الفصل الثالث

2.7K 58 1
                                    

فتح ريان باب البراد وهو بيسأل .. عندك صودا ؟ ......... ضحك وهو بيطالع صحن التارت من البراد وبيرفعه قدام مالك .. شو هدا ياوحش !؟ أيوه هيك طالع الجانب الحساس فيك ................... زادت ضحكة ريان لما سحب منه مالك الصحن بعصبيه ورجعه للبراد بنزق وهو بيقول .. لا تخفف دم .. الوقت متأخر والمزاج زفت ............ طبق باب البراد بقوه ومشي بعصبيه لغرفة الجلوس .... فتح ريان البراد مره تانيه وتناول الصحن وهو بيقول .. والله لو شو عملت .. رح أدوقه يعني رح أدوقه .... تناول قطعه ورماها كامله بتمه .. ثواني وبدأ يتنغم بطعمتهم .. الله .. الله .. يا أخي هدا أكل من الأرض ولا من الجنه !! .. من وين شاريهم يارجل !؟ والله لو داقتهم مرتي لتجن عليهم .. يا أخي طعمتهم مو طبيعيه ......... أطلع فيه مالك ببرود قبل مايقول .. طبعا مو طبيعية لأن صاحبتهم مو طبيعيه كمان ............ ثواني بعدها فقع ريان من الضحك وهو بيقول .. لا تقولها !! جارتك !؟ .. يارجل قول كلام غير هدا !! ....................... حكي له مالك قصة العشا الى وقع من البرندا والتعويض الى جابتله اياه ... ريان كان بيضحك كل الوقت وهو مو مسدق أن في حدا بيوقف هيك بوجه الوحش وبيحكي معه بهالطريقه .. من بين ضحكه قال .. لازم تعرفني عليها .. هاي صبيه أعجوبه من أعاجيب العصر .... سكت شوي قبل مايكمل بحماس .. أنت مو قلت سمعت من الجيران انها بتشتغل طباخه ... ليش مابتخليها تطبخ لك .. مو أحسن من الأكل المجمد !؟ ............ أطلع فيه مالك بعدم تصديق .. أنت صاحي !؟ بعد كل الى قلتلك اياه بدك أياني أعطيها وجه !؟ وقتها مابخلص منها أبدا ...................... سند ريان ظهره بأسترخاء على الكنبه وهو بيقول .. لا تزودها أنت كمان .. البنت شكلها ظريفه ....................... هلأ قيمنا من سيرتها .... مد أيده بشيك وهو بيضيف .. دخل هالشيك بحسابهم ................ تغيرت ملامح ريان وصارت جاده .. مالك .. وبعدين !؟ .. لمتى رح تبقى تحول لهم وهم مو سائلين عليك !؟ .. كل الى بتجنيه من شغلك بيروح لأهلك .. أطلع حوليك شو كيف عايش !! .. واحد بيملك دخلك بيكون ساكن بقصر هلأ مو بهالشقه المتواضعه .. مو باقي عندك غير سيارتك ..................... تنهد مالك وهو بيقول .. وأذا لزم الأمر رح أبيعها منشانهم ................. قرب منه ريان وهو بيقول بتعاطف .. مالك أنا مو بس مدير أعمالك .. أنا صديقك .. أسمع نصيحتي ولو مره وحده بحياتك .. أنسى الماضى وأبدأ حياتك من جديد .. حرام عليك .. أنت هيك بتدمر مستقبلك .. مين حيوقف جنبك أذا وقفت شغل بالملاكمه !؟ مافي حدا رح يسأل فيك وقتها سدقني ............... أطلع فيه مالك بحزن وما رد عليه .. هز ريان راسه وهو بياخد الشيك من أيده وبيقول .. أمرك .. بس لازم تعرف أن الى بتعمله هدا غلط كبير .................. أبتسم مالك أبتسامه حزينه وهو بيقول .. شكرا ريان .. مارح أنسالك الى بتعمله أبدا ................ ربت ريان على كتفه وهو بيقول .. لا تقولها يارجل .. نحن أخوه ..... مسك الأوراق الى على الطاوله قدامهم وقال منشان يغير الموضوع .. خلينا نرجع للشغل لأن رنا رح تدبحني أذا تأخرت عليها الليله كمان ............

قام من سريره وهو بيطلع بالساعة .. الساعة لسى 7 الصبح !! مين بيدق عليه بهالوقت !؟ .. تثائب بكسل ومشي بأتجاه الباب .. عقد حواجبه وهو بيقول .. نعم ...................... جاوبه الشخص الى أمامه .. حضرتك مالك الـ .............. هز راسه بأي ............ تنبهت حواسه كلها واضطر يوقف بوجه الرجل الى حاول يدخل بيته وهو بيقول .. أسمحلي .................. أطلع مالك بالعيون الصارمه أمامه وهو بيقول بكل جديه .. عفوا .. مو من عادتي استقبل ناس مابعرفهم بهالوقت ................ بهاللحظه انتبه مالك على الواقفين خلف الغربيب ... عقد حواجه وهو بيشوف جارته بتحاول تداري وجهها منه .. أستغرب من التغير الملحوظ بشكلها وبكل صراحه بيعترف ان هالتغير ماعجبه ...... رجع التفت للغريب الى بيقول بصوت عسكري صارم .. أنت مو رياضي !! كيف لهلأ نايم !! مابتعرف ان أول ساعات صباح هي أنسب وقت للتدريب والرياضه !؟ .............. بلا مبالاة رد عليه مالك .. مو شغلك ................. الصوت المتوتر الى صدر من شيري لفت انتباهه ووزاد أستغرابه من التغير الواضح بشخصيتها كمان مع وجود هال"غريب" .. ماتوقع أبدا ان عندها نبره صوت غير النبره المتحمسه الضاحكه "الفضولية" الى بيسمعها دائما ......... قالت .. بابا .. خلينا نجي بوقت تاني .. أنا جهزت لك الفطور الى بتحبه .. وبعدين .. السيد مالك مو مستعد يستقبلنا هلأ .............. من غير مايلتفت لها أبوها أو يزيح عينه من على مالك رد بنفس النبره العسكريه الصارمه .. الأفضل أني أنهي هالمهمه هلأ .. سيد مالك .... مد أيده له وهو بيقول .. بعرفك بنفسي .. أنا جلال الـ والد شهيناز ........ سلم عليه مالك بأستغراب وهو بيقول .. والمطلوب !؟ ................. اطلع فيه جلال بنظرات فاحصه وهو بيقول .. المطلوب أتعرف عليك أكتر بما أنك جار لبنتي الصغيره .................. انتبه مالك على شيري الى غطت وجهها بأيداها وهي بتهز راسها بأحراج وبتهمس .. ياألهي مضي هالنهار على خير ................ مع ان فعلا الموضوع مابيهمه والتصرف المناسب هلأ انه يسكر الباب بوجه هالناس المزعجينه من على الصبح .. بس مابيعرف ليش حس بتعاطف مع شكلها المرتبك المتوتر .... بغضب واضح من مشاعره المتعاطفه معها أبتعد شوي منشان يفتح الطريق امام جلال ... دخل جلال بقامته الطويله وأكتافه العريضه الى بتدل على قوة الجسم مع قوة الشخصية الواضحه من نبرة صوته .. بدلته الرمادي ومشيته العسكريه عطوه هيبه وحضور طغو على المكان .. خلفه مباشره دخلت ست لابسه بنطلون أسود وقميص كحلي ولافه عليها شال من الفرو الطبيعي وضابه شعرها الأسود بطريقه تلائم ملابسها .. البذخ واضح بلبسها واناقتها والشبه واضح بينها وبين شيري منشان هيك خمن أنها أمها ... عقد مالك حواجبه أول مامرت شيري من أمامه تتبع أهلها .. عيونها بالأرض وهي ضامه حالها بأيداها وبتمشي بأستسلام خلف أمها .... ماخفي على مالك نظرات جلال المتفحصه لبيته .... وكأنه بيحاول يقيمه مو بس ماديا وكمان أخلاقيا .. الفكره هاي زعجته كتير خاصه ان الخصوصيه شئ مقدس كتير عنده ومافي حدا بيعرف عنه شي غير ريان لأنه بيعده صديق وأخ اكتر من مدير أعمال ..... ألتفت مالك لشيري الى انقلب حالها من سؤال أبوها وهو بيشاور على الأطباق والصينيه الموجودين فوق الطاوله .. هدول صحونك شهيناز ولا أنا غلطان !؟ .......... عقد حواجه وهو بيشوف الألوان أتلخبطت بوجهها من سؤال أبوها .. وكأنه مسكها بالجرم المشهود .... كمّل جلال .. شو شهيناز .. لسى بتمارسي الأعمال الخيرية بالعماره !؟ ............... عيونه اتنقلت بين شهيناز وأمها الى بيتبادلو النظرات كأنه حوار صامت بينهم .. شهيناز بتتوسل أمها تساعدها و أمها بتعلن عدم قدرتها على المساعده ...... شافها بتبلع ريقها بصعوبه قبل ماتقول بصوت مهزوز .. هدول .. هدول ............. سألها أبوها بحده .. صحونك ولا لأ ؟ سؤال واضح .................. ماعرف ليش المشهد هزه وحس بداخله رغبه شديده لأنقاذها من هالموقف .. بخفه قعد وهو بيقول بعفويه .. عنجد بعتذر أنسه شهيناز .. كان لآزم ارجع الصحون مبارح ...... أبتسم بعفويه وهو بيضيف .. لازم تزيدي السعر عليّ ضريبة للتأخير .................... ألتفت له جلال وهو بيسأل .. المعني من كلامك !؟ ..................... ألتفت له مالك وقال ببساطه .. المعني ان في عقد بيني وبين الأنسه شهيناز .. متل مابتعرف أني رجل رياضي والغذاء السليم ضروري للحفاظ على لياقتي .. ولما سمعت عن نوعية الأكل الى بتقدمه الأنسه تعاقدت معها على وجبتين باليوم لمدة شهر ................... بسرعه سأله جلال .. وكم بتدفع لها بالشهر؟ ................ حط مالك رجل على رجل وهو بيقول .. اتفقنا على 500 على شرط اجيب لها زبائن من النادي المشترك فيه .............. عدم التصديق كان واضح بنظرات جلال الى بقيت فتره تتفحص معالم مالك الهادئه والى بتدل على صدقه ......... سأله جلال .. لك أهل سيد مالك ؟ ....................... بداخله بدأ يفور من تصرف هالرجل معه .. مين مفكر حاله لحتى يعطي نفسه الحق بالتحقيق معه هيك !؟ راودته فكرة انه يطرده من شقته منشان يكسر هالأنف المرفوع أمامه .. بس نظره خاطفه لشهيناز غيرت رأيه ... ورجعت حركت رغبته بحمايتها وانقاذها من هالموقف .. بس مع هيك مارح يعطي مجال لأبوها بالحديث معه بهالطريقه ... جاوبه بسخريه .. ليش في حدا ماعنده أهل !؟ ...................... زم جلال عيونه وهو بيضيف .. ليش عايش لحالك !؟ ..................... بقرارة نفسه بيعرف ان اذا ماجاوب على هالأسئله مارح يخلص منه بسرعه منشان هيك قال ببساطه .. ظروف عملي أضطرتني أبعد عن أهلي ......................... أمك وأبوك عايشين ؟ ............... هز راسه بأي ....................... عندك أخوه !؟ ..................... بسخريه جاوبه .. بتفرق معك اذا كنت وحيد أهلي او عندي أخوه !؟ ........................ تجاهل جلال سخريته وكمل .. شو تحصيلك العلمي !؟ ................. كمان بسخريه وجاوبه .. بشتغل ملاكم محترف .. شو متوقع تحصيلي العلمي .. دكتوراه مثلا!؟ ............ وقف جلال بسرعه وهو بيوجه كلامه لمرته .. شايفه وين ساكنه بنتك وشو نوعية الناس حوليها ! .. لسى بتقولي لي خليها على راحتها .. بنتك تركت كلشى منشان تشتغل طباخه للناس ................ وقفت مرته وهي بتقول بهدوء .. جلال هدي حالك .. تذكر اننا مو لحالنا .. فلا تحكي عن شهيناز شي بتبقى بنتك ................... بعصبيه شاور لشهيناز .. يالله قدامي .. في ألي معك كلام لازم تسمعيه .............. مشيت مرته أول وابتسمت لمالك وهي بتقول .. سعيده بالتعرف عليك سيد مالك .. وبعتذر على أزعاجك بهالوقت .............. مشى وراها جلال من غير مايوجه أي كلمه لمالك وبعده مباشره شهيناز الى مرت من جنبه وقالت وهي منزله راسها للأرض .. أسفه كتير على الموقف الى حطيتك فيه ........ ومشيت بسرعه تلحق أهلها .................... وقف دقائق يحدق بباب شقته المسكر وهو لسى مو مسدق ان شهيناز الى مرت من أمامه هلأ هي نفسها الصبيه المرحه الى ساكنه جنبه ... بنطلونها الرمادي وبلوزتها البيضا وشعرها المربوط لورا بشريطه بيضا صدموه كتير ... فين الشعر المطلق بحريه !! .. فين غرتها النازله على عيونها والى لهلأ مستغرب كيف بتقدر تشوف من خلالها !! .. فين التنوره الحمرا المزهره ولا الفستان البرتقالي الحريري !! .. فين الكعب العالي الى صوته بينسمع حتى من بيتها !!.. الى شافها هلأ انسانه مختلفه نهائى عن الى عرفها بالأيام الماضيه .... بس ليش كل هالتغير وشو سببه !؟

سر حياتيWo Geschichten leben. Entdecke jetzt