الفصل الأول

13.9K 223 6
                                    

في منزل جرجس.....
كان الأب جوزيف جالس مع كريستين يحاول معرفة ما حدث بينها وبين إدوارد....
"يا كريستين... عايز أفهم ايه اللي حصل؟.  لا إدوارد بيتكلم ولا انتي عايزة تقولي فيه ايه؟ وانتي بقالك أسبوعين سايبة البيت وإدوارد بقي يقضي كل وقته في الصيدلية... وساعات بيبات هناك ودايما حزين " اقترب الأب جوزيف منها وقال "قوليلي يا بنتي... ايه الحكاية؟... يمكن أقدر أحلها "لتجيب بصوت مبحوح "حضرتك مش هتقدر تصلح اللي انكسر بيننا... خلاص أنا مش هرجع لبيته ابدا"... "بس يا بنتي ده بيتك انتي كمان ولازم ترجعي.. قوليلي غلط في ايه وانا هخليه يصلح غلطه " تجمعت الدموع بمقلتيها وقالت "للأسف مش هيقدر يصلح قلبي اللي انكسر وانا عمري ما هسامحوا"ثم ركضت إلي غرفتها ليخرج جرجس وهو يقول "برضه مش راضية تتكلم "أومئ الأب جوزيف بالنفي وقال " طيب هي مش قالت حاجة ليك ولا حتي لأمها؟ " زفر جرجس وقال"لا... بنحاول معاها بس هي مش راضية تتكلم... ولما نضغط عليها علشان تتكلم... تقعد تبكي... علشان كده بنضطر نسيبها علشان غلط عليها الزعل ممكن يأثر عليها وعلي الجنين" أومئ الأب جوزيف بتفهم وقال" أنا هروح دلوقتي عند إدوارد... يمكن يتكلم "
~~~~~~~~~~
في منزل جوليا.....
كانت جوليا تبكي وهي محتضنة صورة أحمد.. لقد ظنت أن بطلاقها من مالك وانفصال ملاك عن أحمد لن يبقي أمامهم عائق ليكونا مع بعض... فأحمد الجميع قد تخلوا عنه وسوف تستغل هذة الفرصة لكي تستطيع التقرب منه ... هكذا ظنت وهي تذهب إلي أحمد لتواسيه في حزنه الذي تسببت فيه هي.. لتفاجأ به يصب جام غضبه بها... ويخبرها أنها دمرت حياتي.... ثم انهار وهو يبكي بينما يناجي ملاك... في هذة اللحظة عرفت أن ملاك استطاعت أن تحتل قلبه وتتوج نفسها ملكة علي عرشه... لتعترف أنها خسرت مجددا... خسرت أمام ملاك... وهذا جعل حقدها تجاه ملاك يزيد أكثر فأكثر... مسحت دموعها وأقسمت أن تحرق قلب ملاك بقدر ما قلبها محترق الآن....
~~~~~~~~~
ولج الأب جوزيف إلي الصيدلية.. ليجد إدوارد يدخن بشرود وملامحه تنطق بالآسي... "إدوارد؟ من أمتي بتدخن؟ "قالها الأب جوزيف بصدمة.. انتبه إدوارد وتلعثم وهو يقول "إزيك يا بابا... ايه اللي جاب حضرتك؟ "... تطلع له والده بعدم رضا وقال"جاي أشوف حل لحالتك دي... واعمل حسابك أنا مش همشي إلا لما تقولي ايه اللي حصل بينك وبين كريستين بالضبط"... ازدرد إدوارد ريقه.. فوالده يبدو مصرا كثيرا اليوم....
~~~~~~~~~~~
في قصر الاسيوطي.....
"لو أحمد هيجي يعيش هنا... أنا هأخد مراتي وامشي... ماهو لإما أنا يا أحمد في البيت "قالها عمر بغضب ليردف والده محاولا إمتصاص غضبه "يا بني أنا مقدر شعورك... بس ده برضه أخوك وبيمر بأزمة ولازم نقف جنبه " أبتسم عمر بتهكم وقال "وده من أمتي الحنان ده يا بابا؟ نسيت هو السبب في دخول جوليا حياتنا... وغير كده سابك مخدوع طول الفترة دي وخلي واحدة زي دي تدخل بيتنا وتهددك علشان تاخد مؤخرها "زفر مالك وقال بآسي "بس ده ذنبي يا عمر... أنا اتخليت عن أحمد وظلمته كتير لحد ما غلط... متعملش زيي  يا بني... خليك جنب أخوك " ليرد عمر بعصبية"لا ده مش أخويا... مستحيل أعتبر إنسان يفكر في مراتي أخويا.. أنا بكرهه وهفضل طول عمري بكرهه... " ثم خرج غاضبا من مكتب أبيه.. ليجلس مالك علي كرسيه بإرهاق وهو يشعر أن أسرته صارت مفككة وذلك بسببه... بسبب بعده عن أحمد وظلمه له ......
~~~~~~~~~~~~~
"بتقول ايه يا إدوارد؟ أنت يا بني تعمل كده؟ ليه ده أنا ربيتك أحسن تربية.. برضه تضيع تربيتي بالشكل ده... بجد يا خسارة " قالها الأب جوزيف ليردف إدوارد بآسي "والله يا
بابا هي اللي أغوتني... أنا حاولت أبعدها عني... بس ضعفت "أغمض عينيه بآسي وقال"ساعدني يا بابا... كريستين مش راضية حتي تبص في وشي " هز الأب جوزيف رأسه بأسف وقال "عندها حق...  يا خسارة عمري اللي أنا ضيعته علشان أربيك... دي مشكلتك يا أستاذ وأنت تحلها... وأنا عن نفسي هدعم كريستين في أي قرار تاخده "....
~~~~~~~~~~~
في منزل عثمان وليالي...
كانت ليالي ودلال تصنعان كعكة عيد الميلاد لملاك... ولجت ملاك إلي  المطبخ وهي تقول "ايه الريحة الحلوة دي؟ " ابتسمت دلال وقالت "بصي يا حبيبة خالته أنا عملتلك أكل إيطالي إنما ايه فظيع " -دلال هي أخت ليالي وهي متزوجة من رجل أعمال إيطالي مسلم قابلته في لبنان ومقيمة حاليا في إيطاليا -ابتسمت ملاك وقالت مشاكسة "بجد؟ "لتجيب دلال بزهو "طبعا يا بنتي... ابقي اتفرجي علي الشيف خالتك " اختفت ابتسامة ملاك وحل محلها الوجوم وهي تتذكر كلام أحمد "ابقي اتفرجي علي الشيف أحمد " نفضت الذكريات المزعجة من رأسها فهي قررت محي هذا الجزء من حياتها....
~~~~~~~~~~~~~
كان يسير بصالة المطار وأنظار الفتيات تحيط بذلك الشاب  الانيق.. طويل القامة بني  العينين ووسيم الملامح... رن هاتفة فالتقطه وفتحه وقال "ciao  ماما.. انا خلاص وصلت... هاجي علي البيت علطول... متقلقيش هلحق العيد ميلاد "أغلق الهاتف ليجد فتاة ما تطالعة بهيام ليبتسم ويغمز لها بعبث.. ثم يرتدي نظارته ويغادر تاركا الفتاة تتنهد  بهيام....
~~~~~~~~~
في قصر الاسيوطي.....
خرج عمر من المرحاض... ليجد إسراء واقفة أمام المرآه بشرود...  اقترب منها و حاوط خصرها بذراعيه وقال "الجميل سرحان في أيه؟ " التمعت الدموع بمقلتيها وقالت "تفتكر إني هخف وابقي أم ولا لأ وأنت هتسيبني وتتجوز واحده تاني "أدارها عمر إليه ثم قال " بصي يا حبيبتي... إن شاء الله هتخفي بس انتي أمشي علي العلاج والمنشطات اللي الدكتور ادهالك... ومتفكريش في أي حاجة تانية ومش تتوتري... وأنا عمري ما هسيبك... انتي روحي... في حد يسيب روحه "ابتسمت إسراء من بين دموعها وأحتضنته ليقول هو بعبث " اي رايك نطنش  عيد ميلاد ملاك ونقعد هنا علشان عايز أقولك سر؟ " ضربته إسراء بخفة علي كتفه ليقهقه هو......
~~~~~~~~~~~~
في منزل عثمان وليالي كان الجميع مجتمع في الحديقة حول الطاولة التي تحوي كعكة عيد ميلاد  ومختلف الأطعمة... وكانت ملاك ترتدي فستان أخضر  طويل وواسع وحجاب إسلامي ووجهها النقي خالي  من المساحيق... كانت تبتسم برقة وهي تتكلم مع خالتها.. وتضحك بخفوت عندما تشاكس إسراء.... ببساطة كانت تتحرك  كالفراشة التي تنشر السعادة... غافلة عن الذي يراقبها من بعيد ودقات قلبه تعزف سيمفونية حب معذبة وحزينة... تنهد بحسرة ثم أخذ نفس عميق من سيجارته ليقول علي " كفاية يا أحمد يالا نمشي... أنت مش شفتها؟ خلاص بقي " تنهد أحمد وعينيه تلتهم ملامحها بإشتياق... فهو لم يراها منذ شهر... لم يتخيل أن تكون ملاكه بتلك القسوة... أن تحرمه من رؤياها... لم يتخيل أن عقابها سيكون بهذه القسوة... لقد ذاق حبها الكبير ولم يقدره لتزيقه قسوتها المريرة ويتجرع من مرارة  كأس فراقها يوما بعد يوم لا ينكر أنه تفاجأ اليوم عندما رأها بالحجاب... هو يعرف أن الحجاب وجد ليخبئ جمال المرأة ولكن لماذا هي إزدادت جمالا فوق جمالها؟ أم أنه حبه الجنوني وشوقه اليائس صور له ذلك.... "أحمد أبوس ايديك يالا نمشي " قالها علي ليردف أحمد" لما  تطفي الشمع هنمشي "......
"هو إلياس اتأخر ليه يا خالتو؟ "قالتها ملاك ليأتيها صوت رجولي جذاب" حد بيسأل عليا؟  " صاحت  ملاك بفرح وهي تقترب من إلياس ليحتضنها هو ويدور بها قائلا"وحشتيني يا موكتي " اشتعلت عينان أحمد الزرقاء بالغضب وتقلصت عضلات وجهه وهو ينفض السيجارة  بقوة ويقول "ليلتك سوده" وأقترب منهم غير عابئ بنداء علي ...
شعر إلياس فجاه بشخص يبعده عن ملاك ويطرحه أرضا... ثم يضربه بقسوة ودون توقف....
يتبع
التحرر من قيود عشقك.. 
فاطمة علي...

التحرر من قيود عشقك الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن