26

98 6 0
                                    

قبل شهر من الآن

"يمكنك أخذ والدتك والعيش حيث تريد فقد انتهى عقدنا بالفعل لوي"

نبس لي سومان كلماته بذات النبرة المنفرجة المقرفة مظهراً طاقم أسنانه

حافظ المعنِيّ على رزانته عكس دواخله المرتجة، انحنى وهم بالخروج مسرعاً
يُودّع أغلال السعير يدنو بخطواته لأسوار النعيم

دقات قلبه تتراقص فرحًا، وعُرض ابتسامته للمرة الأولى تُشرق على آثار ملامحه التي لم تُطل عليها مثيل هذه البهجة قط،
استقل دراجته النارية وصرخ وسط صخبها مُعبرا عن القليل مما يشعر به، فقد فاض حدُّ الغبط في قلبه وود لو يُوزع منه على سُكان العالم،
هو وأخيرًا حصل على حرية والدته

أسيرة السنوات، وحيدة قلبه ومخزون فرحته

وصل عندها وانحنى يُقبل كفيها وكل إنشٍ من وجهها،
يُغرق حبيبة روحه بالقبل

"انتهى كل شيء أُمي
من اليوم سنبقى أنا وأنتِ معا للأبد غاليتي
لن يجرؤ أي شيطان على لمس شعرة منك وإبعادك عني"

نبس ومُقلتيه المغرورقة بدمعه تلفظ أكثر من كلماته

عينيه تَصيغُ من الوعود والأحلام ما يلجم لسانه عن البوح به وسط غصته

ابتسمت ذات الخصلات الكحلاء والبشرة الشاحبة في غرفتها البيضاء النقية، هي بدت كلوحه فنية من اللون الأبيض، تفاصيلها بألوان باهتة مُريحة

لم يكن بها سوى طفلها بلونه الغامق لكنها تراه بأنصع مايكون

ابتسمت بحنية مستشعرة راحة كفيه تمسح على خديها، وهي تفعل بالمثل تُمحي أمطاره شديدة الملوحة والغزارة

ضمته لحضنها تُقربه منها تخلخل أناملها بين خصلات شعره المموج يُفرغان شوقهما
"عانيت كثيرًا طفلي،آسفة كل هذا بسبب أخطاء والدتك"

امتنعت عن نطق أخر كلماتها لتحبسها سجينة داخلها كما تفعل لأخواتها

نقل والدته لمنزل خاص مُدعم بكل سبل العناية الطبية،وحماية خاصة من حرس، كاميرات، خدم

كأنه يحمي جوهرته الوحيدة والثمينة
هذا الطفل الذي عانى ليحصُل على لؤلؤته لن يُفرط فيها ويُهملها
هو ارتاح أخيرًا بوجودها

..

قبل يومين

عاد راكضا متلهفًا لرؤية حبيبته،
ولم يكن يحتسب خُلو منزله من الأرواح

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 16, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

DAMAGE.||C.B|| ضَـــــــرَرْWhere stories live. Discover now