أبو لهب وزوجته !!

653 48 6
                                    

مقال صادم تقشعر منه الأبدان ومعان جديدة لم تخطر على بالي قبل الآن.

د.راغب السرجاني يكتب: أبو لهب وزوجته !!

بعض من يتدبر القرآن قد يتعجب من نزول سورة كاملة -حتى لو كانت قصيرة-فقط لأجل الردِّ على أبي لهب وزوجته،

ويتعجبون أكثر وأكثر من أن هناك تصريحًا باسم الرجل، مع أن الكفار الذين تعدوا على رسول الله صل الله عليه وسلم كُثُر، ومع ذلك أشار لهم القرآن الكريم تلميحًا وليس تصريحًا.

ويزداد العجب أكثر عندما نجد اهتمامًا بأمر زوجة أبي لهب، حيث أفردت السورة لها آيتين من أصل خمس آيات، وسُمِّيت السورة بـ"سورة المسد"، وهو أمر متعلق بزوجة أبي لهب.

وإذا أردت العجب أكثر فاعلم أن تاريخ أبي لهب وزوجته مع المسلمين ليس فيه تعذيب بالسياط،

ولا ضرب بالسيوف، ولا إصابات أو جروح، ولا قتل أو اغتيال!!إذن لماذا هذه اللعنات المنصبَّة على هذا الرجل وامرأته؟!

أختصر لك المسافات.. لقد كان الرجل -وكذلك امرأته- من الإعلاميين الخطرين أصحاب الآراء المضللة!

وبالتالي لم يكن أذاهما يقف عند مسلم أو مسلمة، إنما كان يتعدى ليصل إلى كل البشر الذين يستمعون لهما أو يشاهدونهما..

وكم من البشر صُدُّوا عن سبيل الله بكلماتهما!وكم من الآلام شعر بها الدعاة من جرَّاء كذبهما وتدليسهما..!

لهذا كله استحقا هذه اللعنة الشاملة، والتي أصابتهما في الدنيا، وكذلك في الآخرة.

وراجعوا مواقفهما المخزية من أول أيام الدعوة..

روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا. قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟! فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1، 2].

قصص اسلامية مفيدةWhere stories live. Discover now