الــــــفـــــصـــــل الــــتــــاســـــع عــــــشـــــــر

13.8K 307 3
                                    

وعندما رفعت بعينيها لتتأمل كل شئ حولها ، كانت عيناه اللامعه هي اول من ألتقت بها، فأبتسم القلب بجنون حتي اعلن عن مدي شوقه ..لتبتسم العين هي الاخري .. فأصبح وجهه كله يشع حباً قد أمتلكته هي وحدها ، حتي يقول هو بداخله : برضوه هتفضلي طفلتي الي هفضل احافظ عليها طول حياتي ، ياااا لو تعرفي انا بقيت بشتاق ليكي وبحبك قد أيه ياهنا ، كنت فاكر ان مع اول جرح هنسي الحب وهقدر أبقي أنسان تاني ، بس للأسف مش كل حاجه بنظنها بتطلع صح !

فيقترب منه أحد أصدقائه قائلاً بأنبهار : ديما تصميماتك الهندسيه يافارس مميزه ، بجد هايل
فيبتسم هو بشرود لصديقه ، حتي ابعد عيناه عنها كي لا يزيد توترها الذي ادركه ، وتهدء نيران شوقه لها حتي لو قليلاً
ووسط كل هذا ، كانت عيناها البائسه هي من تتطلع اليهم في الخفاء ، فتري مدي حبه لها ، الذي ظنت يوماً بأنه مجرد شكاً قد يصبح فيما بعد ليس صحيحاً ، ولكن ما رأته عيناها اليوم قد جعلتها تقول لقلبها : أرئيت كيف يحبها ، فلتصمت أيها المتهور كفاك ظلماً لي بعد اليوم !
لتقترب منها سميه قائله بدعابه : أنا مش مصدقه نفسي ، اني في شرم الشيخ ، لاء وبحضر كمان حفله بتضم كل المهندسين واصحاب أكبر الشركات الهندسيه في الشرق الأوسط ، انا بحلم يا ريهام صح
فتضحك ريهام قائله بشرود بعدما أبتعدت بعينيها عن هنا : تحبي أجي اقرصك
لتقترب منها سميه أكثر كي تهامسها فتقول : انسي بقي !
حتي أغمضت عيناها بحسره ، وهي تلعن قلبها هذا الأحمق
اما هي ، فكانت تتابع خطاه وكأنها لأول مره تراه في حياتها ، كانت تنظر الي أبتسامته وهيئته الجذابه ، ولكن كل هذا لا أثر له داخل قلبها ، فهي أحبته ليس كمظهراً أو مالاً ، ولكن أحبت تلك الحده التي في عينيه التي تراها دائماً من بين أهدابه.. الا معاها وحدها ، فكيف القلب لا يحب من يشعر بسطوته علي الجميع الا مع من يعشق !
فضحكت سميه قائله : ماشاء الله ، مالك متنحه كده ليه ، مش عارفه ليه حاسه ان في حب جديد
فتطلعت اليها هنا .. ولكن أخفضت بوجهها سريعا لتقول : انا ......
حتي ضحكت سميه اكثر ، وهي تمسك بأيد ريهام قائله : انتوا الأتنين ، انا شكلي هتخلص منكم قريب .. ثم قالت بصوت يكاد يكون مسموع : هو فين هشام ياهنا ، انا عايزه أشوفه
فأبتسمت هنا ، وهي تشاور لها بأحد اصابعها قائله : هو ده ياستي هشام ، بس للأسف مرتبط بجوليا
فنظرت سميه الي ذلك الرجل الذي يتمتع بجاذبيه خاصه وملامح هادئه ...حتي سقطت بعيناها علي جوليا التي تتشبث بذراعيه لتقول : هي جوليا ديه مراته
لتبتسم هنا قائله : لاء عادي !
فنظرت لها سميه ببلهاء : يعني ايه عادي ياهنا
فضحكت هنا قائله : يعني عادي ياسميه ...
فعاودت سميه النظر اليهما ثانية حتي قالت : أستغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم .. ده ايه الحفله الي كلها ذنوب ديه
فضحكت هنا قائله وهي تتذكر بلدة والدها وبنات عمها : هناك رغم ان الحياه بسيطه ، بس كل حاجه جميله .. عارفه اجمل حاجه هناك بيتبهروا بيها ايه .. هي المزرعه ... ثم قالت بعدما تغلبت علي حنينها : هي ريهام مالها من ساعة ما الحفله بدأت وهي واقفه بعيد
فتطلعت اليها سميه .. ثم عادت ببصرها لهنا ، وكأنها تريد أن تخبرها ، بأنها هي وحدها لا يجب أن تعلم لما هذا الصمت الذي يحدث لريهام عندما تجتمع هي وهو معاً
فيزداد هذا الصخب العالي ... لتتعالي الأنوار والموسيقي معاً
وكأن وقت الحفله .. قد حان
.................................................. .................
لم تكن أبتسامته ،سوا أبتسامة ساخره قد بعثها القلب وكأنه يخبر العقل بمدي سذاجته ،الذي ظن دوماً بأن الغباء لا يأتي سوا من القلوب وضعفها ، ولكن لعب العقل دورا ولأول مره يكتشف فيها دهاء المرأه وفطنتها ... وهو يقف أمامها لتكون هي أشبه مايُقال عنها بالحياء التي تتلون
تنهدت نسرين قائله : انت مش مبسوط أني نزلت الطفل ولا ايه ياحبيبي ،لتقترب منه أكثر قائله : أنا مبسوطه اووي أن النهارده ليلة دخلتنا ياحسام ، ياا أنا مش مصدقه اني بقيت مراتك قدام الناس كلها
فينظر إليها حسام شزراً ليقول بغضب : نزلتي الطفل ليه ياهانم ، فاهميني أزاي تعملي كده ..
فتبتعد عنه قائله : أنا عايزه أتمتع بشبابي ، وأفضل ديماً نسرين الجميله في عيون الناس
ليجذبها من ذراعيها حتي تتلاقي نظرات أعينهم فيقول : والله ، يعني فجأه تفكري أنك عايزه تبقي ام ، وفجأه كده عايزه تكوني نسرين الي مش بيهمها غير جمالها وبس .. أنتي بتكلمي واحد مجنون يانسرين
فتنفض ذراعيه عنها بقوه قائله : الطفل ده جيه غلطه ، بس غلطه جات في الوقت المناسب ، وأنا أستفدت وحققت الي عايزاه .. ايه بقي الي يجبرني أني أبقي أم وأضيع شبابي عشان أربي
فيضحك بقوة قائلاً : ونزلتي أبني أمتا بقي؟ ، يانسرين هانم
فتجلس علي أقرب أريكه حتي تقول وهي تلعب بأظافرها : من يومين !!
فينظر اليها هو بضيق قائلاً : أستغليتي الفرصه يانسرين
فتهب نسرين واقفه : اومال ، اسيبك تتجوز حد غيري ، أنسي ياحسام مش نسرين الي يتلعب بيها وبعدين تترمي
ليبتسم حسام قائلاً : طبعا أنتي عارفه كويس ، ان مينفعش أطلقك وارميكي في الشارع الي تستحقيه ،... فيصمت قليلاً حتي يقول ساخراً : ماهو مش معقول من أول ليله هنقضيها سوا هنتطلق بعديها
فتبتسم نسرين قائله وهي تقترب منه لتحاوطه بذراعيها : مظبوط ياحبيبي ، ثم قالت بهدوئها الذي تحسن أستخدامه : لو عايز نجيب بيبي تاني ، فأنا خلاص موافقه
فينظر لها ساخرا حتي يقول : كنتي غلطه يانسرين في حياتي وعرفتي كويس تخليني ادفع تمانها ....
.................................................. .................
ظلت تحدق به بعينيها الماكره ، لتري أهتمامه بها الذي يزيد من حنقها عليها، حتي قالت بسخريه : وهي متنزلش تاكل معانا ليه ، ولا الحنيه والقلب الكبير ليه ناس وناس
فينظر اليها منصور بحده قائلاً: ياسبحان الله ، يعني هي سامحتك ، لاء وكمان فضلت تتحايل عليكي عشان ترجعي وانتي الي كنتي غلطانه في حقها .. ولسا قلبك اسود من ناحيتها وبتغيري منها ياثريا ، صحيح الغباء ليه ناسه
لتتطلع اليه ثريا قليلا.. حتي تعاود النظر الي طبقها قائله : ثريا دلوقتي بقيت وحشه ... وفاطمه وسلمي هما الي خلاص .. صحيح العشره ما بتهونش .......
وقبل أن تكمل ثريا حديثها ، أمسك بأحد ذراعيها بقوه قائلاً بصوت عالي : ثريا ، اتعدلي ولمي لسانك .. انا خلاص كرهت البيت كله بسببك ، ولولا بناتي ماكنت خليتك علي ذمتي تاني ... ياساتر كل السواد ده في قلبك وأنا مكنتش حاسس بيه
فتبعد ذراعها عنه قائله بألم يتخلله المكر : مكنتش فاكره ، اني ههون عليك ياسي منصور ... بقي ثريا حببتك ، مراتك تعمل فيها كده
ليتطلع اليها منصور .. ثم يعاود النظر الي زوجته الاخري التي تأكل بصمت فيقول : الليله النهارده عند فاطمه ..
وقبل أن تعترض .. وضع بكفه الكبير علي فمها لكي لا يجعلها تتحدث .. حتي أقترب من أذنيها هامساً : صوتك بقي يزعجني ياثريا
.................................................. ...............
أقتربت منهم بخطوات هادئه ، وهي تتمايل بثوبهاا القصير العاري ، حتي وقفت أمامهم بأبتسامة هادئه : عارفين انتوا شكلكوا حلو اووي
فتطلعت اليها هنا بغرابه حتي قالت : أكيد هنا مستغربه ان جوليا تقول كده ، بس انتوا حلوين .. فتتأمل فساتينهم ذات الكمام الطويله والوانها الهادئه وحجابهم البسيط
فأبتسمت قائله وهي تنظر لنفسها : جوليا نفسها تتغير وتبقي حلوه كده زيكم
حتي أقترب منهم هشام فأمسكت بذراعيه لتقول : انا وهشام قررنا نتجوز ياهنا ، مش هتقولينا مبروك !
فأبتسم هشام ابتسامة بسيطه لها ... حتي تأمل ملامح سميه قائلاً: مش عارف ليه حاسس اني شوفتك قبل كده بس فين مش فاكر
فتخفض سميه برأسها أرضاً قائله بخجل : انا ، لاء ما أظنش
فيرسم ابتسامة بسيطه علي محياه ليقول : يمكن ...
فترفع هي ببصرها قليلا .. حتي تتلاقي أعينهم للحظات .. فتمسك جوليا بيده قائله : ممكن نرقص ياهشام
فتبعد ببصرها عنه سريعاً .. وكأن حديث جوليا قد أخبرها بأنها تطلعت الي أحد ممتلكاتها
فتقترب منها هنا قائله : سميه ، سرحتي في أيه علي فكره هشام مشي .. ثم نظرت الي ريهام الشارده لتقول : حفلة السرحان شكلها...
فنظرت اليهم ريهام قائله بألم: أنا طالعه الأوضه بتاعتي .. كملوا انتوا الحفله .. لتتأملها سميه وهي تعلم ما يدور بداخل صديقتها فتقول : وانا كمان طالعه معاكي ... وكادت أن تتابع خطاهم هي أيضا .. حتي أقترب منها النادل قائلاً : حضرتك أنسه هنا !
فتتطلع هي حولها لتقول بأرتباك : اه انا ..
لينظر اليها النادل قائلا : طيب أتفضلي معايا ، فارس بيه عايز حضرتك
فتظل تبحث بعينيها عنه ... حتي قال النادل ثانية : يا أنسه !
وقبل ان يكمل النادل حديثه ، اخرجها هو من شرودها ليشير لذلك النادل كي يرحل فيقول مبتسماً : كنت واثق انك هتفضلي تدوري عليا ، ومش هترضي تيجي ..
فتغمض هي عيناها بقوه قائله : انا مكنتش بدور عليك ، انا كنت خايفه
فيضحك هو قائلا : عشان كده كنتي بتدوري عليا ، لان وجودي بيحسسك بالأمان .. اوعي تكذبي
لتشيح هي بوجهها قائله بأرتباك : ريهام وسميه طلعوا أوضتهم ، انا كمان هطلع عشان انام ..
فيضحك فارس قائلا : علي فكره انتي مقولتليش مبرووك
وقبل أن تتحدث كان ينظر لها قائلا : مش هنا عايز أسمعها .. وألتف بخطي بسيطه كي تتابعه ولكنها ظلت واقفه ليعود قائلاً : يلاا ياهنا .. ومتخافيش مش هأخرك
وقبل أن تعترض ، وجدت قلبها الذي يخفق بقوة عند رؤيته يتابعه ..... حتي خرجوا من تلك القاعه التي تقيم فيها الحفل .. ليصل بهاا الي قاعه اخري ، ففتح باباها علي مصرعيه ، فمسك يدها بهدوء .. ولكنها ابتعدت عنه قائله : ليه الدنيا ضلمه كده ، انا بخاف من الضلمه
فيبتسم هو قائلا بحنان : هوووووس .. تعالي بس معايا
لتتطلع الي عينيه الزرقاء قليلا .. فتشيح بوجهها قائله : طيب هو في ايه جوه
فيتنهد فارس بهدوء .. حتي يسير هو أمامها فتتابعه ، بخطي هادئه وهي تتأمل هذه الانوار الخافته وسط الظلام الذي يحيط تلك القاعه الفارغه ولكنها فجأه نظرت الي ذلك الباب الكبير الذي فتح علي مصرعيه هو الأخر فنثرت الورود علي ذلك الممر الذي فتح عليه ووضعت الشموع علي جانبيه ليتابع هو السير .. حتي وقف أمام ظلام البحر وأمواجه الهادئه .. فوقفت هي خلفه لتتابع كل ماحولها بأنبهار شديد ، فيسمع هو صوت تنفسها البطئ وهي تستنشق ذلك الهواء العليل برائحته التي مُزجت مع رائحة عطره القويه
ليقول هو بحب : عارف انك بتحبي البحر اوي ، حتي لو كانت مجرد بحيره صغيره بتفضلي تتأمليها وكأنك بتشوفي عالم تاني ، انتي الوحيده الي شيفاه ، ثم رفع ببصره قليلاا وقال : حتي النجوم بتاخدك لعالمها وكأنك نجمه بتضوي الكون
ثم تتطلع الي عيناها فقال بحب : لما جيتي حياتنا ، كنتي عامله زي الطير الي بيظهر في فصل من فصول السنه ويختفي باقي الفصول ، بس بعد ما بيخليكي تحسي بوجوده سوا كان المزعج او وجوده الهادئ ... وعندما رأي تعبير وجهها بدأت تتغير قال بأبتسامة واسعه : كنتي اجمل وارق طير بتمني افضل اشوفه طول حياتي ، ويفضل دايما موجود في حياتي ، لحد أخر يوم من عمري ... ثم تنهد قليلا فقال : يوم ما أتجوزت أيناس ، كانت كل حاجه فيها مخلياني مفتون بيها ، كنت بفرح بكلامها المُغري ، وأنوثتها الي أي راجل ممكن يخضع ليها ، حتي اليوم الي المفروض ان انا الي أطلب فيه منها الجواز ، هي الي طلبت كده بنفسها أننا نتجوز .. وطبعا أنا كنت مفتون بكل حاجه فيها حتي لماساتها وهمساتها ليا واقربها ديما واحنا حتي مش متجوزين ، كان بالنسبالي ده المُتعه الحقيقيه
فأخفض بوجهه أرضاً ليقول : بدأت حياتي بطريقه حرام قبل ما تكون غلط ، عشان كده أتحرمت من متعته
فأخفضت هي برأسها ، وقبل أن يمد بكفه الرجولي ليرفع وجهها أبعده سريعاً ليقول : عارف ان فكرتك عني دلوقتي ، اني راجل شهواني ، صدقيني ياهنا ، فارس بقي حد جديد بوجودك انتي وبس ، في المُده البسيطه ديه قدرتي تبقي انتي كل حياتي ، عايز ألمسك واحضنك قووي بس مش قادر ، خايف اتحرم منك ... وأبدء برضوه حياه غلط ..
ثم أبتسم بحب ليقول : تقبلي تتجوزيني ياهنا
وقبل ان تنطق هي بحرف قال : لو وفقتي ، هنستني عمتي ترجع ، وهنسافر البلد عشان أتقدم لعمك ...
فنظرت اليه بأعين دامعه قائله : عايز تتجوزني انا ..
