الفصل الأخيرة

8K 181 15
                                    

قرب أذان المغرب
ولج عثمان وهو يسند ملاك المنهارة والمريضة... حملها برفق ثم أدخلها إلي غرفتها حتي تنام قليلا... ثم خرج الي صالة المنزل حيث يجلس عمر وإسراء وليالي وكريستين... "عمر... الكلام اللي قلته النهاردة جرح ملاك أووي " مرر عمر أصابعه في شعره بعصبية وهو يقول "بس.. "قاطعه عثمان بحزم "عارف أن الموضوع كان صدمة بالنسبة للكل.. بس برضه تحاول تمسك لسانك الموضوع مش كان متحمل "أومئ عمر تنهد عثمان وقال "ممكن تسمح لإسراء تبات معانا النهاردة " تفاجأ عمر بطلبه وهم أن يرفض ليقاطعه عثمان قائلا "لو سمحت يا عمر... في مواضيع بين ملاك وإسراء لازم تتحل "زفر عمر وقال "هو ممكن يجي هنا؟ " أجاب عثمان بتفهم "متقلقش أحمد مش هيجي هنا... ملاك اتخانقت معاه وطلبت الطلاق وهو رفض.. وأنا طلبت منه مش يقرب منها في الوقت الحالي " اومئ عمر بتفهم وقال "حاضر يا عمي هسيبها بس... هاجي أخدها بكرة ماشي؟ "وافقه عثمان... ليودع عمر الجميع ويذهب إلي المنزل ويدعو أن لا يكون أحمد به.....
~~~~~~~~~~~
في منزل أحمد الاسيوطي....
كان أحمد جالس في صالة المنزل علي الأريكة ويدخن بشراهه.... لقد وعد ملاك من قبل ان يقلع عن التدخين ويالا للسخريه اقلع عن التدخين بسببها ويدخن الآن بسببها أيضا... لقد طلبت الطلاق... تريد أن تتركه هذة الكلمة تقتله وتحرق روحه....عندما سمعها تطلب منه الطلاق أحس بتحطم قلبه إلي شظايا.. أرجع رأسه علي الأريكة و أغمض عينيه بألم.... وقال بألم "يارب أعمل ايه دلوقتي... "
~~~~~~~~~~~~
في منزل عثمان...
"إسراء يا بنتي... أنا عارف أن ملاك جرحتك بس أعذريها اللي عرفته النهاردة صعب علي أي واحدة ست "قالها عثمان لتجيب إسراء والدموع تلتمع في مقلتيها "وأنا ذنبي ايه؟ حضرتك عارف أن هي اتهمتني إني فرحانة فيها؟ واني بكرهلها الخير ".... "أنا أسفة يا إسراء... " أتاها صوت ملاك الضعيف ليلتفت الجميع بينما تقترب ملاك منهم بخطوات واهنة ثم ترتمي في حضن إسراء وهي تبكي وتقول "أنا أسفة يا إسراء... معرفش أنا قولت كده إزاي... ده مش ذنبك أنت... " شهقت وهي تكمل "ده غلطه هو علشان دخلني حياته خلاني أعاني بالشكل ده " ظلت ملاك تبكي وهي تتشبث بإسراء إلي أن شعرت إسراء بالشفقة عليها وقامت بإحتضانها وهي تقول "مفيش مشكلة يا موكة... أنا مزعلتش منك أصلا... انتي أختي وصاحبتي الصغيرة اللي مش ممكن أزعل منها ابدا " واردفت بمرح " وبعدين يا آنسة موكة فين المباريات اللي كنت بهزمك فيها... انتي نسيتي أنك كنتي دايما بتخليني أخسر بعد ما علمتك أصول اللعبة "ابتسمت ملاك... لتبتعد عن إسراء وهي تمسح دموعها بينما ساعدتها إسراء لتجلس علي الأريكة وتحتضنها لينظر عثمان وليالي إلي بعضهما وهما يبتسمان في راحة فإسراء وملاك مهما حدث بينهم سوف يظل الحب يربطهم.. زمت كريستين شفتيها بتذمر مصطنع وهي تقول "كده نسيتوني خالص... أنا زعلانة"ابتسمت ملاك بضعف وهي تقول "تعالي يا مجنونة اقعدي جنبي " جلست كريستين بجانبهم وهي تشعر بالسعادة وأحتضنت ملاك... علمت ملاك أنها سوف تتذكر هذه اللحظة لبقية حياتها...لحظة معرفتها أنها ليست وحيدة بل معها عائلتها وصديقتها...تنهدت ملاك وتمتمت"الحمد لله "....
~~~~~~~~~~~
بعد مرور عشر أيام.....
ذهب عمر وإسراء الي طبيب الولادة والنسا تحت إصرار إسراء بسبب تأخر الحمل... وطلب هو منهم إجراء تحاليل معينة.....
~~~~~~~~~
في المشفي...
"يعني ايه يا دكتور الكلام ده؟ " قالها مدحت بصدمة ليرد الطبيب بأسف "للأسف يا أستاذ مدحت أنت عندك الأيدز... وده مرض نقص المناعة بس في مرحلته المتأخرة...."
~~~~~~~~~
في منزل أحمد الاسيوطي...
"كفاية يا أحمد هتقتل نفسك بالسجاير دي "قالها علي بعصبية وهو يري صديقه يقتل نفسك بالبطئ... نظر أحمد إليه وعينيه تلتمع بالدموع وقال بصوت مختنق بالدموع "بحبها يا علي... أنا بحب ملاك وهموت من غيرها.... "
~~~~~~~~~~~
بعد يومين استطاعا عمر وإسراء الحصول علي نتائج التحاليل واتجها إلي الطبيب المعالج
"يعني ايه يا دكتور؟ " قالتها إسراء بفزع ليربت عمر علي كفها... تنهد الطبيب وقال "يعني يا مدام حضرتك المبايض عندك ضعيفة... وصعب تحملي "...
~~~~~~~~~~
كانت كريستين تتجه إلي صيدلية زوجها وهي تشعر بالسعادة فهي قد أكتشفت اليوم أنها حامل... أخيرا حققت حلم إدوارد بأن يكون له ابن من صلبه.. ولتكون صريحة هي أيضا تشعر بالسعادة لأنها تحمل ثمرة حبها هي وادوارد بين أحشاءها ... ولجت إلي الصيدلية لتجدها فارغة عبست وهي تتساءل عن مكان إدوارد... اتجهت إلي مخزن الصيدلية لتتجمد وهي تجده هو ومريم يتبادلان القبل....
~~~~~~~~~~
أتي يوم جديد وأرتفع آذان الفجر
لتقوم ملاك لتأدية صلاتها فهي أخيرا تعافت كليا وتستطيع الصلاة... توضأت وبدأت في صلاتها في خشوع وما أن سجدت حتي أجهشت ببكاء مرير تشكي لربها وتدعوه أن يصلح حالها ويشفي جراح قلبها أخذت تبكي وتبكي حتي جاء والداها.... فزعت ليالي وهمت بالإقتراب منها عندما أمسكها عثمان وهو يقول "سيبيها يا ليالي هتبقي أحسن... أن شاء الله ربنا هيخفف عنها "همت أن تقاطعه ليسكتها بإشارة من يده وسحبها خارج الغرفة وأغلق الباب تاركا لملاك مساحتها مع خالقها داعيا أن يلطف الله بها...
بعد فترة... شعرت ملاك أنها مستنزفة من البكاء ولكنها شعرت براحة غريبة تتسلل إلي قلبها المجروح...
انتهت ملاك من صلاتها واتجهت لمكتبها الصغير وأخرجت منه مذكراتها.... وبدأت تكتب....
"الحمد لله... كلمة نقولها كثيرا جدا دون أن ندرك معناها... وأنا أيضا كنت اقولها دون أن أتدبر فيها... لطالما حزنت وغضبت لأن لم أحصل علي درجة عالية في الثانوية العامة.. وغضبت مرة آخري عندما لم أستطع الحصول علي قلب أحمد... ولكن لماذا نحن نغضب عندما تنقصنا نعمة ولا ننظر إلي باقي النعم؟ ... حقا أن الإنسان غريبا الله يعطينا الكثير ولكننا نظل نريد المزيد والمزيد... وأنا أيضا لدي الكثير... ربما لم احصد درجة عالية في الثانوية العامة ولم أفوز بقلب أحمد.. ولكنني أعيش حياة جيدة وسط والداي الذان يعشقونني وأخت تحبني وتتمني لي الخير وصديقة تحبني وتقف بجانبي في وقت الشدة ... ماذا أريد أكثر من ذلك؟ . حقا لقد أدركت الأن لماذا يقولوا أن القناعة كنز لا يفني...لذلك أنا اقتنعت بالذي لدي ولا أريد شئ أخر ولا حتي حبه ... أغلقت مذكراتها وخرجت من غرفتها...
توجهت إلي والدها ووالدتها الجالسين علي الأريكة وقالت بإبتسامة مشرقة "أنا قررت اتحجب "

تمت بحمد الله

التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة علىWhere stories live. Discover now