الـــــــــفــــصـــل الـــتــــاســــع والــــعـــــشـــرون

12.4K 285 1
                                    

نظرة عشق أحتوتها لمست أيد حانيه ورابط قد تسلل بين أصباعهما ، لتشق الأبتسامة طريقها الي وجههم ، فترفع سميه وجهها بعيداً عن ذلك الدفتر ..ناظرة الي عينيه اللامعه التي طالما عشقتها ، فأحتواها هشام بنظرة عينيه ،ووقف مقترباً من والد سميه الذي أدمعت عيناه قائلا : بتعيط ليه دلوقتي ياراجل ياطيب

فأبتسم حسن والد سميه بطيبه وقال وهو يتنهد : بعيط علي تدبير رب الكون ، مش مصدق ان الطفل اللي حبيته واعتبرته ابني في الوقت اللي كنت محروم فيه من نعمة الخلفه ، لما يجي ربنا يرزقني وبعد سنين .. الاقيه بقي زوج واحده من بناتي .. حافظ عليها ياهشام انا وافقت علي كتب الكتاب عشان سميه اقنعتني بفكرتها .. وانا واثق فيك انك هتصونها وهتحميها اكتر مني
فأبتسم هشام وهو يحتضنه وبصوت تتخلله نبرة الرجوله : اوعدك اني هحافظ علي الامانه اللي أدتهاني ياعم حسن
فأدمعت عين سميه وهي تري والدها وزوجها في ذلك المشهد ، فلمست كتفها يد ريهام وهي تبتسم : كنا ديما بنتمني اننا نتجوز في نفس السنه ، لاء وكمان طلعوا صحاب .. فتأملت أعين هنا لتقول ثانية : أتجمعنا بقلوب ناقيه وكل واحد فينا لقي لقلبه ساكنه
فنظرت الي زوجها الذي يقف مع فارس يتبادلون الحديث والابتسامه تعلو شفتيهم ، فتأملت زوجها بعشق دفين لا تعلم متي قد أحتل قلبها
لتقترب منهما هنا باسمه : مافيش احلي من الصدف اللي ديما بتجمعنا ، وتأوهت ببطئ من ألم ذلك الكعب الذي يزعحها فضحكت سميه وعلي وجهها أبتسامه : مش قد الكعوب العاليه بتلبسيها ليه ، وكمان غلط عليكي عشان الحمل يابنتي ..ثم نظرت الي ريهام التي ترتدي هي الاخري كعباً عالياً : وكمان انتي زيها ، معلش القصر برضوه ليه حُكمه
ليتأملوا هما الاثنان طولها المتوسط ضاحكين ، حتي يقترب منها هشام والابتسامه تُزين وجهه ، فيرفع يدها برقه ليقبلها ، وينظر لها بعشق ما زال مُخبئ : مبرووك ياحببتي
.................................................. ................
كان ظلام الليل يحاوطهما ، فأقترب منها وهو يتأمل كل جزء من تفاصيل جسدها قائلاً: مش قادر يامنال علي بعدك اكتر من كده ، انا سايب شغلي وحالي وديما بستني نظره منك
فأبتعدت عنه منال وهي تلتفت يميناً ويساراً قائله بعدما تأكدت ان الليل قد أسدل سكونه في بيتهم : مش هينفع أقبلك تاني ياعبدالله ، بابا شك في انك عشيق مراته الجديده والجواب اللي حتطه في المكان اللي متعوده الاقيه فيه وقع في ايد حد ومش عارفه ازاي وصل لأيد بابا .. ولو تعرف هو ازاي حابس سلمي مراته في اوضتها وناوي يطلقها بعد ما تولد .. مكنتش فضلت تتحايل عليا عشان نتقابل ، انت متعرفش هو صعب ازاي
فيتذكر عبدالله الصفعات التي أخذها من رجال منصور وهو يقول بسخريه : لاء ياحببتي عارفه ..ده منصور الاسيوطي اللي البلد كلها بتترعب بس من اسمه .. غير اني جربت ايديه قصدي ايدين رجالته ، بس كويس انه افتكر ان الجواب لمراته عشان نعرف نتقابل وميحرمنيش من النظره في عيونك
ومع كل خطوه كان يقترب بها منها ، ظلت قدماها تبتعد حتي دخلو ذلك المخزن المهجور وأسقطها بيديه علي ذلك التبن المتراكم للمواشي ، فأزاحت بوجهها قائله بخوف : عبدالله ، ابعد
فنظر اليها هو بعمق ، حتي أسكتها بقبلاته المتلاحقه ليقول بهمس : مش قادر يامنال ، ما انتي هتبقي مراتي قريب ، مش احنا اتفقنا بعد السنه ديه هتقدملك تكوني دخلتي الجامعه ، عشان مينفعش ابقي انا مهندس قد الدنيا .. ومراتي جاهله
فأبتسمت منال بحب وهي تتفاخر به قائله : ما انا بتعلم اه عشان خاطر عيونك ياحبيبي
فأذابت تلك الكلمه جليد رغبته ، وظل ينهش بجسدها مثل الكلب المسعور الذي وجد غايته ، فأنتفضت من بين ذراعيه عندما سمعت صوت أقدام أتيه ، ليسكتها هو بعدما وضع بيده علي شفتيها كي تصمت
لتقول هي بصوت خائف : اكيد الغفير اللي بيحرس المخزن
لينظر اليها هو مطمئناً ، بعدما ابتعدت صوت الاقدام المجهوله ، مقترباً منها ثانية.. فيزيل حجبها عن شعرها الاسواد اللامع ،ناظرا اللي اضطرابها بين يديه ،عائداً الي رغبته ثانية علي ذلك التبن الذي شهد علي الكثير من لقائتهم المحرمه
.................................................. ...........
جلست ريم بجانب والدها وبيدها الصغيره ظلت تمسح حبات عرقه وهي تقول بأعين دامعه : متخافش يابابا انت هتخف وهتبقي كويس ، بس انت ليه مش عايز تروح للدكتور
فأبتسم صالح بضعف ، قائلا ببتسامه بسيطه : انتي بتحبيني اوي كده يا ريم
فأبتسمت الصغيره بأعين دامعه : هو في حد مش بيحب باباه ومامته ، المدرسه بتاعتي ديما بتقولي : انا مهما بتزعقوا لينا وتزعلونا .. برضوه بتحبونا .. واحنا عشان نبقي شُطار لازم نسمع كلامكم ومنزعلكمش وندعيلكم ديما
ثم نظرت اليه ريم وهي تبتسم .. بسم الله ارحمن الرحيم
۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
صدق الله العظيم ..
فأدمعت عين صالح بألم وهو يري برائة طفلته التي كان يهدمها مع كل صرخه تعلو في ذلك البيت فأمسك بكفها الصغير وقبلها حتي ابتعد عنها وهو يقول : ابعدي عني ياريم لحسن تتعبي
فأقتربت منه ريم اكثر ووضعت برأسها علي صدره الذي يعلو ويهبط من أضطربات تنفسه : لاء انا هفضل جنبك عشان أخد منك شوية تعب ، فأنت تخف شويه وانا اتعب شويه
فبكت عيناه اكثر .. وهو يسمعها ، حتي تأمل زينب التي أردفت للحجره وبيدها نور : نور عايزه تطمن عليك
فأبتسم صالح بتعب وهو ينظر لبناته الاثنان قائلا بضعف : انا عايز كمان سلمي وهنا .. جيبهوملي يازينب حاسس ان اللي فاضل من عمري مش كتير
فأدمعت عين زينب ، وركضت نور لتجلس تحت قدميه وبصوت باكي : انت لازم تروح المستشفي يابابا ، انت ليه مش عايز تعرف انت عندك ايه اكيد هتخف مع العلاج
فتذكر هو حديث الطبيب عندما بدء يشعر بتعب جسده يزداد قبل تلك الانتكاسه : انت ازاي اتأخرت اوي كده لحد ما كليتينك الاتنين وقفوا ، ودمك أبتدي يتلوث
فنظر اليه صالح بصدمه حتي وقف وهو يضع بيده علي احد جانبيه : انت بتقول ايه ، يعني انا عندي فشل كلوي
فحرك الطبيب رأسه بأشفاق وهو يقول: للاسف التحليل اللي عملناها ليك بتقول كده ، وعشان ابقي صريح معاك دمك بقي ملوث ولازم تفضل معانا هنا في المستشفي يمكن نقدر نعمل معاك حاجه لان الحاله أتأخرت .. انا مش عارف انت ازاي مكنتش حاسس بنفسك
فأبتسم صالح بسخريه ، حتي جلس ثانية وهو يخفض رأسه أرضاً ويحركها : اصل كان لازم ربنا ياخد حق الناس اللي جيت عليهم بصحتي وقوتي ومرحمتش حد .. فضل سايبني اتمتع بالدنيا وانا مش حاسس بالشبع منها .. ونسيت ان كل نعمه هو أدهالي ليها حق عليا .. وضحك وهو يتذكر كل شئ مر بحياته : هحس بمرضي ازاي .. ووقت الحساب الدنيوي جيه
ثم افاق صالح من شروده وهو يقول : خلي كريمه تروح لحالها يازينب .. هي ملهاش ذنب كانت في ايد اب طماع رماها لزوج طماع .. خليها تروح تشوف حياتها يمكن ربنا يعوضها
.................................................. .................
