدره كي لا يرى وجهها المحمر من الحرارة والخجل في ذات الوقت، في حين رفعت عيناها فضولا لترى تفاحة آدم خاصته..

"أيمكن أن يكون أكثر إثارة؟!"

"تشعرين بالحرارة؟"

يبدو أن صوت تمتمتها كان أعلى من ما توقعت، أنزلها على سريرها، ذهب وأحضر كمامة وطبقا فيه ماء فاتر..

"استلقِ، تحركي مجددا وسأغضب!"

كان من المفترض أن يبدو مخيفا ويرهبها، لكنه كان يبدو ألطف بمئة مرة بوجهه العابس..

"حسنا لا أظن أني أود رؤيتك وأنت غاضب!"

ضحكت راكيل وفعلت كما أمر، أمسك بالكمادة ووضعها فوق جبينها، استرخى رأسها فور شعورها بالكمادة..

"أشكرك سيد شيبارد، أشعر بتحسن من الآن!"

نهض مجددا من مكانه، غاب لعشر دقائق تقريبا وعاد مع غيتار صغير، جلس بطرف السرير..

"البيانو كبير، لا بأس بالغيتار؟"

ابتسمت راكيل لفكرة أنه حاول احضار البيانو خاصته لشقتها، قبل أن تجيب بلطف "مؤكد، لم أكن أعلم أنك تجيد عزف أكثر من آلة حقا!"

أمسك بالغيتار بإحكام، قبل أن يبدأ بالعزف، بقيت راكيل تستمع له، ولازالت ألحانه لها مكانة خاصة في قلبها..

خلال الأسبوعين الماضيين كانت تستمع لعزفه يوميا بعد أن تطلب له من مطعم سال للبيتزا أو تحضر له أي طعام آخر، على ما يبدو كان ذلك أشبه بالإتفاق بينهما..

هو لا يتحدث كثيرا، وعلى الرغم من رغبة راكيل الشديدة في التعرف عليه أكثر إلا أنها ليست متسرعة، لذا قررت الإنتظار حتى يتحدث هو بنفسه..

وبالطبع لم تقرأ عنه أي شيء، فقط تقوم بسؤاله شيئا عشوائيا بين الحين والآخر، أحيانا يجيبها وأحيانا لا..

لاحظ سيد شيبارد أن راكيل قد غطت في نوم عميق، أنزل غيتاره واقترب من جبينها ليطبع قبلة عليه..

"عمتِ مساءً، تريز.."

سارق البيتزا || Pizza Thief Where stories live. Discover now