العاشر.

28 7 2
                                    

«هشام»... الشابُ الأنيق الوسيم، الذي يملك عملًا جيّدًا وحياةً مُستقرّة.. ترفضهُ الفتاة الوحيدة التي أحَبّ! بحجّةٍ من أسخَفِ ما يكون من وِجهة نظره....

- لا تؤمن بالحب.

لفظ بحنقٍ وكأنها جُملةٌ ثقيلةٌ على لسانه كما هي على قلبِه، كسُبّةٍ قاسية لا تليقُ بإمرأةٍ في ذكائها!

إبتسم «عادل» وقال:

- أصدقتَ ذلك؟ يا صديقي تقول كل الفتيات هذا الكلام لترى مدى تمسُّك الرجُل بها، أو لتتجنّب العلاقات العاطفية في الوقت الراهن... وربما لتظهر بشكلٍ قويٍّ وتلعبُ دور المرأة صعبة المنال.

عقّب الآخر نافيًا في احباط:

- فكّرتُ مثلك في البداية، لكنها مختلفة فعلًا! لا تشبه أية إمرأة فوق ظهر الأرض أو تحت باطنها!! إنها غريبة جدًا... تثير حيرتي وتبعثر افكاري بشكلٍ زادَ عن حدِّه!

- ما مشكلتك يا هشام؟ وكأنك تتعامل مع انثى لأول مرةٍ في حياتك!

رمقهُ بغضبٍ، وقال:

- لو كنتُ أُحدِّث حذائي لفَهِم ما مشكلتي! إنها ليست بأنثى عاديّة.

شهق «عادل» ليملأ فمه بحبّات العنب ويقول:

- ألديها شارب؟!!

إلتفت له هشام في ضيق، فأردَف «عادل»:

- لحية إذًا؟!!

- للأسف عقلك لا يختلف عن حبّة العنب تلك.

كاد أن ينهض «هشام» مفارقًا الأريكة، تاركًا «عادل» يستمتع بحسّه الفكاهي.. لكنه أمسك بذراعه ليعيده مكانه ويسأل بجديّة:

- ماذا تنوي أن تفعل الآن؟ وما الذي يجعلك تنتظر خمسة وعشرين يومًا إضافيين؟!

- ألم تسمع بقصّة الفتاة التي شربت الشاي مُلتهِبًا فأحرقت لسانها؟

صنع «عادل» وجهًا مُمتعِضًا، ونفى برأسِه، فأردف «هشام»:

- لا أريد أن أتعجَّل فأضيّع كل شيء... ففي النهاية ستحبّني.

- ستحبّك!!

- نعم، لا أحد يرفضُ الحب طوال حياته...

- حتى رانيا؟

- أتمنّى ألّا يخذلني قلبي..

تنهّد شاردًا، مُحاولًا الحفاظ على ثقته بنفسه.

*****

ترك لها «هشام» حريّة اختيار مكان لقائهما الخامس، مما يندم على فعلِه؛ فما لبث أن أصابه الملل فور أن جلسا معًا على طاولةٍ مُترامية الأطراف.. تحيط بها الأرفُف ذات اللا عدد التي تحمل كمًّا هائلًا من الكتب من كل اتجاه.

هفّ في ضيق:

- مكتبة!! أحضرتِني لمكتبةٍ يا رانيا؟

قلب لا ينبض.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن