نهاية.

5.1K 341 250
                                    





خمسة شهور بالفعل منذ زيارتي لقبره.
في ذلك اليوم سقطت باكياً معانقاً قبره، ليس لأنني أحببته وحسب،
قد انهيت حياة صبي بيدي ولم اتلقى أي عقوبة،
صبي كان بإيمكانه أن يعيش و يحقق احلامه،
ربما كنت سأصادفه حياً و نُصبح أصدقاء او حتى ان اراه حياً، هذا يكفي.
في اللحظة التي سأراه حياً فيها سأعانقه بكل ما أوتيت من قوة، سأنقذه من اسرته و أفك قيده من كل شيء حتى لو كنت انا بحاجة لذلك.
انا بحاجة اليك جيمين، اتمنى لو أن استبدل روحك بروحي لتحضى بحياة جيدة.
ربما كان قدرك سعيداً وقمت انا بإنهاء طريقك، اتمنى لو على الاقل ان احتفظ بإبتسامتك، لأن لا شيء سيجعلني اشعر بالحياة سواها.
في ذلك اليوم عندما اعادوني الرفاق للسيارة كان الطريق للمنزل طويلاً فجئة، افكر في كل شيء و اللاشيء، ابكي بهدوء، كان الهدوء في ذلك الوقت مزعجاً و سيقودني للجنون اكثر مما انا عليه.
لم أرد ان ادخل الشقة مرة اخرى، سأرى روحه في اكملها، أردت حقاً تغيير كل شيء.
توقفنا عند اشارة ما وفي ذلك الوقت قد مسك سوكجين يدي، لا زال ينظر خارج النافذة.
ربما شعر بثقل أنفاسي ورغبتي بالانهيار مجدداً.

" يونقي أنت ستنتقل لشقة في السكن الذي اقطن به، ونامجون ايضاً سيفعل، هوسوك سينتهي عقده وينتقل ربما، تايهيونق اخبرني أن المكان اصبح كئيباً له وعندما اخبرته بأننا نجهز لنقلك قد انفعل ويريد اللحاق بك مع جونقكوك، يبدو انه يقدرك كثيراً يونقي"

" خططتم لكل هذا دون الاخذ برأيي؟ ماذا لو انني لا اريد ان انتقل!"

" انت لا تريد العيش هناك هيونق" نامجون همس.

" سأحاول ان افعل!"

" لما تحاول ؟ يونقي انت عليك التخطي! يجب ان تفهم صعوبة الوضع الذي انت فيه! هل ستبقى مقيداً بروح ميتة وتتذكرها في كل شيء؟ انت اخيراً خرجت عن هذا الوهم و زرت قبره لذا عليك ان تُكمل وتغير كل شيء" قال جين دفعة واحدة حتى لا اقاطعه

" انا افهم، انا احتاج للوقت" نبرتي الباكية جعلت سوكجين يشد ممسكاً بيدي

في ذلك اليوم
قاموا بجمع اغراضي من الشقة بينما انا لا زلت انتظر بالسيارة.
اجبروني على البقاء حتى لا ازداد الماً برؤيتها لآخر مرة.
اخبرتهم بأن لو بإستطاعتهم أن يجلبوا الاريكة ولكنهم رفضوا.
هم على حق لا يسعني قول شيء.



















١ مارس ٢٠١٦
لم يبقى شيء لتنتهي هذه السنة الدراسية، مؤخراً انا اجتهد لأعوض، أصبحت كالالة البشرية اكترس جهدا في كل شيء.
كأنني اهرب من شيءٍ ما.
انتقلت لشقة في الدور التاسع، بيني وبين نامجون و سوكجين ثلاث ادوار.
اما تاي قد حاول كثيراً ان يسكن بالشقة التي بجانبي ولكن حمدلله انتهى به الامر في الدور الخامس عشر.
لا زال يأتيني ويزورني ويقوم بإزعاجي ولكن لم أعد اكره ذلك،
اصبحت مشاعري تجاههم جميعاً مليئة بالامتنان، لولا هؤلاء لكنت سقطت دون العودة للوقوف، كان الأمر اقل ضرراً بوجودهم.
انها سنتنا الثالثة، تبقت لنا سنة واحدة للتخرج.
كنت في وقتٍ سابق افكر بأن اترك التعليم و اسافر للخارج تاركاً كل شيء ولكن بعد محاولات وتمسكاً منهم بقيت حتى انهي سنواتي الجامعية.
هل شُفيت ؟ هل نسيت ؟ بالطبع لا
ليس هناك اي احتمال ولا ١٪؜ ان انسى ما مررت به.
او ان انساه.
ولكنني امضي قدماً.
اشتقت له كثيراً، منذ ذلك الوقت انا لم اعد اراه، سأكون كاذباً إن لم اقل أنني حاولت ان اصنع ندبة جديدة سراً لربما يظهر ولكنه لم يفعل.
خمسة شهور بعد زيارة قبره قد عدت بأنواع الانهيارات و الكفاح حتى أكون لما انا عليه الآن.
عوضاً أن ابكي عندما اذكر اسمه، انا اصبحت ابتسم.
لا زلت خائفاً من زيارته مجدداً لكنني سأفعل الآن.
اليوم هو يوم الأحد، وقد قررت مسبقاً ان ازور قبره لوحدي في المساء.
انها ٣ مساءاً، اليست هذه الساعة شيء مميز بالنسبة لنا يا جيمين؟
مررت من متجر ازهار، وبالطبع قمت باختيار الورد الابيض.
لا يتبقى الا القليل حتى اصل لشاهده.
في ذلك الوقت لقد كان الشاهد مغطى بالثلج وكان وجهي مغطى بالحسرة والدموع.
اما الآن شاهده مغطى بأوراق الربيع، و وجهي تكسوه ابتسامة تعني الاشتياق و الحب.
سأضع الورد بجانب الشاهد و اقبله كما اردت ان افعل وبشدة.
ربما تشعر روحه بي

" الابن الصالح.. لقد كنت صالحاً في بيئة لا تسمح لك بذلك، لازلت اتأسف عوضاً عن اسرتك، انا لا اعلم متى هي آخر مرة قاموا فيها بزيارتك وماهي مشاعرهم الآن، ولكنني اعلم جيداً بمشاعري، احبك كثيراً جيمين، قد تكون روحاً مفقودة لهم ولكنك روحاً حاضرة بداخلي، انا لا زلت اتذكر كل شيء، لن يصدقني احد إن اخبرتهم أنني سمعت صوتك و اعلم ماهي رائحتك ولكن انا سعيد بأن هذا سراً بيننا، الجميع سيظن بأنه وهم بينما هو حقيقة مغيثة لي، بقدومي اليوم قد زال رهابي لرؤيتك ولكن من بعد اليوم انا سآتي دائماً، جيميني اللطيف اود لو ان أرى ابتسامتك قليلاً، هُلك قلبي من الشوق، اود لو ان ارى اي اشارة تُشعرني بك مجدداً، هل انت بخير؟ هل تحظى بوقت جيد في السماء؟ هل لازلت تريد البيتزا و الاكل الصيني؟ اعدك لن اقوم بالرامين هذه المرة ، حبيبي انا بخير، يتبقى ليوم ميلادي ٨ ايام، لا لست سعيداً بذلك، وعدت لأدرس وقريباً سأتخرج، سأقوم بتحقيق رغبتي بعد ذلك، سأقوم بكتابة الاغاني و الانتاج سأجعل العالم بأكمله يعلم بجهدي، اول اغنية سأنشرها ستكون عنك جيمين، انا آسف لقد كسرت حلمك بأن تكون راقصاً، لم اجعلك تكمل ما اردت، سأظل ألوم نفسي لأخر يوم بحياتي و بالتأكيد ان تلومني وربما تكرهني .."
لم استطع ان اكمل، الحروف الابجدية جميعها لن توفي شيء.
" يا الهي انا ابكي مجدداً كالابلة، ولكن انهياري امامك الآن وبوحي هذا يجعلني ارتاح"

قد بقيت هناك حتى السادسة مساءاً، جالساً بهدوء وسكينة، تارةً اتحدث له و تارةً اصمت ناظراً له.



"انا سأحبك طالما حييت، وعند رحيلي من هذه الحياة و وصولي لعالمك، أرجوك لنلتقي"

ثم هممت بالرحيل.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 01, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ما الذي يجعلهُ ينام.Where stories live. Discover now