الصمت و السکوت

32 3 0
                                    

الصمت و السکوت

 الثالث‌ عشر : الصمت‌

 وهوعلی‌ قسمين‌ : سكوت‌ عامّ ومضاف‌، وسكوت‌ خاصّ ومطلق‌. فالسكوت‌ العامّ والمضاف‌ عبارة‌ عن‌ حفظ‌ اللسان‌ من‌ التكلّم‌ بالقدر الزائد عن‌ الضرورة‌ مع‌ الناس‌، فيجب‌ علی‌ السالك‌ أن‌ يكتفي‌ بقدر الضرورة‌، وبأقلّ ما يمكن‌. وهذا الصمت‌ لازم‌ في‌ جميع‌ مراحل‌ السلوك‌، وفي‌ كلّ الاوقات‌، بل‌ يمكن‌ القول‌ بأنـّه‌ ممدوح‌ في‌ مطلق‌ الاحوال‌. ويشير إلی‌ هذا الصمت‌ قوله‌ علیه‌ السلام‌ : إنَّ شِيعَتَنَا الخُرْسُ، وأيضاً ما نقل‌ عن‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ في‌ «مصباح‌ الشريعة‌» :

 الصَّمْتُ شِعَارُ المُحِبِّينَ، وَفِيهِ رِضَا الرَّبِّ، وَهُوَ مِنْ أَخْلاَقِ الاَنْبِيَاءِ وَشِعَارِ الاَصْفِيَاءِ.

 وفي‌ حديث‌ البزنطيّ عن‌ الإمام‌ الرضا علیه‌ السلام‌ :

 الصَّمْتُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الحِكْمَةِ، وَإنَّهُ دَلِيلٌ عَلَي‌ كُلِّ خَيْرٍ.

 القسم‌ الثاني‌. السكوت‌ الخاصّ والمطلق‌، وهوعبارة‌ عن‌ حفظ‌ اللسان‌ من‌ التكلّم‌ مع‌ الناس‌ حين‌ الاشتغال‌ بالاذكار الكلاميّة‌ الحصريّة‌، وفي‌ غيرها غير مستحسن‌.

رسالة‌ لُبّ اللباب‌ في‌ سير وسلوك‌ أُولي‌ الالباب‌  Where stories live. Discover now