اردف هشام الي داخل شقته وهو مازال يُدندن بأغاني خُطبته وعقد قرانه ليتأمل كل ركن في زواية شقته ناظراً الي ذلك المظروف الكبير الذي اعطاه له حارس بنايته فيقول بصوت يملئه الفرح : وانت حكايتك ايه كمان
فسار بخطي بطيئه حتي صعد درجات السُلم المعدوده بثلاث درجات ذاهباً في ذلك الممر البسيط الي غرفته يخفف من حدة رابطة عنقه الزرقاء بيديه التي تشبه فستانها الازرق .. وضعاً ذلك المظروف جانبا .. متسطحا علي فراشه بكامل جسده ليتأمل السقف بأعين سعيده .. حتي تذكر تلك الليله التي لا يعلم كيف سيخبر بها سميه هل سيتركها مثل الذنوب التي نفعلها ويسترنا الله من ذنبها عندما نتوب ونستغفر .. اما لابد ان وقت الاعترافات ان تأتي .. فهو يعلم تماما بأن سميه تعرف قصة جوليا معه .. ولكن ليلتهم تلك لا احد يعلم بها سوا الله
فأغمض عيناه خجلا عندما تذكر رب العالمين ليُتمتم من بين شفتيه : استغفر الله العظيم ، استغفرك واتوب اليك يارب العالمين
ثم ابتسم وهو يتذكر حديث سميه معه بأن مهرها هو سوره يس والنساء وان عند اشهارهما لزيجتهم قبل ليلة الزفاف سيكون هاتان السورتان هديتها ... ثم غفاه النوم وهو سارحاً بها ، مُتناسياً امر المظروف
.................................................. ................
أتكأت هنا علي صدره العاري ، فظل هو يداعب شعرها بين يديه ، ثم امسك خصلاته ليشُم رائحته وكأنه يستنشق عبير زهره ، فأبتسمت وهي تقول بأعين لامعه : انا مش مصدقه ان هشام وسميه بقوا لبعض ، وشوفت ريهام ومازن حلوين اووي يافارس .. وابتعدت عنه لينظر اليها هو بحب : بس انت ليه مقولتليش انك تعرف مين هو زوج ريهام
فضحك فارس علي نبرة حديثها ليقترب منه ويقبلها قائلا بعدما انهي قبلته علي شفتيها : انتي مثال ياحببتي للزوجه بجد الرغايه والزنانه .. بس انا كنت واخدك زنانه بقيتي كمان رغايه
فعضت هنا بقوه علي شفتيها حتي احمرت من كثرة غيظها من حديثه ، فأقترب منه هو بخبث قائلاً : انا هنام لاحسن ارتكب حاجه مش في صالحك انتي وهو .. قال جملته هذه وهو ناظر الي بطنها التي اوشكت علي الظهور وبصوت يملئه الحب : وعشان اريحك ياستي .. انا عرفت بالصدفه لما جيت اخدك من عندها قبلت مازن قدام فيلته .. يعني مجرد صدفه .. ثم قال بمرح قد اكتسبه منها ومن هشام : تصدقي انا برضوه اتفجأت ان عندي صديق اسمه هشام وكتب كتابه كان النهارده
واعطاها ظهره واغمض عينيه علي وسادته وهو يبتسم قائلا بعشق : يلا نامي بقي عشان غلط علي صحتك
فظلت هنا صامته للحظات لما يفعله هو معها ، فهي تعلم ان كل مايفعله جزء بسيط مما تفعله هي كل ليله فقد اصبحت حقاً أمرأه ثرثاره في الحديث.. تجعله يستيقظ كل ليله كي يتحدث معها حتي يغفو وهو يتثاوب من كثرة التعب .. فأقتربت منه وطبعت قبله رقيقه علي خده الايسر وهي تقول بأبتسامة واسعه: عارفه اني بقيت رغايه اوي ياحبيبي ، بس مش عارفه ليه .. بس اللي متأكده منه انك عمرك ماهتزهق مني .. عشان قلبك الكبير الحنين اللي بيحبني هيستحمل زوجه رغايه زي
فأعتدل فارس من نومته بعدما سمع حديثها واحتضن وجهها بحنان بين كفيه قائلا بحنان يمتزج بالحب : طب اعمل فيكي ايه دلوقتي ، اكلك يعني ولا اعمل ايه .. ثم ضمها بذراعيه ليغفوا بها بين احضانه
.................................................. ...............
تأملت ريهام صفح تلك الروايه التي تقرئها ، حتي أدمعت عيناها وهي تقرء في سطورها معاناة البطله حينما فقدت حبيبها في احدي الحروب التي كانت تقيم في بلدتهم ، ليدخل مازن عليها كما اعتاد كل يوم ناظراً اليها مطمئناً علي حالها مازن : انتي لسا صاحيه
فنظرت اليه ريهام وهي تزيل دموعها بأطراف اناملها : كنت مُندمجه مع الروايه
فضحك مازن وهو يقترب منها : مجرد روايه تخليكي تبكي كده
فأدمعت عين ريهام مجدداً قائله بتأثر : الفقد صعب اوي ، انك تفقد حد جزء منك وهو كل حياتي .. شئ مؤلم
فتذكر مازن والديه .. حتي شرد في سنوات عمره القليله التي قضاها معهما ، فتطلعت اليه ريهام وهي لا تعلم سبب شروده هذا .. فنظر اليه مازن بعدما عاد لرشده ثانية : حبيت اطمن عليكي قبل ما انام ، تصبحي علي خير
فعتدلت ريهام من نومتها حتي اصبحت ركبتيها تتكئ علي الفراش قائله : مازن
فألتفت مازن اليها .. وقبل ان تنطق شفتيه بكلمه ، كانت شفتيها هي الاسبق قائله : خليك جنبي ممكن
فتشق البسمه طريقها الي قلبه قبل عيناه وشفتيه .. ناظراً اليها بعمق .. لتقول ريهام بخيبه امل بعدما تسطحت علي فراشها مره اخري واغمضت عيناها وهي تعطيه ظهرها : تصبح علي خير
فأبتسم مازن وهو يقترب منها بعدما سمحت له بذلك القرب ، وازاح غطاء الفراش وتسطح جانبها وتصبح ذراعيه هي من تضمها هامساً في اذنيها وهو يستنشق رائحة عنقها : اجمل مافيكي طيبتك ياريهام ، يوم ماشوفتك عرفت انك الوحيده اللي هتقدري تديني حنان الدنيا كله من غير ما تطلبي مقابل
فألتفت ريهام اليه ، واقتربوا معاً بأنفاسهم الدافئه .. فنظرت اليه ريهام قائله : انا مش عايزه مقابل غير ان لما تمر بينا السنين ميبقاش الندم هو اساس حياتنا ، عايزه احس اني غاليه عندك ، احساس انك غالي عند حد احساس جميل اوي .. كان نفسي في الاحساس ده اوي من زمان
افتحضنها مازن بقوه وهو يتحسس وجهها بأطراف انامله .. ناظراً اليها بأبتسامة حانيه : انتي وهو أو هي اغلي حاجه في حياتي .. انتوا عيلتي اللي بكونها ياريهام
فنظرت هي الي بطنها التي تضم جنينها ، ووضعت بيدها عليها ، ليقترب هو منها اكثر ،متأملا نظراتها اليه والي طفلهما القادم .. واضعاً بقبلة حانيه علي يديها التي تتحسس جنينهما.. وكأنه يريد ان يرسل من قبلته هذه فرحته بتلك النبته الصغيره التي تنبض داخل احشائها
.................................................. ..............
تأمل ثريا النائمه بجانبه وقلبه وعقله مع محبوبته الصغيره اصغر زوجاته ، ليتنهد بعمق وهو يتذكر كيف يُعاملها وكيف يحبسها بين حيطان غرفتها هي وابنتها ، يُعاملها وكأنها جاريه ،تذكر مافعله معها منذ يومان عندما سمح لها ان تخرج من غرفتها وتجلس معهم جميعا ، كان حدثاً اسطوريا في بيتهم الكبير ان تجتمع العائله جميعها زوجاته وبناته ، تذكر عندما استعدت ثريا وفاطمه للخروج معه ، وهي تقف وسط بناته مكسورة مذلوله محبوسه في بيته الجميل بأثاثه ولكن قلبا وليس قالبا .. رأي دموعها تسيل وهو يقول لها بغلظت حديثه : اهتمي بمنظرك وبنتك شويه ، لو كنتي نضيفه وتشرفي كنت اخدتك فرح اولاد الاكابر اللي معزوم عليه .. ولا انتي صحيح اخرك افراح الفلاحين
فنظرت سلمي الي تلك العبائه الورديه التي ترتديها ، ونظرت اليه بأعين دامعه ، حتي أقتربت منه ثريا بشماته و تشبثت بذراعيه : مش يلا ياسي منصور ، ده انا نفسي اوي احضر حفلات البندر .. بيقولوا انها حلوه خالص وترد الروح كده ولا الناس اللي بيحضروها كلهم بيبقوا حلوين وبيلمعوا ، ايوه كده احنا عايزين بقي نطلع ونشوف الدنيا
فيبتسم منصور لها ولفاطمه ويسير بهم نحو سيارته الفاخمه ليتستقلوها سويا ، تاركينها بحسرتها
ليفيق منصور من شروده بعدما نهض من جانب ثريا ، تاركاً الغرفه ذاهباً لسجينته ، فيفتح باب غرفتها متأملاً ظلام الغرفه ، ناظراً لذلك الشباك الذي اغلقه ليمنع عنها رؤية عشيقها كما يظن ، فيقع ببصره عليها وهي نائمه تحتضن طفلتها وكأنها تخشي فقدانها
ويقترب منها حتي تلمس يده شعرها الذي يعشق لونه الاسود كظلام الليل ، فتنتفض سلمي بفزع منه ناظرة اليه بخوف وبصوت يملئه الضعف : انا مخنتكش يامنصور ، ولا اعرف حاجه عن الجواب ده .. انت ليه مش مصدقني .. طول ما انت غايب عن البيت انا عمري مطلعت حتي اهلي هما اللي بيجوا انا مبروحش ليهم مع ان بيبقي نفسي اروح اشوفهم بس انت مانعني .. هو انت مصدق ان انا اخونك واخرج من غير اذنك
والتف منصور بجسده كي يخرج ويتركها قائلا : كلها خمس شهور وهترجعي لاهلك تاني ، وولادي انا اللي هربيهم وانتي حره في حياتك يابنت صالح .. غلطتي ان بعد كل السن ده ضعفت قدام حتت عيله بتستغفلني
فنهضت سلمي من جانب ابنتها، كي تقف امامه بجسدها الصغير.. وارتمت بين ذراعيه قائله بضعف : متكسرنيش بظلمك ليا يا منصور
فنظر اليها منصور طويلا حتي قال بجمود : هتكفل بمصاريف تعليمك .. لحد ما تقدري تدخلي الجامعه اللي نفسك فيها ، وبكده يكون عملت اللي وعدتك بي ..
ويبعدها عنه برفق .. ناظراً لها طويلا وكأنه يخبرها من نظراته انها بالنسبة اليه عشق قد اجتاحه بعدما انتهي الشباب
.................................................. ...............
نظر الي عمته الشارده التي تحتسي فنجان قهوتها بشرود قائلا بعدما اقترب منها : الجميل سرحان في ايه
فنظرت اليه امال بأعين شارده قائله بنغزه في قلبها : حاسه ان نيره فيها حاجه يافارس ، صوتها تعبان وكل ما اسأل يوسف وقوله طمني عليها يقولي مفيهاش حاجه
فتطلع اليها فارس بقلق وهي يتذكر اخر مكالمة كانت مع اخته ولم يعجبه صوتها في الحديث معه فأخبرته بأنها تعاني من بعض الالام في معدتها
حتي اقتربت منهم هنا بأرهاق واضح بسبب الحمل وهي تحمل احد كُتبها ناظرة لهما .. ليقول فارس ليطمئن عمته : انا هتصل بيوسف وهطمن عليها متقلقيش انتي ولو حكم الامر هسافر عشان اطمن بنفسي .. ثم نظر الي هنا الواقفه امامه وتتنفس بصعوبه : مدام السلم بقي يتعبك خلينا ننقل اوضتنا لأوضة المكتب .. ولا انتي اللي تخنتي وبقيتي شبه الكوره عشان كده مبقتيش قادره تتحركي
فضحكت عمته علي مزاحه هذا رغماً عنها ونظرت الي هنا التي تتأمله غيظاً قائله : بطل هزارك ده معاها يافارس ، وكمان مش برضوه اللي في بطنها ابنك او بنتك وكل التغيرات اللي حصلتلها ديه بسببه هو
فنظر اليها فارس بعدما امتلئت عين هنا بالدموع بسبب مزاحه علي شكلها .. حتي قال بحب : اي كلمه بقولهلها بتزعل منها علطول ... عشان لما اشكيلك منها متبقيش تدافعي عنها
فوقفت امال واقتربت من هنا لتحتضنها قائله بحنان : سيبك منه .. ولا يهمك ده بس هو معجب بيكي فبيطلع اعجابه بطريقه مش لطيفه .. حد يبقي معاه القمر ده ويتريق عليه
فنظرت اليه هنا قليلا.. وتأتي الخادمه قائله : الفطار جاهز
فتتأمل هنا الي نظراته اليها .. حتي يضحك فارس : عارف ياحببتي ان الحمل هو السبب .. روحي لعشقك اللي بقي الاول والاخير وهو الطعام
فنظرت اليه هي بعدما ابتعدت عنهما امال التي ملت منهم .. وبصوت يملئه الغضب : متبقاش تيجي تصالحني بعد ما تزعلني
واقتربت منه كي تغيظه : وعلي فكره انت كمان تخنت .. ومبقتش فارس الوسيم
وركضت من امامه قبل ان تري ابتسامته التي ظهرت علي محياه وهو يقول بعد ان حرك يده علي ذقنه : المشكله اني برخم عليكي .. عشان طولت لسانك ديه ..
وسار خلفها الي طاولة الطعام .. فوجدها جلست وافرغت كل شحنة غضبها في طبقها وكوب عصيرها الطازح .. مقترباً منها هامساً في اذنيها : متبقيش تكلي كتير عشان اعرف اشيلك ياحببتي ..
وقبل ان تلتف اليه وتترك طعامها .. كان قد اسرع بخطاه الي غرفة مكتبه منادياً علي خادمه كي يصنع له فنجان قهوته
.................................................. ...............
تأمل محمود صورها بين يديه وهو يرتشف من كأسه نبيذه الاحمر المفضل ، فظل يتخيل نفسه هو من يحتضنها ويراقصها .. ليتأمل الصور قليلا الذي اخبره احد رجاله بأنه التقاطهم لهما في ذلك المطعم الذي حجزه فارس لهما فقط .. فرتشف نبيذه ثانية وهو يتذوقه ببطئ . قائلاا بضحكه يمتلئها الكرهه : كل حاجه حلوه ليك انت .. اخدت ايناس بس ايناس طلعت خاينه وانا فرحت فيك .. بس هنا ... هنا لاء يافارس ..وضم احد الصور التي تضمها بمفردها الي صدره قائلا : هتبقي قريب اووي في حضني ياحببتي .. انا اللي استهلك مش هو
وزي ما ابوك زمان دمر حياتنا واتجوز امي في السر .. انا هحرق قلبك علي مراتك وابنك ومش هتعرف طريقهم .. لسا يافارس دورك جاي
.................................................. .................
تأمل هشام المظروف الذي تركه اسبوعان دون ان يكلف نفسه .. كي يري ما به .. ونظر الي تلك للفحوصات التي يحتويه المظروف ولا يعرف كيف يفهمها .. حتي رئي رسالة تخصه .. ليسطر القلم كلماته ... وتسقط العين علي ما ترغب .. وتصبح الاوراق التي بعثرت ارضاً هي من تكشف عن تلك الصدمه
فيهوي هشام علي اقرب مقعد قائلا بصوت تائه : جوليا حامل !!

يتبع بأذن الله
********

رياح الالم ونسمات الحب - للكاتبه المبدعه سهام صادقΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα