الــــفصــــل الثــالثـــ والــعـــشـــــرون

13.3K 303 1
                                    

وعندما وقف فارس يتطلع اليه بجمود وهو ضامم كفيه بقوه ،كانت عيناها الباكيه تنظر اليه بخوف وكأنها تستنجد به 

فأقترب منها فارس كي يجعلها تقف خلفه قائلا :لولا اننا في بيتك وانك عمها كنت خليتك تعرف ازاي تهين مراتي وانا موجود
فينظر اليه صالح ضاحكا بعدما ترك نور من بين ذراعيه لتأخذها زينب في احضانها بأعين باكيه
صالح : مراتك وده من امتا ان شاء الله ، اوعي تكونوا فكريني عيل صغير ونايم علي وداني يابن مراد باشا ، لا ده انا صالح
فيبتسم فارس قائلا بسخريه : من النهارده هتكون مراتي وعلي ذمتي ، وهو ده الي انا جيلك عشانه
فيتطلع اليه صالح بعدما داعب شاربه : يبقي نتفق الاول وتاخدها
فيتأمل فارس دموع هنا المنهمره قائلا : اتفقنا ، ممكن بقي تشوف لينا مكان نتكلم فيه علي انفراد عشان نتفق يا استاذ صالح
فينظر صالح بقوة الي زوجاته الأثنان ، كي يغادروا المكان .. وتقف هنا بخوف وهي ممسكه بأيد الصغيره ريم
فارس بحنان : ادخلي انتي معاهم دلوقتي ياهنا ، متخافيش هخلص كل حاجه وهاخدك ونمشي
فتغمض هنا عيناها بقوة كي تحبس دموعها التي تنسال بغزاره ، فيقترب هو منها بخطوات هادئه عاشقه بعدما سارت هي من امامه خائفه : انتي غاليه اووي عندي ياهنا
.................................................. ............
جلس مازن يتأملها بقوه وهو يري ارتباكها الذي اصبح يحاوطها ، فتنهض ريهام باحثة عن والدها بين الحضور ..
حتي يقول هو : أنسه ريهام مش كده
فتشيح هي بوجهها بعيداً عنه ، حتي يقترب منها قائلا : ممكن اعرف رفضتيني ليه
لتتطلع اليه ريهام للحظات ،ثم تعاود البحث عن والدها
ليقترب منها مازن أكثر : فريد بيه عارف اني معاكي ، فمدرويش عليه كتير
فتبتعد ريهام عنه تاركه الحفل ، حتي يجذبها من ذراعيها بقوه وبصوت جامد : لما اكلمك تقفي فاهمه
لترتعش ايديها خوفا من نظراته القويه فيذكرها به حتي يقول مازن بأسف : اسف ، مكنش قصدي اخوفك
ريهام بجمود : انت عايز مني ايه
مازن بهدوء : اتجوزك !
لتقف تلك الكلمه في حلقها ، فتبتلعها بصعوبه قائله : وانا مش موافقه
مازن بجديه : وممكن اعرف انتي مش موافقه ليه
لتتأمل ريهام الحفل ، فتجد كل من في الحفل بدء يغادر
فتصبح هي وهو بمفردهم
مازن بأبتسامه : دلوقتي مبقاش في حد غيرنا ، يعني ممكن نقعد نتكلم مع بعض بهدوء وبصراحه
فتنظر اليه ريهام بغيظ قائله : انا مش عايزه اتجوزك ، فهمت
وكادت ان تتركه وتذهب ، ولكن قبضة يديه السريعه قد جذبتها اليه حتي اصبح يحاوطها بأنفاسه قائلا : بس انا قولت هتجوزك ، ومدام مازن الدمنهوري عاز حاجه يبقي خلاص
فتتطلع ريهام الي غروره قائله : بس مش كل حاجه مازن الدمنهوري عايزها يبقي هياخدها ، انت مش بتشتري عربيه ، ولا داخل صفقه
فيبتسم مازن قائلا بثقه : اعملي حسابك فرحنا هيكون بعد شهر ، ويتركها ويذهب بعد ان اسقط علي مسمعها تلك الكلمه
فتتابعه ريهام بنظراتها بوجه شاحب وهو يغادر، فتضحك بسخريه لما يحدث لها ، فعندما هربت من قصة حب فاشله عصفت بحياه لا تعرف لها معالم مع هذا المغرور
.................................................. ...........
وقفت زينب تتأملها بأعين دامعه تتخللها الفرحه ، فأقتربت منها كي تضمها اليها في حنان قائله : مبرووك ياهنا ياحببتي
لتتطلع اليها هنا بأسي بعدما رفعت بأعينها الباكيه : هو عمي باعني تاني
فتنظر اليها زينب بأشفاق ،وبصوت حاني : احمدي ربنا أنك خلصتي منه واتجوزتي واحد بيحبك ، وهيحافظ عليكي
فتمسح هنا دموعها بأيديها قائله بسخريه : من ساعتين جيت فرحانه عشان هستني في بيت عمي اللحظه الي الشخص أتمنيته هيجي يتقدملي ، فرحة زي اي بنت بتستني اليوم ده الي بتحس فيه بأنها غاليه ، بس اظاهر اليتيم مش من حقه يستني اللحظه ديه
لتدخل امال عليهم في تلك اللحظه ناظرة اليها بحب قوي : مش عايزه أسمعك تقولي كده تاني فاهمه ، وخلاص انتي مبقتيش محتاجه من حد حاجه ولا عمك ولا انا ، انتي دلوقتي مع جوزك وبكره تأسسوا حياه ليكم تعملي فيها الاسره الي اتمنتيها وتعوضي ولادك ياحببتي بلي أتمنتيه ومتحققش
فتنظر زينب لأمال قائله : قوليلها كده يا أمال هانم ، ده الي يشوفها ميقولش انها عروسه ، طب ايه رئيك بقي هعملك أحلي فرح هنا في البلد هو هيكون اه بسيط وعلي قدي ، بس لما تنزلي مصر ابقي أحتفلي انتي وجوزك زي ما انتوا عايزين بس اوعي تنسينا بقي
فتبتسم اليها هنا قائله بحب : عمري ماهنسي حنيتك ولا حبك ياطنط زينب ، فتتذكر سلمي التي منذ ان وصلت بيت عمها وانشغلت في تلك الاحداث الكثيره التي لحقت بها ولم تراها : هي فين سلمي صحيح !!
فترفع نور وجهها الدامي من كثرة صفعات والدها وهي منكمشه في ركن بعيد من الحجره قائلة بسخريه : باعها زي ما باعك ، ومن ساعة ما تجوزت وجوزها بقي حرمها من أنها تيجي لينا
لتتطلع هنا الي أعين زينب المليئه بالحزن ، فتقول زينب بعدما حبست دموعها : بس الشهاده لله يابنتي الراجل عمره ما منعنا اننا نزورها ، بس للأسف عمك ربنا يسامحه بقي هو الي عمل مشاكل مع منصور لحد ما الخلافات زادت بينهم
فتضحك هنا بسخريه ، حتي تضمها أمال قائله في حنان : جوزك مستنيكي بره ، مش يلاا خلاص
فتتذكر هي فرحتها التي أنطفئت ، وحديث عمها اليها وهو يشك في شرفها ، الا أن وضع شروطه ليتم هذا الزواج بعدما اخذ ما اراد من فارس
لتقول زينب ،بعدما جائت سريعا من غرفتها وهي تحمل ذلك الثواب الابيض الهادئ المطرز بسلاسل من الورود التي أعطته مظهر خاص قائله بحب : ايه رئيك في الفستان ده
فتنظر اليه أمال بأنبهار قائله : جميل اوي يازينب ، بس أحنا ممكن نفرح في البلد من غير أي حاجه ، ولما ننزل القاهره نبقي نعمل الي هي عايزاه ولا ايه ياعروسه
فتتطلع اليهم هنا بصمت حتي تقترب منها زينب برجاء : بس انا عايزه افرح بيها هنا ، وافقي الله يخليكي ياست امال
فتربط أمال علي كتفيها قائله بطيبه : والله الرئي رئيها ، ايه رئيك ياهنا
لتتأمل هنا نظرات أعينهم بشرود ، حتي تأتي ريم من الخارج راكضة اليهم : عمو فارس حلو اووي ، انتي بقيتي عروسه صح يا أبله هنا ، وأتجوزتي الفارس ابو حصان أبيض ، فتتأمل الفستان الذي تحمله والدتها قائله بأنبهار طفله : انتي هتلبسي ده صح ، وانا برضوه هخلي ماما تعملي واحد زيه ، عشان نبقي عروستين
فتبتسم أمال لها ، وتقربها منها لتربط علي جسدها الصغير ، لتلعن داخل نفسها ذلك الاب الذي أعطه الله كنزا ثمينا من نعمه غيره يتمناه
.................................................. .................
وقفت سميه بأرتباك وهي تنظر الي هشام بعد أن رفع ببصره عن بعض اللوحات التي أمامه ،فتتلاقي أعينهم للحظات قبل ان تبتعد سميه بوجهها عن نظراته قائله : أنا مش فاهمه طبيعة شغلي هنا ، ولا عارفه حتي أخلص تصميم اللوحات ، أنا من ساعات ماجيت ومحدش مش بيفهمني حاجه ، والله انا مشتغلتش قبل كده عشان اقدر افرق بين الحياه النظريه والعمليه
فيضحك هشام علي نبرة حديثها الذي تخفي داخل قوته نبرة البكاء
هشام بهدوء : طب مش فاهمه ايه يا أنسه سميه
فتهدء سميه قليلا بعدما وجدت من نبرة حديثه اللين .. رافعة بوجهها قليلا بعدما نظرت للوحات التي بيدها واقتربت منه ... كي يطلع هو علي ما تجهله هي
فيبتسم هشام أبتسامه واسعه ، ويجول ببصره بينها وبين اللوحات ويبدء في شرح ما لا تدركه
فيتراقص قلبها فرحاً وهي تسمع حديثه الهادئ الواثق منه قائلة بداخل نفسها : انا كنت فعلا ظلماكي يا ريهام ، لما كنت بقول الي بتحسيه ده هبل ، طلع الحب فعلا اكبر بهدله وبيخلينا هُبل
فيتمعن هشام في النظر اليها قائلا : هاا فهمتي
فتنظر اليه سميه قبل أن ترتبك مجدداً ، ليضحك هو قائلا بجديه اصبحت تسيطر عليه : أتفضلي بقي شوفي شغلك !!
.................................................. ...............
نظر فارس اليها وهو يتأمل هالة الحزن التي تحيط عيناها ، فأبتسم لها بحزن ، ولكن ذلك التاج الذي صنع من الورود الموضوع علي رأسها جعله يتأمل ملاكه بحب ، عازما ان لا يجعل الحزن يدخل قلبها ثانية ، فأقترب منها قائلا بهمس : مش مصدق انك بقيتي مراتي ياهنا ، أنا كنت جاي عشان بس أخطبك ، ومكنش عندي امل اني ارجع وانتي مراتي ، بس فعلا مفاجأت القدر ليها بهجه خاصه وفرحه متتوصفش
وضمها اليه كي يقبل جبينها بحنان ، قبله طويله .. جعلت الصغيره ريم التي تقف بجانبها تشهق بطفوله وهي تضع بكلتا يديها الصغيره علي عينيها السوداء
فارس بحب : بـــــحبــــــــــــك ، وبعـــشـــقك ومش عارف أمتا وازاي ..
فتبتعد هي عنه بأرتباك حتي يمسك هو بيدها قائلا : بتبعدي ليه عني أنتي بقيتي مراتي ، ويتأمل الحفل البسيط التي تقام في مزرعته قائلا : اوعدك لما نرجع هعملك حفله كبيره اووي ، وكل حاجه نفسك فيها هعملهالك
لتقترب منهم أمال قائلة بسعاده : أخيرا ياولاد ، انا مش مصدقه نفسي ، أنا كده بجد أرتحت لما اطمنت عليكم
وفي جانب أخر بعيداً عن أعينهم ، كانت تقف نور وهي مدمعة العينين ، شاردة في كل ما يحدث لهم ، خائفه من المجهول الذي ينتظرها ، لتقترب منها زينب بحب قائله : متخافيش يانور، اوعي تخافي ربنا مبينساش حد يابنتي ، أنا بتقي ربنا فيكم وعمر ربنا ما هيكسر قلبي عليكي انتي ولا أختك
فتبتسم نور الي والدتها بحب شديد ، فتحتضنها زينب قائله بصوت باكي : ربنا كريم اووي ، اوعي تنسي كده في يوم مهما كان
وتصبح نبرة حديث والدتها هي الفرحه التي تجعلها تري الامل يتسلل بأشاعته في الظلام ، مثلما تتسلل أشعة الشمس بين الجبال العاليه لتشرق
.................................................. .................
وعندما علم محمود بذلك الخبر من أحد رجاله ، نظر الي الكأس الذي يرتشف منه بسخريه ،ليتأمل وجهه فيه وهو يتذكر يوماً !!
فلاش باك ..
بلاش يامحمود تروح ، أيناس خلاص سابتك واتجوزت فارس
فينظر اليه محمود بوجع : ليه ياحسام عاملوا فيا كده ، أنا عاملت فيهم أيه
فيقترب حسام من محمود قائلا : انتي الي غبي يامحمود عشان حبيت واحده حقيره زي ايناس بدور ما بينكم علي الكارت الرابح الي هتكسب منه أكتر، وانا متأكد ان فارس ميعرفش انك بتحبها ، وهيعرف منين وانتوا كان حبكم في الضلمه
فيتأمله محمود قليلا ، ليزيل ذراعه بعيده عنه قائلا : انا رايح الفرح ، ويتأمل كروت الدعوه بسخريه وهو يري اسمهما يتزين عليها ..
وبعد وقتاً وقف يتأملها من بعيد وهو يري فارس يقبل يدها بحب بين المدعوين بأبتسامة واسعه .. تمني لو كان مكانه في ذلك الوقت لينير قلبه بتلك السعاده التي ارتسمت علي وجهه
وكلمه واحده قد جعلته يفيق من تأمله لها وهي يسمع فارس قائلا : قبلتُ زوجهاا .. فيقفوا سويا ليقبلهاا قبلة بسطيه علي شفتيها والكل يتأملهم بسعاده وايضا غيره ولكن عين واحده كانت تتأملهم بدموع هزت فيه كل جوارحه
فيربط حسام علي كتفه قائلا : انسي يامحمود
ليفيق من شروده بعدما شعر بالدماء التي تتدفق من بين أصابعه ناظراً للكأس الذي تحطم بين يديه وهو لا يشعر به
فيضحك بسخريه متأملاً دمائه ببرود قاتل قائلاً : فوزت برضو بالحب للمره التانيه يافارس ، ومقدرتش أحرق قلبك عليها ، بس أكيد هيجي يوم وأحرقه
.................................................. ............
أقترب فارس منها ليضمها اليه بشده وهو يودع عمته التي رحلت كي تتركهم ينعمون ببعض الايام في المزرعه بمفردهم
لينظر اليها بحب وهو يتأمل وجهها الحزين قائلا : مش مبسوطه انك بقيتي معايا ياهنا
فتخفض هنا بوجهها أرضاً باكيه حتي ترفع بوجهها قائله بحزن : عمي باعني زي ماباع سلمي لمنصور يافارس ، بس انا باعني مرتين ، ذنبك أيه تدفع فلوسك في بيعه مش هتكسب منها حاجه ، أنا سمعته وهو بيخليك تمضي علي عقد الارض الي عايز يشتريها هنا في البلد وسمعته وهو بيقولك ان ورثي خلاص مليش حق فيه ، يعني زي ما بيقولوا انا واقعه عليكوا بخساره
فيضحك فارس بقوه علي حديثها قائلا : وقعه عليكوا بخساره انتي بتجيبي الكلام ده منين ياحببتي
فتبتسم هنا قائله من بين دموعها : من سميه
فينحني فارس بجسده قليلاا لكي يحملها قائلا : اوعدك اني هحافظ عليكي ، وهسعدك علي قد ما أقدر أنتي السعاده الي جتلي بعد عذاب سنين ياهنا
فترتجف هي بين يديه قائله : نزلني يافارس الله يخليكي أنت هتاخدني فين
فينظر لها فارس بخبث : أوضتنا ياحببتي
هنا بخوف : لاء أنا عايزه اروح اوضه تانيه تكون بتاعتي لوحدي ، وتظل تضرب بكلتا يديها علي صدره
فارس بضحك : حرام عليكي ياشيخه بهدلتيني ، شايل عصفوره بس متوحشه ياناس
فتبتسم هنا بخجل قبل أن يضعها علي الفراش برفق ، ناظرا لها بعيناه اللامعه بحبها وبصوت حاني : موافقه انك تكوني مراتي من الليله ديه ياهنا
لتبتعد هي بوجهها سريعا ، حتي يلمسه هو بأنامله بحنان ، مقتربا منها مقبلا أطراف اصابعها بشوق وبصوت هادئ : مش عارف اوصفلك فرحة قلبي ، ولا قادر اعبر بكلمه عن حبي ليكي ، بس الي أنا عايز اقولهولك أن من اول مره شوفتك وانا حاسك أنك توأمي ياهنا ، خفت فرق العمر الي بينا يعمل فجوه ، بس أكتشفت أن معاكي برجع مراهق من تاني ، مش راجل قرب يشيب ياطفلتي
وعندما وجدها تبتسم نظر اليها بعمق : مش يشيب اوي يعني انا لسا علي مشارف الثلاثه والثلاثون عاما ، لتفتكريني عجوز
فتضحك هنا بقوة بعدما تأملت قبضات وجهه وهو يتحدث.. ليضمها اليه بعشق مُقبلا عنقها ، فيبعدها برفق نظرا لذلك التاج الذي يحاوط شعرها البني اللامع ناثرا خصلاته بيده ، ممسكاً بأحد أطرافه مُقبلا له .. فتخفض هنا برأسها سريعا متجنبة نظراته العاشقه فيبتسم فارس بحب حتي اسقطها بيده علي الوساده مقترباً منها ، ليذوبوا معاً في معالم ليس فيه أحداً سواهم
.................................................. ...............
وعندما جلس صالح يتطلع بذلك العقد بطمع ، ظلت الدنيا بجميع متاعها تسير أمام أعينه ، ليظل يبتسم علي ما حققه ، ناسياً بأن لكل شئ نهايه ، فتقترب منه كريمه واضعه بكوب الشاي أمامه بأنكسار
ليقول هو :أفردي وشك ياختي وانتي قدامي ، عمرك شوفتي خدامه بتكشر في وش سيدها
فتتطلع اليه كريمه بوجه بائس ، لاعنة ذلك اليوم الذي تزوجته فيه ، فيسكب بكوب الشاي أرضا قائلا بعدما أرتشف منه القليل : مش عجبني طعمه ، زيك كده بالظبط
فتقف زينب بجوارها ناظرة اليه بأحتقار : روحي انتي ياكريمه نامي مع البنات
لينظر اليها صالح وهو يشيح امام وجهها بالعقد قائلا : كل احلامي بتتحقق يازينب ، كلها كام سنه واكون جمعت الثروه الي عايزها ، وابقي اغني واحد في البلد كلها
فتضحك زينب بسخريه عليه قائله : متفرحش اوي ياصالح ، الحياه عمرها ماهتفضل تضحكلك كده ، وهيجي اليوم الي أبوابها كلها هتتقفل قدامك ، وهتتمني بس للحظه ينفتح باب ، عشان تصلح كل أخطائك ، بس للأسف مش هتلاقي ، اصل ربك مش بيفضل يديك فرص طول العمر ، وحق عباده هو الي بياخده ..
فيمسك صالح بذراعيها بقوه والشر يتطاير من عينيه : شكل ضرب زمان وحشك يازينب ، عدي ليلتك الواحد النهارده فرحان لا إلا أنكدها عليكم كلكم .. الواحد كان مبسوط سدتوا نفسي ... ويترك ذراعها بقوه ، تاركها تنظر اليه بأسي ، فلم تكن تتخيل يوماً أن يصبح بهذا الجفاء ، فلو كان حجرا لكان أرحم واحن منه
لتردد من بين شفتيهاا قائله : ربنا يهديك ياصالح
.................................................. ...............
وقف منصور في ظلام غرفتها الدامس الذي لا ينيره سوا نور القمر ، مقتربا منها بحنان ناظرا عليها وعلي طفلته الرضيعه ، فتستيقظ الطفله باسمة له وكأنها شعرت بوجوده حولها هي وامها ، فتلعب بقدميها بعشوائيه حتي يضحك هو ، متأملًا سلمي النائمه وهي تضم الكتاب الذي مزقه هو لها، شاعراً بالأشفاق اتجاهها ، فيمد يده برفق كي يمسح علي شعرها برفق ، مُتطلعاً الي شفتيها التي اصبحت داميه ، فتبتسم الصغيرة له مجدداً ، فيتجه نحوها ليحملها قائلا بصوت هامس وهو يضمها الي صدره : مين قالك انها مش صعبانه عليا ، عارف اني وحش بس غصب عني ، انا اتعودت علي الجبروت ، مش عارف ابقي حنين معاها ، مع انها بريئه ونضيفه اوي ، وعارف انها أتظلمت بجوازها مني ، بس أكيد كان صالح هيجوزها لحد غيري ومين عالم كان هيعاملها أزاي ، بس انا بحاول ابقي كويس
فتضم الطفله كفيه الصغيره لتظل تلعب بأصابعها حتي تقربهما من فمها ، فيهمس منصور في أذنيها قائلا : ليكي سحر غريب اووي عليا ياسهر ، انتي الوحيده الي في اخواتك ، مش عارف اتعلقت بيكي أزاي ، بس عارفه انا بحب برضوه اخواتك وعمري ماهظلمهم ولا هظلمك ، بس ده مش يمنع اني عايز اجيب الولد برضوه ، بس من امك
فتسمع هي حديثه وهي يتحدث مع ابنتهما ،فتسقط دمعه قد حرقة قلبها قبل أعينها علي وسادتها
.................................................. ............
كانت لمسات يديه الحانيه تسير علي كامل وجهها برفق ، وهو يتأمل ملامحها الطفوليه الهادئه مقتربا منها دافنا بوجهه في رائحة شعرها المتناثر بعشوائيه بجانبها ، فتستيقظ هنا بخجل ولكن مازالت مغمضة العينين ، فما يراود فكرها بأنه كيف ستتطلع الي وجهه بعد ليلة امس
فيشعر فارس بحركة تنفسها المضطربه مبتعدا عنها قليلاا ، ناظرا الي وجهها الذي يعشق ملامحه قائلا بنبره حانية قبل ان تكون عاشقه : فتحي عينك بقي ياهنا ، عارف انك صحيتي
فتزداد هنا في غلق جفونها بقوه حتي يضحك فارس بشده قائلا : لو مفتحتيش عينك ، هخليكي تفتحيها غصب عنك ياهنا هاا
فتظل هي مغمضه العينين غير مستجيبه له ، ولا مُدركه ما سيفعله بها
فيقترب منها فارس بخبث مقبلا أيها بقوه ، وبعد ان شعر بمدي قوة قبلته علي شفتيها ، بدأت قبلته تلين لتصبح رقيقه كنسمات الرياح الهادئه في فصل الربيع ، فتبتعد هي بوجهها عنه حتي يضحك بقوه لما تفعله معه قائلاً : والله ياهنا احنا اتجوزنا امبارح ، انا مبقتش حد غريب فين طولت لسانك ولماضتك .. اكلتهم القطه ولا ايه ، طب كنتي قولتلها تاكل زنك وعياطك كمان
فيتذكر فارس ليلة امس ، عندما ابتعدت عن احضانه باكيه ليظل ساعات طويله يهدء من نوبة بكائها المفاجأه
فتنظر اليه هنا بأرتباك : انت قليل الادب يافارس ، انا مكنتش فاكراك كده
فتلمع عيناه بخبث مقتربا منها ناظراً الي بيجامتها الطفوليه التي قد رسمت عليها بطه صغيره قائلاً : والله انا قليل الادب ، ده انتي لبسالي بيجامه طفله وساكت ، ربنا يهديكي ياهنا ويصبرني ، انا الي جبته لنفسي
فتضع هي بكلتا أيديها علي وسطها النحيل قائله : روحني من هنا ، انا عايزه ماما امال
وتكاد تخرج من الغرفه ، لتكون ذراعيه هي الاسبق في ضمها قائلا بحنان : كل الي بتعمليه ده من ارتباكك مني وكثوفك عارف ياهنا
فترفع هنا بوجهها الذي يضمه الي صدره ناظرة اليه وكأنها تريد ان تسأله كيف عرف ذلك
فيبتسم هو بحنان بعدما ازاح بخصلات شعرها للخلف قائلاً :بفهمك وبحس بيكي علي فكره ، مش قولتلك انك بنتي قبل ما تكوني حببتي ومراتي ، كل جنوني وعشقي وقلبي ليكي انتي وبس يا ابنتي الاولي
فتظل نظراتها تحاوطه بشغف شديد حتي تقول بعدما لامعت عيناها بصفاء : انـــــــــــا بـــــــحـــــبــــــــــك أووي يـــــافــــــــــارس

يتبع بأذن الله
*******

رياح الالم ونسمات الحب - للكاتبه المبدعه سهام صادقWhere stories live. Discover now