الفصل الأول

851 69 47
                                    

الفصل الأول (رواية تشون سو يونغ)

الليلة أكملت العشرين من عمري و كما جرت التقاليد في هذه القرية فهناك احتفال يقام كل عام لمن يبلغون العشرين من عمرهم ...

الأضواء تزين الطرقات الصغيرة و الجميع يحتفل في الهواء الطلق. هناك مأدبة طعام كبيرة يجلس عليها رجال القرية بينما تقوم النساء مع الأطفال بتجهيز الحفل لأفراد عائلاتهم و بالطبع فتاة مثلي دون والدين لم يكن من نصيبها سوى الشفقة فالجميع يرمقني بنظرات الحزن إلا أني لست وحيدة فجدتي تحتفل معي بهذه المناسبة و تمسح كل همومي.

انطلقت في عجله من أمري الى منتصف القرية و أنا ارتدي الثوب الأبيض الرقيق بالإضافة الى طوق من الزهور على شعري البندقي الطويل قابلت إحدى الفتيات في طريقي

الفتاة: سو يونغ لما أنتِ مستعجلة؟

ابتسمت لها و لوحت دون أن أجيب عليها ثم أكملت طريقي بسرعة خلف ذلك الرجل

سو يونغ: انتظر أيها الطبيب ! انتظر قبل أن ترحل !

التفت الرجل الذي كان بمثابة والدي إلي و تنهد بخفه

الطبيب: يبدوا أنكِ قد أمسكتِ بي

سو يونغ: هل كنت تنوي الرحيل دون توديعي!

الطبيب: ليس وكأنني سوف أرحل الى الأبد إنها رحلة لمدة يومين في الغابة

سو يونغ: و لكنها مكان خطير و الكل يعلم هذا !

الطبيب: و لكن علي أن أجد بعض الأعشاب لكي أساعد المرضى في القرية

حل الصمت بعد تلك الجملة و نظرت إلى الأسفل بينما أشعر بنبضات قلبي العنيفة فأنا أعلم من يتحدث عنه

سو يونغ: هل هناك أمل حقا لجدتي بأن تشفى ؟!

ربت الطبيب على رأسي بينما بدأت دموعي المالحة بالانزلاق ...

كنت قد علمت منذ فترة أنها ربما لن تستطيع البقاء الى السنة القادمة و أنها تخبأ ذلك عني .

أه كم أحبها و لا أريد فراقها و لو عنى ذلك موتي قبلها ...

مسح الطبيب دموعي ثم ودعني بابتسامة و اختفى خلف ظلال الأشجار العملاقة تحت ذلك البدر المنير

شجعت نفسي وحاولت الابتسامة ثم عدت الى القرية حيث يستمتع الجميع بالموسيقى. تناولت الطعام و من ثم رقصت من كل قلبي مع الجميع ...

في طريق عودتي الى المنزل رأيت ظل قطة بجانب السور شعرت و كأنها تراقبني ! اصبت بقشعريرة و أسرعت الى المنزل. دخلت غرفتي و أغلقت الباب لكن صوت مواء القطة كان لايزال مسموعا ! اتجهت الى غرفة جدتي لكي أخبرها ما الذي حصل لكني وجدتها غائبة عن الوعي و درجة حرارة جسمها مرتفعة جدا خرجت من المنزل بسرعة دون أحذية و أنا اركض في الطريق لكي أجد الطبيب . . .

Flowers of stardustWhere stories live. Discover now