الفصل السادس والعشرون

2.7K 136 3
                                    

بعد ثلاثة أيام أدركت صبا ما حدث بالضبط .. 
فقد قاموا بحبس ماليا ثم طالبوا الرئيس بأن يسحب جميع قواته مقابل إطلاق سراحها .. 
وقد حدث ذلك بالفعل فهم الآن يشعرون بالراحة نسبيًا .. 
رغم أن جيان قد لمح إلى أنه لا يثق بالرئيس بالمرة .. 
ولهذا السبب تقرر تهريبها إلى فرنسا .. 
____

استيقظت صبا على صوت همهمات مصدرها إيما و كاتلين .. 
لم يلاحظا استيقاظ صبا .. 
إذ قالت كاتلين وهي تشيح بوجهها : ( أنا لا أهتم لأمرها إطلاقًا .. )
اجابت إيما : ( لكنها أوامر الزعيم .. و .. )
قاطعتها كاتلين بحنق : ( هذا الزعيم سيوصلنا للموت حتمًا .. )
صمتت إيما على مضض .. بينما خرجت كاتلين بإنزعاج .. 
و بقيت إيما تحدق بالأرض لعدة دقائق أعقبها تنهيدة طويلة .. 
لم تعي صبا شيئًا مما جرى .. إذ نزلت عن السرير قائلة : ( صباح الخير .. )
إبتسمت إيما لها قائلة : ( صباح الخير .. هيا غيري ثيابگ فالطائرة ستنطلق بعد ساعة .. )
توجهت صبا إلى دورة المياه لتغسل وجهها و أسنانها .. 
ثم خرجت لترتدي الملابس التيّ جهزتها إيما لها .. 
و عندما انتهت خرجت لتجد كاتلين تنتظرها ممسكة بحقيبة سفر رمادية كبيرة ذات عجلات ..
و لأول مرة ترى كاتلين ترتدي لباسًا غير لباس المنظمة الأسود المخيف .. 
فقد بدت بتنورتها الضيقة بيضاء اللون و التي تصل بالكاد لركبتيها و قميصها الأحمر الرسمي غاية في الجمال .. 
ابتسمت صبا لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما نظرت إليها كاتلين بإستحقار .. 
سارت كاتلين وهي تجر الحقيبة و لحقت بها صبا بسرعة .. 
وكالعادة كان هاري ينتظر قرب البوابة الخارجية و سارع بأخذ الحقيبة من كاتلين لـوضعها في مقعد السيارة الخلفي .. 
ثم قام بفتح الباب الأمامي لصبا قائلًا : ( رحلة سعيدة .. ! )
ابتسمت صبا قائلة : ( أشكرك .. )
ثم صعدت لتجلس في المقعد الأمامي ..
و مرت لحظات قبل أن تدرك أن السائق الذي بجانبها لم يكن إلا جيان !!

قال جيان دون أن يلتفت تجاهها : ( ما بالك تنظرين إلي هكذا ؟ )
تجاهلت صبا سؤاله قائلة : ( ستوصلني فقط .. أليس كذلك ؟ )
ابتسم قائلًا : ( من يدري .. )
___________

بعد عدة ساعات .. كانت صبا تقف على عتبات منزلها الجديد .. 
كان ضخمًا كالعادة .. ويبدوا بأن هناك عائلة تسكنه غيرها .. 
قال جيان وكأنه قد قرأ أفكارها : ( هذا المنزل لزوجين كبيران بالسن .. وهما يقومان بتأجيره لعدة أشخاص .. رسوم الأجار تشتمل على الوجبات الثلاث .. و هكذا سأضمن بأنك ستكونين بخير .. )
قالت صبا بدهشه : ( ألن تبقى ؟! )
قال جيان بهدوء : ( لدي بعض الأعمال .. )
ثم غادر تاركًا إياها لتكتشف المنزل وحدها .. 
طرقت الباب ففتحت لها إمرأة عجوز .. 
شعرها رمادي قريب للأبيض و تكسو التجاعيد وجهها .. 
قالت العجوز : ( آه .. أنتِ جيني المستأجرة الجديدة .. )
لم تعتد صبا على إسمها الجديد بعد .. لكنها ابتسمت بلطف ..
سمحت لها العجوز بالدخول وهي تأمر الخدم بحمل حقائبها للأعلى .. 
دخلت صبا بتوتر وهي تستمع للعجوز تقول : ( أنا جيفيل سيدة هذا المنزل .. هل تريدين أن أدلك على غرفتك الان .. ؟)
همست صبا : ( نعم من فضلك .. )
كانت هناك الصالة الرئيسية على يمينها .. تحتوي على تلفاز كبير و أرآئك بألوان جميلة ..
لمحت فتاة تجلس على أحدهما و تنظر إليها بتأمل .. 
قالت العجوز : ( هذه إلين .. زوجة السيد دانيل .. زوجها يخرج من السابعة صباحًا حتى الخامسة .. لذا لن تريه حتى وقت العشاء على الأرجح .. كما أن لديهما مولودة صغيرة تدعى آنجل .. )
كانت إلين ذات شعر كستنائي طويل .. وعينان عسليتان و قوام رائع .. 
قالت ألين بصوت مرتفع وحاد : ( من تكون هذه الطفلة يا جيل ؟ )
قالت جيفيل : ( هذه جيني .. مستأجرة جديدة وصلت لتوها من واشنطن .. )
همست ألين : ( آه .. )
بينما قالت جيفيل لصبا : ( هيا تعالي .. )
لحقتها صبا و اكملت العجوز قائلة : ( وغير إلين و دانيل هناك آرثر فتى مراهق طائش و لعوب .. بالأمس كان يوم ميلاده الثامن عشر وقد حضر الكثير من أصدقائه و أغلبهم من الفتيات وقد سببوا فوضى عظيمة.. كانوا قليلي ذوق لم يحترموا سني إطلاقًا .. )
تنهدت العجوز ثم اكملت : ( وهناك أيضًا ألبرت .. فتى في العشرينيات هادئ ..و جل إهتمامه الحاسب و الأجهزة الإلكترونيه .. وغالبًا ما يبقى في غرفته حتى وقت الطعام ..)
في هذه اللحظة كانتا قد وصلتا لغرفة صبا .. 
فتحتها جيفيل و طلبت من صبا الدخول .. 
كانت غرفة واسعة مزودة بدورة مياه و سرير و مكتب .. وفقط !
قالت جيفيل : ( هي شبه فارغة .. يمكنك تغيير الأثاث إن شئتِ .. )
وخرجت وهي تردف : ( سأعرفك بالبقية على الغداء ..)
استلقت صبا على السرير قائلة : ( أشعر و كأني سأبدأ حياة جديدة .. )

طفلة بألف درهمOnde histórias criam vida. Descubra agora