فضحك بشده حتي قال : عارف أني هتجوز طفله انا الي هربيها ، بس مش مهم هستحمل واربيكي ياحببتي ، واه لحد ما أجيب منك بيبي شبهك كده ، أتسلي بيكي انتي
فتخفض برأسها خجلا ليقول هو بخبث قد أربكها : اعملي حسابك أنا كبرت خلاص وعايز أجيب عيال كتير وبسرعه
لتشيح بوجهها سريعا عنه فتقول : هنروح المزرعه بجد ، وهروح البلد واشوف ريم وسلمي ونور
فضحك هو علي خجلها هذا فقال : يعني انتي موافقه
فأرتبكت هي قائله : انا ... انا أتأخرت اووي علي ريهام وسميه !
فيقول بصوت حاني وهو يراها تسير بخطي سريعه كي تهرب : بحبك اوي ياهنا ، مكنتش فاكر ان كل السنين الي فاتت ديه ، ربنا كان مخبيلي هديه جميله اووي كده ، انتي اول حب في حياتي بجد .. انا دلوقتي قدرت أفهم يعني ايه حب
لتقف علي سماع كلماته التي أسرتها ، دون أن تلتف اليه فتقول بصوت هامس : وانا كمان بحبك اوي يافارس
فأبتسم قائلاً : حتي لو قولتيها بينك وبين نفسك .. هستني لحد ما يجي اليوم الي اقدر اخدك فيه في حضني واسمعها حتي لو من بين شفايفك
لتسمع هي كلماته التي باتت تشعل جسدها ناراً .. وقبل ان تخطوا بقدميها سريعا ، تعثرت قدماها في ذلك الفستان .. وكادت ان تقع علي رمال البحر الناعمه ، ولكن يديه كانت تحاوط خصرها ، ليرتطم جسدها النحيل بجسده الضخم ، فيبعدها عنه سريعا بعدما أحس برعشت جسدها بين ذراعيه فقال بتنهد : اعملي حسابك هنتجوز بسرعه
فتذهب من أمامه سريعاً .. دون ان تنظر اليه ، حتي شعرت بأن كل جسدها يتنفس عطره القوي الذي أصبح ملتصق بجسدها ...
ويصبح للحب رائحة لا يتقن تركيبتها سوا من يعشق حقا !!!
.................................................. ................
وعندما بكت بين ذراعيٍ صديقتها ، كانت دموعها تخترقها بألم لتتنهد قائله : مش احنا أتفقنا اننا هننسي
لتبتعد عنها قائله : بيحبها ياسميه ، سمعته وهو بيقولها بحبك ، ثم مسحت دموعها وقالت بيحلم بأولاده منها ... انا كان نفسي أبقي مكانها اوي ياسميه ، ليه ساعات الحب بيجرحنا ، ليه بيوجع قلوبنا .. ليه !
لتقترب منها سميه قائله : انتي شوفتيهم فين ، وسمعتي ده امتا ؟؟
فتخفض ريهام ببصرها قائله : لما سيبتك وقولتلك هنزل أتمشي علي البحر شويه عشان اهدي ، كان في نور جميل اووي بيشدني ليه مكنتش فاكره انه النور الي بيشدني ... هو نفسه الي عايز يفوقني من حلمي .. بس بصدمه عمري ماهقدر أنساها ..انا الوحيده الي مظلومه من الحب ده .. عشان كده انا هبعد خالص عن حياتهم وهسافر
فتتطلع اليها سميه قائله : انتي جيتي الحفله عشان فارس صح
فتخفض ريهام ببصرها لتقول : كان نفسي أشوفه اووي ، بس يوم ماشوفته .. شوفت نظرات عينيه الي كلها حب ليها هي .. ثم أغمضت عيناها قائله : انا قررت اسافر لبابا الاجازه ديه يمكن لما أبعد فتره أقدر أنسي
لتقترب منها سميه وهي تربط علي أحد كتفيها : لو البعد هيريحك ، ابعدي ياريهام .. يمكن يجي اليوم الي انتي تبقي فيه القريبه
فتبتسم ريهام ساخره لتقول: ماظنش !
حتي تسقط دموع عيناها ببطئ .. وكأنها تشفق علي صاحبتها .. لتزيل الدموع جرحاً قد حفر داخل القلب حتي أصبح مثل نقوش العمله
.................................................. ................
