أبو لهب وزوجته !!

Start from the beginning
                                    

لاحظ أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال في هذه الرواية: "فجاء أبو لهب وقريش"!

لقد لفت نظره أن الجمع الكبير به أبو لهب، فخصَّه بالذكر، مع أن رؤوس القوم كانوا حاضرين، إلاّ أن الشخصية المؤثرة فيهم كانت أبا لهب.. لماذا؟!لأنه هو الذي "تكلَّم"، وهو الذي "أعلن" بأعلى صوته منذرًا الناس، وصادًّا لهم عن سبيل الله..!فالناس عندهم فطرة طيبة، ولو استمعوا إلى القرآن والسُّنَّة لاهتدى معظمهم،

فيأتي هؤلاء الإعلاميون الفاجرون ويُزيِّفون الواقع، ويُخوِّفون الناس، ويُبعدونهم عن طريق الدين،فيصير الإعلاميون بذلك أشد خطرًا على الدعوة من الجلاّدين الذين يمسكون السياط بأيديهم، أو الحكام الذين يزجُّون بالمؤمنين في سجونهم..ومن هنا ذكر الله عز وجل في حق أبي لهب ما لم يذكره في حق شياطين قريش الآخرين، والذين كان جهدهم منصبًّا على التعذيب الماديِّ للمسلمين.

وزوجة أبي لهب..! إعلامية خطيرة كذلك!

لقد سمعت بأمر الدعوة والرسالة، فكرهت الإسلام وأهله، وحسدت الرسول صل الله عليه وسلم وصحبه،ولم تكتفِ بدفع ابنها لمفارقة ابنة الرسول صل الله عليه وسلم رقية رضي الله عنها، وكان قد خطبها في الجاهلية،إنما انطلقت لممارسة دورها الإعلامي الفاجر، فأطلقت على الرسول صل الله عليه وسلم اسمًا ساخرًا، فأسمته "مُذَمَّمًا" أي عكس "محمد"، وهو من الذم وليس الحمد..!

وصاغت شعرًا تهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه،فقالت: "مُذممًا أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا"،

وراحت تتحرك بإعلامها المضاد للإسلام هنا وهناك، ولم تستحي أن تغشى مجالس الرجال مخالفة فطرتها التي تدفعها إلى الحياء، فصار شُغلها الشاغل هو صرف الناس عن الإسلام وأهله.ولم تكن هذه مواقف عابرة في حياتهما..

إنما "احترفا" الإعلام الفاسد..

كانت أم جميل زوجة أبي لهب تتابع الأخبار، وتتحرك في وسط المجتمع لتنقل لهم الجديد من منظورها المضلل،فلما رأت أن الوحي لم ينزل على رسول الله صل الله عليه وسلم فترة، ذهبت إليه متشفيةوقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد قلاك! فنزلت (سورة الضحى).لكن الإعلامية انطلقت تنشر خبر تأخُّر الوحي بصياغتها المضللة الكاذبة، تقول 

للناس: إن الذي يأتيه شيطان، وإنه لم يعد يلقاه.

بينما الحقيقة أن الذي يأتيه ملك،وهو مستمر في لُقياه. فانظر إليها كيف نقلت طرفًا صغيرًا من الخبر-وهو تأخُّر الوحي فترة قصيرة- بصورة مُشوَّهة فاجرة!

وكيف أضافت من عندها، وكيف حذفت من الحقيقة، وكيف تحركت ونشطت في الباطل!!وزوجها أبو لهب على درب الباطل يسير بجدٍّ واجتهاد.. ينافس زوجته في إعلامها الكاذب..

قصص اسلامية مفيدةWhere stories live. Discover now