الفصل الثالث والعشرون

2.7K 143 5
                                    


كان هاري يسير حاملاً العشاء بحذر .. 
وهو يتجه إلى المصعد .. 
وعند وصوله ضغط على زر الإستدعاء .. 
انتظر عدة ثوان ثم فتح الباب .. 
و قبل أن يرفع قدمه ليدخل تفاجئ بشيء يقفز عليه ..
صرخ فوراً : ( ككللاااااا .. )
لكن الاوان قد فات فقد سقط وفوقه طعام العشاء و فوقهما صبا .. !
صبا دون ان تعي لما يحدث :( لقد أنقذتني .. كدت أموت .. كدت أختنق .. كدت ..)
قاطعها بغضب و قد تحول وجهه للون الأحمر بسبب حرارة الحساء : ( ابتعدي .. )
ابتعدت بهدوء وهي تزيل ما علق بها من الخضروات
بينما أخذ هاري يقفز بجنون قائلاً : ( ساخن .. ساخن .. )
انتزعت صبا قطعة جزر كانت عالقة على شعرها ... و وضعتها في فمه ليصمت ..
و فعلاً لم يصدر أي صوت و اتجه من فوره إلى دورة المياه .. أو إلى المطبخ .. من يعلم .. !
نظرت صبا إلى الأطباق المتحطمة و الكعك المهشم .. 
و كادت تنحني لـ جمعها ﻟﻜﻦ صوتاً من بعيد أوقفها ..
( صبــَـَــَا ! )
تحولت عينا صبا فجأة لـ عينان بريئتان لا تدركان ما يجري حولهما .. ! 
اقتربت إيما قائلة : ( من فـ .. )
لكنها توقفت عند رؤية عينا صبا تتألقان بغرابة ..
قالت إيما بتعاطف : ( أوه .. هل تأذيتِ .. ؟! )

أشارت صبا برأسها بـ لآ .. 
فقالت إيما: ( جيد .. إذهبي الآن لأخذ حمام سريع .. سأخبر هاري أن يزيل الفوضى هذه .. )
ابتسمت صبا قائلة: ( حسناً .. حسناً .. )
وغادرت راكضةة من فورها .. 
بينما تمتمت إيما بكلمات غير مفهومة بإستياء .. 
___________

بعد أخذ حمام سريع وتناول وجبة جاهزة من الخارج استلقت صبا على سريرها ..
وهي تمد قدميها قدر ما تستطيع .. 
كان السرير ضخماً .. و يحتوي على أكثر من عشر وسادات متكدسة .. 
علقت بصرها على السقف .. في حين جلست إيما بَ مقعد بجانب صبا .. 
همست صبا : ( لا بأس إن ذهبتِ للنوم .. لا أعتقد أنه سيحدث ما يسوء .. )
ابتسمت إيما لها بإرهاق .. لكنها لم تجب و لم تتحرگ من مكانها .. 
فجأة قالت إيما : ( صبا .. لماذا جيان يجيَـد الـ … )
ثم صمتت فجأة و كأنها أدركت أن صبا لا يمكن أن يكون لها أي علاقة .. 
لكن صبا فاجأتها بقولها : ( لقد كنت افكر بذلگ كثيراً .. )
نظرت إيما إليها بدهشة و قد عقد لسانها .. 
أكملت صبا قائلة : ( لكني لم أجد له جوابًا .. )
صمتت قليلاً لعدة ثوان ثم أكملت : ( بحق .. لماذا يجيد جيان الـعزف .. !)
سقطت إيما من مقعدها بإحباط .. 
لم تلاحظ صبا ذلك إذ أكملت : ( ألا يعلم أنها محرمة .. ألا يخاف من العذاب ؟! )
إيما بلا مبالاة : ( عن ماذا تتحدثين .. )
فتحت صبا فمها لتجيب لكن إيما قالت : ( يكفي الان .. عليك أن تنامي .. )
__________

و خارج حدود المنزل كانت هناك ظلال مريبة تتحرگ بعجلة و خفة غريبة ..

طفلة بألف درهمWhere stories live. Discover now