تساءلت وهي تجلس على الأرض أمام سمر التي أسندت ظهرها بأريحية على الجدار :

"أنتِ تمزحين! كيف حدث هذا ولماذا؟"

هزت كتفيها تجيبها ببساطة:

:" لقد سئمت الأمر كله يا أختي، هذا كل ما في الأمر"

انتزعت سيلين منها جهاز التحكم تحثها على النظر مباشرة في عينيها، وعندما نجحت في ذلك لم تسطع سمر التحكم في نفسها أكثر وانطلقت ضاحكة تحت استغراب الأخرى.

وضحت سمر تريح فضول اختها :

" حسنا، لقد تركت العمل في المقهى لأنه  وكما تعلمين أني وقبل أيام  قدمت سيرتي الذاتية لبعض الشركات والمكاتب بحثا عن عمل أفضل.. واليوم تم الإتصال بي من أحد مكاتب المحاماة لإجراء مقابلة يوم غد، لهذا تركت العمل ببساطة"

فرحت سيلين لفرح أختها، ولكنها تساءلت إن كانت واثقة من أنها ستأخذ العمل بعد تلك المقابلة أم أنها خاطرت بترك عملها الأول قبل حتى أن تتسلم الوضيفة الأخرى.

فأجابت سمر واثقة مما تقول :

" أجل أنا واثقة من هذا جدا، وسترين سكرتي"

وقد طلبت سمر بعد ذلك من سيلين أن تعدها بعدم إخبار والدتها بأمر العمل الجديد حتى تتسلمه رسميا.

***

حل يوم مقابلتها وقد استعدت لها على أكمل وجه، ارتدت ثيابها المناسبة لذلك اللقاء، ورددت طوال طريقها إلى المكتب بضع أجوبة عن أسئلة عامة يحتمل أن تطرح عليها في مقابلة العمل تلك.


وجدت نفسها داخل مكتب مجد حيث استقبلتها السكرتيرة، هذه الأخيرة التي لم تكن على علم بوجودها حتى، حيث كانت تعتقد أنها ستكون وضيفتها التي تحدث عنها مجد في أول لقائهم.

مما دفعها للتساءل سرا عن أي وضيفة قد تكون شاغرة في ذلك المكتب الكبير؟

وبمكتب مجاور لمكتب مجد، كان هذا الأخير وشقيقه الأصغر يتناقشون في أمر ما. بدا حسام مستاء وغاضبا يحاول كبت مشاعره تلك، فيما يبدو مجد هادئا رغم استياءه من موقف شقيقه العنيد.

وفي آخر كلامه أضاف مجد منبها:

" حسام إياك والتصرف بطيش هذه المرة، إنسَ حقدك الدفين فلم يعد يجدي أي نفع الآن، أنت شاب عاقل فتعقل قليلا أرجوك"

نهض حسام عن كرسي مكتبه يقول:

" تلك المتواجدة هناك في مكتبك حرباء تسير على وجه الأرض، حتى وهي في الثانية عشرة كانت تملك نزعة لقتل شخص ما، فهل تعتقد أنها أصبحت الآن كالحمل الوديع لنعاملها بمثل لطفك هذا؟"

وجـوه خلف الأقــنـعـة (رواية)Onde as histórias ganham vida. Descobre agora