ظل يتأمل ذلك الجواب الذي تركته له ، ليضغط بجمود علي كلماتها ، فيضحك ساخراً في النهاية وهي تقول له في نهاية خطابها المعطر : بحبك ياهشام ، ومش هنساك ابدا .. جوليا
فيضع برأسه بين راحه كفيه ليتنهد بعمق قائلا بسخريه :بحبك.. لاء بجد .. كده انا أرتحت
وفي تلك اللحظه التي كان يمسك بجوابها ، الممزوج برائحة عطرها ، كانت تقف أمام تلك البوابه وهي تتمني ان تراه حتي لو لأخر مره في عمرها .. فتفر دمعه من عينيها لتمسحها سريعا وهي تري أحد الرجال يقول لها : محمود بيه ، حاولك الفلوس الي اتفقتوا عليها
فتغمض عيناها بقوه وهي تتذكر عندما ... وجدته يقف أمامها بهيئته الجامده ليقول : للأسف مهمتك انتهت ياجوليا ، وفشلتي فيها
وقبل أن تتفوه شفتاها بكلمة واحدة، رفع بأحد أصابعه مشيراً لها بأن تصمت قائلاً : لو مش حابه هشام يعرف شريط قذارتك ، ويعرف انتي هنا ليه .. يبقي ترجعي بلدك من غير كلام
لتنظر اليه بأعين باكيه .. حتي يقول هو : وقتك خلاص ياجوليا ، ومن بكره الصبح تكوني في المطار
لتتفوه هي أخيراً من بين شهقات دموعها : صدقني جوليا مش هتكون خطر علي حد .. جوليا وهشام ملهومش دعوه بفارس ، ليه انت عايز تأذي فارس مع أنه صديقك .. فارس شخص كويس جدا
ليقترب منها بقوه جعلتها تتراجع بخطوات مرتبكه قائلا هو بحده : ده حساب قديم بيني وبينه ... ومدام انتي منجحتيش انك تخليه يحبك ، فجيه دوري أنا ... هي البنت الي عايشه معاه ديه اسمها ايه ..
لتنظر اليه جوليا بقوه قائله : انت هتعمل فيها ايه ، اوعي تأذي هنا ، هنا مش جوليا ولا بتبيع نفسها .. فارس بيحب هنا ، وهيتجوزها
ليضحك هو قائلاً : أتغيرتي اوي ياجوليا
لتقترب منه هي برجاء : جوليا مش عايزه فلوس ولا عايزه حاجه.. جوليا عايزه هشام وبس
فيتنهد هو بعمق قائلا: حاسس بيكي ياجوليا صدقيني ، بس للأسف انتي دورك كان لعبه ، واللعب بيجيلها وقت وبتترمي
لتفيق من شرودها علي تلك الكلمه .. فتزيل نظارتها السوداء عن عينيها الباكيه ، وتبقي اخر نظرة تودع بها كل شئ .. هي تلك النظره التي سقطت علي هذا السحاب الذي يعود بها الي حيث أتت !!
.................................................. .................
كان صوت صراخهاا يضوي .. بين أرجاء تلك الحجره المغلقه ، فيسمع هو صوت صراخها فينتزع قلبه معها ، ليغمض عيناه بقوه وهو يتطلع الي ذلك المطرالمهطل بغزاره قائلاً برجاء : يـــــارب !
فتتوالي صوت صرخاتهاا .. حتي اقترب بخطي بطيئه من غرفتها قائلاً : ولدت ولا لسا ياثريا ؟؟
فتبتسم ثريا قائله : ومستعجل علي أيه ، فاكرها هتجبلك الولد ..
فيتنهد منصور بعمق قائلا : انا مش في الولد دلوقتي ، انتي مش شايفه صراخها أزاي ... يارتني ماسمعت كلامك وسيبتها تولد هنا ..
فتنظر اليه ثريا بغيظ قائله : ما انا وفاطمه ولادنا هنا ، اشمعنا هي جات عليها ... ولا خلاص بنت صالح عرفت تخليك تحبها
فيقبض علي كفيه بقوه ليقول بتنهد : أدخلي شوفيها
وقبل أن تردف الي داخل الغرفه ثانية ... وقفت تلك المرأه ذات الملامح الطيبه قائله بعدما أزالت حبات العرق المتناثره من علي جبينها : الحمدلله ، ياسي منصور ولدت
لتتطلع ثريا بشماته قائله : أكيد جابت بنت !
فتتلاقي أعين منصور بعيناها .. حتي يقول بصوت متقطع : جابت ايه يا أم محمد ....... ........... ............

يتبع بأذن الله

رياح الالم ونسمات الحب - للكاتبه المبدعه سهام صادقWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu