الفصل العاشر والأخير..

6.7K 193 14
                                    

قبل القراءة بتمني اسمع ارائكم... وإذا كان حد فيكم مقراش الجزء الأول يقولي علشان أنزله.. تمام
الخاتمة.....
في منزل عثمان وليالي......
كانت ملاك تبكي بشدة في حضن والدتها.. كانت ليالي تربت علي كتفها وتقول بعتاب "بتبكي ليه دلوقتي يا حبيبتي؟ مش انتي اللي طلبتي الطلاق وصممتي.. يعني الراجل كان ثانية وهيبوس ايديكي وانتي اهانتيه " ردت من بين شهقاتها "مقدرتش يا مامي... خفت.. أنا مش واثقة فيه... أنا تعبانة خالص.. موت بابا دمرني حرفيا.. أنا هموت يا ماما والله أنا مش بتمني حاجة إلا الموت دلوقتي.. ".. " هش متجبيش سيرة الموت علي لسانك أهدي و كل حاجة هتتحل... الوقت كفيل بأنه ينسيكي وجعك " ابتعدت ملاك عنها وقالت "فعلا الوقت هو علاجي "....
~~~~~~~~~~~~~
بعد عدة أيام...
في قصر الاسيوطي....
"يا بني أعقل.. ازاي يعني هتستقر في فرنسا.. ده حياتك كلها هنا أهلك ومراتك " تنهد أحمد بآسي وقال "قصدك طليقتي يا بابا.. طليقتي اللي رفضت تديلي فرصة تانية واختارت أنها تبعد عني " وضع يده علي صدره ليهدأ ضربات قلبه المتألمة وقال بنبرة تقطر حزنا وألما " مش عارف اعمل ايه تاني علشان تسامحني؟ أنا والله بموت من غيرها ولو فضلت هنا أكتر من كده ممكن اتجنن. علشان كده لو سمحت يا بابا خليني أسافر " تنهد مالك بآسي "أنا مش هقدر امنعك يا ابني... كفاية إني مكنتش  أب كويس.. بس أنا عايزك تسامحني يا أحمد.. أنا قصرت في حقك كتير وجيت عليك أووي وظلمتك كمان " صمت واغرورقت عيناه بالدموع وقال بصوت مختنق "أنا آسف يا أحمد... ياريت تسامحني.. طول عمري كنت اناني معاك وحملتك فوق طاقتك.. علشان كده بطلب منك تسامحني" ارتمي أحمد بحضن والده وهو يبكي.. "أنا عمري ما أقدر أزعل منك يا بابا وانا اللي آسف علشان مكنتش  الابن الصالح ليك "...
~~~~~~~~
في المساء..
ولج عمر غرفة أحمد وقال"أنت طلبتني؟  " أبتسم بحنان واقترب من أخيه وهو يربت علي كتفه وقال"لسه زعلان يا عمر؟ "لم يجب ليكمل "علي العموم يا سيدي خلاص هترتاح مني نهائيا علشان أنا مسافر فرنسا هتابع الشركة بتاعتنا  وهستقر هناك" نظر إليه بشحوب "ايه؟ تسافر؟ ازاي؟ وامتي قررت ده؟ خلاص استسلمت بسهولة علشان رفضتك؟ أنت جبان يا أحمد"تنهد بعمق وقال"لا أنا مش جبان بس مقدرش أجي علي كرامتي أكتر من كده يا عمر.. ملاك زودتها أووي... وجرحتني كمان وقالت إني  معنديش كرامة.. وخلاص اللي بيننا انتهي " اومأ بالنفي وقال"خلاص انساها يا أحمد وعيش حياتك.. اتجوز وخلف بس متسبش  البلد.. عايز تسيبنا يا أحمد.. أنت فاكر لما تسافر هتنساها.. بالعكس انت هتعاني أكتر هناك علشان هتكون وحيد.. بس لو فضلت هنا أنا هكون جنبك وهساعدك وبابا كمان هيكون معاك وأريج.. كلنا هنساعدك تنساها"ضحك بألم وقال"مقدرش انساها يا عمر.. ازاي أنسي الإنسانة  الوحيدة اللي فهمتني صح.. أنا مش همشي  علشان انساها علشان ده مستحيل طبعا... أنا همشي علشان لو قعدت أكتر من كده ممكن اتجنن وأروح ارجعها بالعافية... أو ممكن اطلبها في بيت الطاعة.. صدقني ممكن أعمل حاجات مجنونة ممكن تأذيها أو تخليها تكرهني وأنا مش عايز كده " أبتسم متألما وهو يطالع أخيه بإعتذار صامت "أنا عايزك تسامحني يا عمر.. صدقني في اليوم اللي قلتلي فيه علي حبك لإسراء وأنا شيلتها من دماغي خالص وبقت إسراء زي أريج عندي ومرضتش  أقولك علي أي حاجة علشان مشفش  نظرة الاتهام أو الكره في عينيك.. صدقني يا عمر أنا عندي أهون الموت ولا أشوف كرهك ليا " احتضن عمر أخاه مرددا من بين شهقاته "متسافرش يا أحمد.. خليك هنا.. أنا مستحيل أكرهك.. آه أنا زعلت منك بس مقدرتش أكرهك.. أنت أخويا ازاي أكره أخويا "... "عارف يا عمر وانا بحبك كمان" ابتعد عنه قليلا ومسح دموع عمر  "بص يا عمر بما إني أخوك الكبير هنصحك.. أوعي في يوم تزعل إسراء.. أوعي تغلط نفس غلطي علشان متعانيش نفس معاناتي.. وخلي بالك من أريج ومتخليش الإنسان السخيف اللي اسمه إلياس ده يقرب منها.. وبابا كمان يا عمر خلي بالك منه.... أنا عارف أنه حاسس بالذنب بسببي ياريت تفهمه إني بحبه واني عمري ما زعلت منه... وكمان جوليا حاول تتواصل مع الدكاترة بتاعتها في المصحة.. واخر حاجة عايزك تطمني علي ملاك يا عمر راقبها من بعيد واتأكد أنها كويسة وإياك تخليها تحس بالذنب علشان سابتني.. أنا مقدرش أشوف ملاكي زعلان.. " أومأ عمر وهو يمسح دموعه بكف يده...
~~~~~~~~~~~~~~
في منزل عثمان وليالي....
"بقولك هيسافر يا ملاك وانتي بتقولي ماشي.. ايه البرود ده؟ "صاحت بها إسراء وهي تكاد تجن من برودها فشقيقتها الغبية سوف تخسر حبها للأبد تنهدت ملاك بضجر وقالت بعصبية خفيفة " إسراء ميهمنيش يسافر ولا لأ.. خلاص أنا وأحمد علاقتنا انتهت.. ولو سمحتي ده قراري مش عايزة حد يتدخل في قراراتي ولا حياتي " همت أن تعترض إسراء عندما أشارت لها ليالي بالصمت لتزفر هي بحنق ثم تنهض مغادرة المنزل....
~~~~~~~~~~~~
مرت عدة أيام انتهي فيهم أحمد من الإجراءات اللازمة لسفره إلي فرنسا..
قبل سفر أحمد بيوم كانت ملاك تشعر وكأن قلبها يتمزق حزنا ولكنها داست علي قلبها فهذا هو الأفضل لها هي من أرادت أن تتحرر من قيود أحمد وأخيرا تحررت ولا تريد أن تعود لمتاهة حبه مرة آخري.. ولكن إن كان حقا قد تحررت من قيود عشقه لما لا تشعر بالسعادة؟ لما تشعر أن ما بينها وبين أحمد لن ينتهي إلا بخروج روحها من جسدها؟ لما تشعر به يسكن روحها؟ تشعر أنه كطفلها الذي تعشقه أكثر من أي شئ.. هي مازالت تعشق أحمد وبجنون أيضا وعند هذه الفكرة نهضت ملاك من فراشها وهي تشعر بالإختناق فبعد عدة ساعات أحمد سيسافر خارج البلاد وهي هنا تعاني... شدت علي شعرها بعنف قائلة "حتي لو بحبه هنساه برضه بس مستحيل ارجعله.. الوقت هو كفيل أن يخليني انساه للأبد " أخذت تهز رأسها وهي تتمتم موافقا "فعلا الوقت كفيل يداوي جراحي" ابتسمت بحزن وهي تتذكر دائما نصائح والدها.. رباه كم تشعر أنها ضعيفة من دونه صدق من قال الوالد سند وحامي لأبنته... اتجهت إلي خزانتها لتخرج ألبوم الصور الخاص بها وبوالدها.. فتحت خزانتها لتخرج ألبوم الصور.. وجدت ظرف أبيض مكتوب عليه اسمها.. عقدت حاجبيها بحيرة وهي تتناوله.. جلست علي فراشها وفتحت الظرف الابيض.. اتسعت عينيها الخضراء وهي تقرأه..
"موكة حبيبتي... لما تقري الجواب ده احتمال أكون قابلت وجه كريم.. أنا من مدة اكتشفت إني عندي كانسر في الدماغ وفي الوقت ده اكتشفت إني خلاص كده حياتي انتهت.. بس عمري ما زعلت.. علشان ده قضاء ربنا ولازم نرضي بيه بالعكس فرحت جدا  علشان ربنا أكرمني واداني احلي زوجة.. اتحملتني كتير وعمرها ما زعلتني.. دايما كانت معايا في الحزن قبل الفرح.. شوفت في عينيها حب ليا ما شوفتهوش في عيون حد إلا عيون أحمد.. لما وافقت أساعد أحمد ساعدته علشان شوفت حبه ليكي في عينيه.. غيرته المجنونة عليكي.. واحترامه ليكي في نفس الوقت.. شوفت حبه ليكي لما وافق يعمل حاجات تافهة زي المراهقين  علشان بس ترضي عنه... أحمد بيعشقك يا ملاك وصدقيني أحمد هو الراجل الوحيد اللي أقدر اسلمك ليه وأموت مرتاح بعدها... أنا بس هنصحك نصيحة يا ملاك اعتبريها آخر نصيحة مني وأهم نصيحة كمان... الحياة أقصر من أننا نضيعها علي الخصام والموت أقرب من ما نتخيل .. استغلي وقتك يا حبيبتي وعيشي حياتك.. حبي وسامحي.. استغلي أي فرصة تخليكي سعيدة.... شوفي سعادتك فين ودوري عليها ولما تلاقيها امسكي فيها بإيديكي وسنانك.. أنا بحبك يا ملاك وفخور بيكي انتي وإسراء وليالي أحسن حاجة حصلت في حياتي.. بحبك يا احلي بنوتة..
وضعت ملاك يدها علي فمها كاتمة شهقاتها ودموعها تنساب بغزارة.. ولكن والدها محق الحياة قصيرة.. وسعادتها ملت وهي تطرق بابها والآن هي سوف تركض خلف سعادتها وستفعل المستحيل لإستعادة زوجها..  ركضت إلي هاتفها وهي تتصل بكريستين لم تبالي أن الساعة تعدت الثانية صباحا..فهي تعرف كريستين جيدا سوف تساعدها في أي وقت.. "آلو "اتاها صوت كريستين النائم لتقول ملاك بأنفاس لاهثة"أنا بحب أحمد وعايزة ارجعه "
~~~~~~~~~~~
في الصباح التالي...
في قصر الاسيوطي...
كان أحمد قد انتهي من حزم متعته عندما ولج عمر إلي غرفته راسما ملامح الذعر وقال"الحق يا أحمد.. ملاك تعبانة خالص" فزع أحمد "ملاك؟ ازاي؟ طيب حصل ايه؟ "أخذ يردد بهلع وهو يحاول أن يهدئ ضربات قلبه "معرفش يا أحمد دلوقتي اسراء قالتلي أن ملاك أغمي عليها و...  " لم ينتظر أحمد أكثر وحمل مفاتيح سيارته والخوف يدب في قلبه...
~~~~~~~~~~~
وصل أحمد إلي منزل ملاك بفعل قيادته السريعة وركض إلي المنزل وهو يضغط علي الجرس بنفاذ صبر.. فتحت له ليالي الباب ليندفع مسرعا غير آبه بليالي.. وضعت ليالي يدها علي رأسها فهي لم تتوقع أن يأتي أحمد بهذه السرعة .. ولج إلي غرفة ملاك ليتجمد وهو يسمع همسة كريستين "بصي يا موكة زي ما اتفقنا هتعملي نفسك تعبانة وبعدين... "قاطعها أحمد وهو يصفق ساخرا "برافو والله.. كالعادة بتعملوا خطط فاشلة... ست كريستين العظيمة بتخطط مع طليقتي.. تألمت ملاك من كلمته ولكنها تماسكت فهي قد أذته وسوف تصلح أخطائها... تنحنحت كريستين وقالت "أنا هسيبكم مع بعض " ثم فرت هاربة... بعد خروج كريستين تطلع أحمد إليها بجمود.. ازدردت ريقها وهي تستشعر بروده...  عيناه التي كانت تفيض بالعشق لها نضبت...  نظرة اللهفة التي كانت تراها في عينيه بهتت وكأنه أصبح شخص جديد وكأنه استطاع اقتلاع حبها من قلبه بسهولة..لكن لا هذا ليس صحيحا أحمد يحبها وهي ستفعل المستحيل لتنال عفوه..  اقتربت منه وحاولت أن تحتضنه عندما ابتعد عنها وحدق بها بجمود.. شحبت بشدة وأحست بقلبها يتمزق "أحمد.. " قالت بصدمة ليتنهد بضيق  هو ويجيب "نعم يا ملاك.. حضرتك جبتيني هنا علي أساس أنك تعبانة وبعدين افاجأ أنها خطة سخيفة منك ومن صحبتك.. وأنا مفروض أروح المطار دلوقتي "ازدردت ريقها وقالت"بس أنا مش عايزاك تسافر.. أنا.. ".. "انتي ايه؟ هتعيشي مع راجل من غير كرامة؟ " اغمضت عينيها بآسي وقالت"أنا بحبك يا أحمد" صرخ بتهكم "بتحبيني؟ بعد ايه يا ملاك؟ بعد اهانتك ليا "بكت ملاك وتشبثت بذراعه قائلة"اديني فرصة يا أحمد أ... " قاطعها قائلا "قدامك عشر دقايق " عبست بحيرة ليكمل موضحا "قدامك عشر دقايق وتقنعيني اني مسافرش " ازدردت ريقها بصعوبة وتوقف عقلها عن العمل.. أخيرا اسعفها عقلها بفكرة ما.. احمرت خجلا ولكنها حزمت أمرها واقتربت منه وقبلته بقوة  .. اتسعت عينيه بذهول بينما هي مستمرة في تقبيله بشغف لم يعرف أنها تمتلكه .. لكنه بمهارة استعاد جموده وهو يبعدها عنه بينما هي تلهث بشده وقال بلهاث مثلها "محاولة فاشلة يا ملاك.. قوليلي بقا ايه اللي يخليني ارجع ليكي بعد اهانتك ليا " صاحت  بيأس "أنا بحبك يا أحمد "... "ممم إجابة مش مقنعة بصراحة.. طيب العشر دقايق خلصوا وانا مضطر أمشي دلوقتي " استدار وذهب ولكنه تجمد وهي يسمع صياح ملاك" أنا بشوف فيك بابا الله يرحمه " استدار أحمد بذهول واقترب منها قائلا "انتي بتقولي ايه؟ " ابتسمت بحنان وقالت"أنا بشوف فيك بابا الله يرحمه.. لما كنت بعيدة عنك مش كنت حاسه بفراغ كبير زي دلوقتي علشان وجود بابا  بيقويني... بس بعد ما بابا مات.. "غامت عينيها بالحزن وارتفع صوت شهقاتها " لقيت الإنسان الوحيد اللي ممكن يسد ولو جزء من مكانه ويقويني هو انت يا أحمد... أنا لما كنت بزعل منك كنت بلجأ لبابا وكنت اشتكيله منك وهو اللي كان بينصحني ويوجهني ويخليني استحمل  .. بس دلوقتي لما هزعل  منك هلجأ ليك أنت واشتكيلك وأنت لازم تسمعني و  تحتويني.. دايما كنت بحس أنك زي بابا يا أحمد.. كنت بتخاف عليا زي بابا بالضبط.. كنت بتعاملني كأني بنتك مش مراتك.. اهتميت بيا.. آه صح زعلتني وخليتني أبكي كتير بس كنت دايما تيجي تصالحني زي الأب لما يزعل بنته وبعدين ميقدرش يشوفها زعلانة ويصالحها.. أنا وعدتك إني هكون معاك دايما.. بس سيبتك في نص الطريق .. أوعي تتخلي عني يا أحمد.. أنا بحبك.. عارفة إني غلطت بس اللي أنا عشته صعب عليا.. تخيل لما تكتشف... " ابتلع باقي كلماتها في قبلة شغوفة.. ظل يقبلها بشغف لعدة دقائق  .. أخيرا ابتعد عنها لتهمس هي بصوت مبحوح "أحمد أنت سامحتني معقول؟ " حاصر وجهها وهو يداعب أنفها بأنفه قائلا " عارفة يا ملاك.. من اللحظات اللي بتفرح الراجل لما مراته تشوفه زي أبوها.. وأنا بقي مقدرش اسيب بنتي محتاجاني كده وأمشي.. أنا بعتبرك النفس اللي أنا بتنفسه... عارفة أنا كنت دايما بحس نفسي وحيد.. إنسان أبوه بيكرهه  ومنعزل..كنت حاسس أن الحياة دي عبء عليا وحتي جوليا مقدرتش تخليني أتخلص من الشعور ده.. بس جيتي انتي وحسيت بأمل في حياتي حتي لما كنتي بتستفزيني كنت بفرح علشان كنت حاسس نفسي إني عايش.. أنا بحبك يا ملاكي.. انتي ملاكي الحارس اللي خلاني اعرف أعيش صح بروحك الحلوة خرجتيني من دوامة كبيرة أنا كنت عايش فيها... بس لما مشيتي  كل السعادة اللي حسيتها اختفت وكأنها مش موجودة أصلا.. بس دلوقتي في أمل إني ألاقي سعادتي مرة تانية ولازم تعرفي أن المرة دي مش هسيبك تمشي.. فاهمة يا ملاكي "ابتسمت من بين دموعها وهي تهز رأسها بالإيجاب  ليميل هو ويقبلها بشغف وتبادله هي قبلاته بنفس الشغف حملها وهو مازال يقبلها بشغف ووضعها بخفة علي الفراش وأخذ يعبث بأزرار منامتها.. "احمد.. لا "ولكن ضاع اعتراضها الواهي تحت تأثير قبلاته   ...
~~~~~~~~~
بعد خمس سنين
كانت ملاك واقفة أمام الشالية الخاص بهم في الساحل الشمالي وحجابها يتطاير بفعل هواء البحر المنعش... تنظر إلي زوجها و ابنها عثمان  البالغ ثلاث سنوات وهما يلهوان في البحر.. ابتسمت وهي تفكر في الخمس سنين الماضية وكيف تغير كل شئ.. بدءا من زواج أريج وإلياس من سنتين   وسفرهم إلي إيطاليا وانتقال أريج الي جامعة بإيطاليا  وذلك بعد عدة محاولات لإقناع لأحمد من جانبها.. لحمل أختها إسراء بعد محاولات عديدة لتصبح لديها ابنة جميلة اسمتها نوارة علي اسم والدة عمر وأحمد....  وكريستين التي أنجبت أيضا توأم وهي حامل حاليا تعيش حياة لا تخلو من المشاكسات مع زوجها... تنهدت وهي تفكر في جوليا.. رغم ما فعلته جوليا ملاك لم تتمني لها الموت أبدأ فهي برأيها أنها ليس لها الحق أن تحكم علي جوليا خاصة أنها لم تعيش حياة بائسة مثل حياتها.. لم تشعر بالخطر التي شعرت به جوليا وهي طفلة... هي تربت بين عائلة تحبها وتحميها بينما جوليا تربت وسط الخوف والرعب من زوج والدة حقير انتهكها وحولها لوحش لا يرحم تنهدت وهي تمسد  علي بطنها المنتفخة من الحمل وهي تقول بداخلها ربما ستجد جوليا السعادة نوعا ما... هي متفائلة جدا فآخر مرة زارت بها جوليا كانت قد تحسنت قليلا والأطباء أيضا لديهم أمل كبير في شفائها... فقط تحتاج الوقت.. ابتسمت ملاك بحنين وهي تتذكر كلام والدها عن الوقت وكيف أنه علاج سحري للألام والأحزان .. لكن الوقت لم يخفف ألالامها واحزانها لفقده بل علمها الوقت كيف تتعامل مع الالامها بطريقة إيجابية.. فهي كلما تذكرت والدها.. لاتحزن ولا تبكي لفقدانه بل تقرأ له القرآن عسي أن يريح روحه.. تنهدت ونظرت إلي السماء وهي مغمضة العينين.. وقالت"الله يرحمك يا بابا.. كنت أفضل أب.. وأنا أوعدك إني هكون أفضل بنت وهمشي علي طريقك في تربية عثمان " تنهدت ومسدت بطنها وأكملت "وفي تربية ميساء كمان "....جذبها صوت ضحكات أحمد وعثمان لتجد أن أحمد يقذف عثمان في الهواء ثم يلتقطه.. بعد أن أنزله أحمد ركض تجاه ملاك وهو يقول بنبرة طفولية "مامي.. فين الشيكولاته؟ "ابتسمت بحنان وقالت " هديهالك... بس الأول تاخد shower علشان ملح البحر  ماشي؟ " اومئ بالإيجاب لتقبله علي خده  وتقول وهي تبعثر شعره البني الناعم كشعر أحمد"يالا ادخل اسبقني وأنا جاية وراك" دخل الشاليه  ركضا لتبتسم هي وتنظر إلي أحمد الذي اقترب منها وعينيه الزرقاء تومض بالدفئ والعبث  وقال بنبرة عتاب طفولي "مفيش حاجة للأب العجوز المسكين اللي هيساعدك في تحميم عثمان  " ضحكت برقة وقالت"لا.. فيه " ثم اقتربت منه وقبلته بشغف ليبادلها هو شغفها ويضمها إليه أكثر فأكثر ...
كلمة من الكاتبة...
عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك علشان والله ممكن تكون آخر لحظة في حياتك.. عش بالحب تطبع بأخلاق الرسل.. واعمل واجتهد  (إبراهيم الفقي)وزيادة من عندي.. الموت قريب جدا مننا أقرب مما نتخيل ووقتنا هو اغلي حاجة بنمتلكها... لو لقيت سعادتك في حاجة أعملها.. لو قادر تسامح سامح.. هيئ قلبك للحب مش للكره والحقد الحياة أقصر من أنك تقضيها في الحقد والكره وخليك حر مش جسديا بس ولكن عقليا كمان انت اللي متحكم في عقلك مش حد تاني...  ما تسمحش لحد يحجمك قدرك بإيد ربنا بس اشتغل علي نفسك وسيبك من كلام الناس ما تحاولش ترضي الكل علشان ده مستحيل انت عندك حاجات أهم من أنك تبرر وتحاول ترضي حد..لازم ترضي ربك وبعدين أهلك وأخيرا تأكد أن طالما ربنا معاك متخافش علي مستقبل ولا تحزن علي ماضي فقط عش الحاضر
تمت بحمد الله

التحرر من قيود عشقك الجزء التانيDonde viven las historias. Descúbrelo ahora