تجاوز سمر متجها نحو مكتبه، التفت نحو شيرين يأمرها بالقدوم لمكتبه مع جدول مواعيده، وما إن دخل هو لمكتبه حتى تحركت هي تلحق به مسرعة.

دخلت شيرين المكتب تاركة الباب مفتوحا وراءها ليشير هو لها بإغلاقه، عندها أدركت أن الموضوع أكبر من إحضار جدول مواعيده.

سألها قبل أن تصل إليه حتى :

"ما كان ذلك الذي حدث بالخارج يا شيرين؟ لم أجد يوما مكتبي غارقا في الفوضى كما هو اليوم فما الذي حدث هنا؟"

ابتلعت ريقها لا تجد حجة للهرب من اكتشافه لما تخفيه عنه، فردت بتوتر لم يخفى عنه :

" في الواقع سيد مجد، ما حدث كان مجرد حادثة، وبتقصير من سمر في عملها حدث ما حدث و..."

" ذلك ليس من عمل سمر! أخبرتك ومنذ اليوم الأول أن تصحبيها وتعلميها ما يتعلق بالعمل وليس بجعلها خادمة لديك، هناك من يهتم بأمر التنظيف فلما تدعينها تفعل ذلك؟"

ما كانت تخشى منه حصل، سكتت تحاول الحفاظ على وعدها لحسام، ولكن شقيقه الآن مصر على معرفة ما تخفيه عنه، فسألها :

"أين السيدة المسؤولة عن التنظيف؟ لم أعد أراها منذ أن جاءت سمر!"

"قام شقيقك حسام بمنحها إجازة!"

صرحت شيرين مستسلمة، ثم أضافت وقد رأت علامات الإستنكار على وجه مجد :

"وطلب مني تكليف سمر بمهمة التنظيف لحين عودتها مع الحرص على أن أبقيها بعيدة عن الأعمال المكتبية"

رغم معرفته بشقيقه وبأفعاله فهو لم يتصور أن يصل به الأمر لهكذا درجة من الألاعيب. بينما كان هو يحاول إصلاح أغلاطهم في الماضي، كان هناك حسام الذي لم يستوعب بعد ما عليه الأمر في الحاضر.

***

في المساء جلست سمر تشاهد فيلما مع أختها وبينهما إناء كبير مليء بالفوشار.

كانت سيلين مركزة مع أحداث الفليم بينما سمر شاردة في مشهد ذلك الصباح من نفس اليوم.

فبعد أن دخلت شيرين لمكتب مجد وإغلاقها للباب، اتجهت هي مع مكنستها نحوه تسترق السمع، عندها علمت أن سبب شقاءها طوال تلك الأيام يعود لذلك البغيض. لكنها كانت مرتاحة لسماع مجد وهو يؤنب شيرين والتأكيد عليها بعدم تكليفها بما لا طاقة لها به.

استعادت انتباهها فور نكزتها سيلين بينما تقول دون ترك أي مشهد من الفيلم يفوتها:

" هل لاحظت يا سمر أن قصة البطلة تشبه قصتك بعض الشيء، أتمنى تكوني محظوظة مثلها لتحضي بقصة حب كتلك!"

حدقت بها سمر لا تفهم مقصدها فهي بالكاد انتبهت للفيلم أصلا. أشاحت سيلين نحوها تدرك عدم فهمها لمقصدها فقالت موضحة:

وجـوه خلف الأقــنـعـة (رواية)Where stories live. Discover now