قلت بهدوء: «أهلًا إلي» فرأيتها تتقدم نحوي بخطوات ثقيلة واستطردت بهمس مبالغ: «ألا تعتقد بأن إليري أجمل بكثير؟».

يا إلهي! عدنا لهذه السيرة المملة، لم تمانع يوم أمس واليوم تمانع، ما هذا بحق الجحيم؟

«حسنًا إليري، أهكذا أفضل؟» قلت متأففًا فأومأت باستحسان. هذا ليس الوقت المناسب لنراجع الألقاب فأنا هنا لسبب آخر كليًّا.

«أتعلمين؟ كنت أود إعلامك بأمر يخص جاستن» قلت بجدية في حين وقفت وأنصتت. 

«إنه في المستشفى بسبب حادث سير» أكملت وثبت بصري عليها بترقب لجميع تحركاتها، لقد كنت أحاول قراءتها بأفضل ما يمكن. 

قالت بثبات: «يا للشفقة! بالتأكيد حدث هذا بسبب قيادته المريعة، على كل أتمنى له الشفاء»  ولا أعرف لم أشعر وكأنها تعلم غرضي من السؤال لأن إجابتها خرجت مبرمجة أكثر منها صادقة.

«للأسف لم يكن بسبب سرعته، بل هناك من عبث بفرامل سيارته، أتصدقين؟» قلت ومثلت التفاجؤ ولكن ملامحها غير المقروءة جعلتني أبتلع ريقي بتوتر.

بدأت بالتقدم نحوي بخطوات بطيئة وما زالت تحتفظ بملامحها المبهمة: «يا إلهي! لا أعلم ما علي قوله، من المؤسف سماع هذا» قالت بشفقة وتوقفت على بعد خطوات عني.

حسنًا، لم أستطع إخفاء نظرة عدم الاقتناع لكنني لا أملك شيئًا لأقوله، فمن الواضح أنها لا تملك يدًا في الموضوع أو أن هذا ما تريد إثباته؟ أيًّا كان، إذا غضبت مني بعد هذا الحوار لن ألومها؛ فأسلوبي بالحديث كان أشبه بتوجيه تهم.

«أتعلم أمرًا؟» همسها بهذه الكلمات أخرجني من شرودي فوضعت كل تركيزي عليها وهمهمت بمعنى: «ماذا؟»
تنهدت وأكملت بنبرة واضحة وكأنها تود التأكد من سماعي كل حرف يخرج منها: «بدأت تشبه كايلي كثيرًا» ثم خرجت وتركتني أحاول فهم كلماتها التي أجدها غامضة. على العموم، آمل أن يكون هذا بالأمر الجيد، لكنني أشك بذلك.

دخلنا إلى المنزل وطول الطريق لم ننطق بكلمة. 
«ما الذي كنت ترمي إليه صباحًا؟» وهذا أول ما تلفظت به منذ خروجنا من المدرسة.

«أنت تعلم جيدًا ما الذي قصدته» أجاب بجدية ورمقني بنظرة محذرة: «لا تخبرني بأنها بريئة، أرجوك» استطرد رافعًا يديه بيأس حينما كنت أقف دون حركة، فقط أفكر.

إذا كنت سأقرر استنادًا لكلامها صباحًا، فهي بالتأكيد ليست المذنبة ولكن إذا نظرنا إلى لغة جسدها سنجدها متناقضة تمامًا، لذلك أنا مشوش. 

«آش!» نطقت بهدوء لأجذب انتباهه، قررت أن أسأله عما يدور بعقلي: «ما السبب الذي دفعك لتطلق إشاعة أن إلي هي السبب بحالة كايلي؟»

صمت غير مريح سيطر على الأجواء، رأيته يزفر بعدم راحة وأجاب بخفوت: «تصرفات كايلي».

أظن بأنني أحتاج إلى مزيد من التوضيح!

My own world || عَالَمِي الخَاصWhere stories live. Discover now