الفصل التاسع ..

4.6K 135 1
                                    

تلعثم أحمد في كلامه ولمعت حبات العرق بجبينه وأخذ يفرك كفيه بتوتر ..."فيه ايه يا أحمد ما تتكلم "قالها مالك بنفاذ صبر "بابا أنا عايز احكيلك علي حاجة كده حصلت من حوالي ست سنين " أومئ مالك ليحثه علي الكلام ليقول أحمد بصوت مهزوز" أنا ساعدت ج..."وقبل أن يكمل حديثه قاطعته جوليا وهي تلج إلي المكتب وتقول "ايه يا حبيبي مش هنخرج ولا ايه " نظرت جوليا إلي أحمد لتجده متوتر بشدة تعجبت من هيئته ..."ها يا أحمد كنت عايز تعترفلي بإيه"جحظت عيون جوليا بشدة واحست أنها ستفقد وعيها في أي لحظة ..تلعثم أحمد وأجاب "مفيش مشكلة ممكن نتكلم بعدين" هز مالك كتفيه بلامبالاة وأمسك كف جوليا وذهب ،،،،تطلعت جوليا إلي أحمد وهي ترمقه بحده.

~~~~~~~~~~~~~~~
في شاليه شهر العسل ...
استيقظت كريستين وهي مشوشة وسريعاً ما استعادت ذكريات ليلة أمس ..شعرت بالخجل وتلون وجهها باللون أحمر قاني وشدت الغطاء عليها لتستر جسدها العاري ،،،تطلعت بجوارها ولم تجد إدوارد عبست وهي تفكر أين ذهب في هذا الوقت ..ومالبث أن دخل إدوارد الغرفة وهو يبتسم إبتسامة جذابة ...اقترب منها وجلس علي الفراش وقبلها بخفة علي شفتيها وهو يقول "صباح الخير يا كوكو " أمسكت كريستين الغطاء بشدة وهي تبتسم بخجل ..أخذ يعبث إدوارد بخصلات شعرها الأصفر المشعث وهو يقول "يالا يا حبيبي علشان تاخدي shower وتفطري ..ده أنا محضرك فطار هايل " ابتسمت كريستين بحرج وهي تحكم الغطاء علي جسدها العاري "فهم إدوارد مقصدها واتجه إلي خزانة الملابس وأخرج لها قميص خاص به وناولها اياه .
~~~~~~~~~~~~~~
في كلية التربية ....
كانت ملاك تسجل المحاضرات من أجل كريستين التي سوف تتغيب أسبوع...."كم كريستين حمقاء لماذا لم تصر علي تأجيل الزفاف لبعد الإختبارات كما فعلت هي " فكرت ملاك بضجر ،،،،،ارتسمت ابتسامة علي وجه ملاك وهي تتذكر أحمد عندما أخبرها علي الهاتف بقدومه هو ووالده لطلب يديها لترد عليه ببرود وتغلق في وجه الخط ...كم شعرت بأن غيظها منه قد خف قليلاً ولكنها كانت قد حضرت له مفاجآت أخري عندما أتي ليتقدم لها هو ووالده ..حيث إنها ارتدت فستان اسود ...ووضعت الملح له بالعصير ...كما إنها اشترطت أن لا تكون هناك خطبة بل سوف يكون هناك تبادل الخواتم فقط ...وكان شرطها الأخير ان يقام الزفاف بعد إختبارات آخر العام ،،،بالطبع رضخ أحمد لطلباتها ،،،"ولسه يا أحمد أنا هخليك تقول حقي برقبتي " تمتمت ملاك لنفسها وضحكت بصوت عالي نسبياً لينتبه لها الطلاب والدكتور كريم ،،،،"فيه حاجة يا آنسة "قالها كريم بغضب لتومئ ملاك بالنفي وتطرق رأسها للأسفل .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجت كريستين إلي صالة الشاليه بعد الإستحمام ..تطلع إدوارد إليها وهو مشدوه بجمالها فكانت المياه تنساب برقة من شعرها وترتدي قميص له تبدو فيه كطفلة تبلغ العاشرة بدلا من شابة تبلغ العشرين من عمرها ...شعرت كريستين بالخجل من نظراته الجريئة ثم اتجهت بإستحياء لتجلس علي مقعد بجوار طاولة الإفطار ولكن إدوارد شدها إليه بقوة وتجلس علي قدميه ..خجلت كريستين من حركته وابتلعت ريقها بصعوبة ليقول إدوارد برسمية مصطنعة "شوفي يا هانم أنا حضرت فطار ملوكي ...جبنة وبيض وبطاطس وعجة وعصير برتقال فريش "وأكمل" وأنا بنفسي هأكلك يا أميرتي " ابتسمت كريستين بخجل ...أخذ إدوارد قطعة بطاطا واطعمها بيديه ..ثم أخذ كوب العصير وقربه جهة شفتيها ،،ارتشفت كريستين قليلا منه ثم قربه إدوارد من شفتيه علي الموضع الذي شربت منه ..وارتشف ببطء كأنه يريد الشعور بطعم شفتيها .
بعد فترة كانا قد انتهيا من تناول الإفطار ..وغسل الصحون عندما قالت كريستين "إدوارد أنا عايزة اكلم ماما " ليحملها إدوارد فجأة وهو يقول بشغف "ماما مين بقي ...خلاص يا حبيبتي ...مفيش إلا إدوارد دلوقتي ....يعني لا بابا ولا ماما ولا حتي ملاك" لتحتج كريستين "إدوارد اسم..."ولكنه قاطعها وهو يقبلها بشغف ..صدمت كريستين ولكنها بادلته قبلته بإستحياء وهو يتحرك في اتجاه غرفتهم الخاصة ليغرقها في دوامة عشقه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~
في كلية التربية ....
بعد انتهاء المحاضرات الخاصة بملاك ..خرجت ملاك وهي تشعر بالوحدة ..لقد اشتاقت لكريستين بشدة ..أخرجت هاتفها لكي تتصل بها ولكنها تراجعت عن ذلك لأنها شعرت بالخجل فكريستين في شهر العسل ولا يجب أن تزعجها ...أثناء شرودها صدح رنين هاتفها بنغمته المميزة لتجد اسم أحمد ينير علي الشاشة ...تسارعت دقات قلبها وغضبت من قلبها الأحمق الذي يدق حتي لو رأت اسمه .
"ألو" ردت ملاك برسمية ليرد أحمد قائلا"إزيك يا ملاك "... "عايز ايه"أجابت ملاك ببرود ليتنهد أحمد وهو يكظم غيظه "أنا اتفقت مع الدكتور عثمان علشان اعدي عليكي ونروح احنا التلاتة علشان نشوف البيت ...وتشوفي التعديلات اللي عايزة تعمليها عليه ...ماشي " ..."ماشي" قالتها ببرود ثم أغلقت الخط بوجهه ...نظر أحمد إلي الهاتف بعدم تصديق ...غضب بشدة واتصل بها مجددا وهو يقول بحده"اياكي تقفلي الخط في وشي تاني ...فاهمة ؟..." لتقضم ملاك شفتيها بغيظ وتغلق الخط بوجهه مره آخري...كز أحمد علي أسنانه وهو يتوعدها .
~~~~~~~~~~~~~~~~
في قصر مالك الاسيوطي
أرتدي أحمد حلته السوداء ورش عطره الفرنسي وخرج من غرفته ...توجه إلي صالة المنزل ليجد جوليا ..اعترضت جوليا طريقة وهي تقول بتهكم "ايه رايح لحبيبة القلب ..صح؟" ..زفر أحمد بضيق وقال "ابعدي عن طريقي احسنلك " ..."النهاردة كنت عايز تقول ايه لمالك ؟.."سألت جوليا ليرد أحمد "ملكيش دعوة وابعدي عني " برقت عيون جوليا بشر وهو تقول بتهديد "لازم تعرف انك لو قولتله حاجة ..أنت كمان هتتدمر زيي ...أنت خدعته زيي ولا ايه يا باشمهندس" ابتسم أحمد بمرارة وقال "وانا بندم علي ده كل ثانية في حياتي " وأكمل وهو ينظر إليها بعتاب غاضب "أنا ساعدتك ..انتي كنتي غالية عندي بس أنتي رخصتي مكانتك عندي ...يعني أنا كمان ضحية أعمالك" لترد جوليا بآسي "وأنا حبيتك أكتر من حياتي ..بس أنا كنت ضحيته هو ."..."بس انتي صلحتي الغلط بغلط أكبر منه ..وأنا اشتركت معاكي في ده ...وصدقيني أنا اتعاقبت عقاب كبير ولسه بتعاقب " قالها أحمد ثم ذهب ليوقفه صوت جوليا وهي تقول بحزن "أنا بحبك يا أحمد ومستعدة اعمل أي حاجة علشان تكون ملكي حتي لو مش هنتجوز " ونظرت في منتصف عينيه ولمعت عينيها السوداء ببريق الشر "يعني ممكن اقتل او أدمر ...يعني خلي بالك من خطيبتك الحلوة" تجاهل أحمد تهديدها وذهب .
~~~~~~~~~~~~
في منزل الدكتور عثمان وليالي ....
"لا حول ولا قوة إلا بالله ...ايه يا حبيبتي اللي انتي لابساه" ده قالتها ليالي وهي تنظر إلي ملاك الذي ترتدي بنطال اسود ومعطف أسود وعقصت شعرها البني في شكل ذيل حصان لترد ملاك ببراءة مزيفة "ايه ماله يا مامي ...ده الأسود سيد الألوان" هزت ليالي رأسها بيأس وقررت أن لا تجادل ابنتها الحمقاء العنيدة .
"يالا يا موكة خطيبك وصل " قالها عثمان لتخرج ملاك وتحيي أحمد ببرود ويخرج ثلاثتهم ليستقلوا سيارة أحمد ..اختارت ملاك أن تجلس في المقعد الخلفي ،،،لم يعترض أي منهما وانطلق أحمد إلي شقته الخاصة .
~~~~~~~~~~
في المنزل الخاص بأحمد ...اتسعت عيون ملاك بإعجاب فقد كان عبارة عن منزل كبير يلحقة حديقة كبيرة ملونة بالأخضر بها مسبح كبير ..فكان مظهر المنزل من الخارج جذاب جدا ومريح للنفس أيضاً ولكنها عندما ولجت للمنزل اختفت ابتسامة الإعجاب من وجهها ليحتل محله العبوس والنفور ...حسنا المنزل من الداخل واسع جدا وذو ديكور متميز بغرف واسعة وايضاً صالة جيم وجاكوزي بالإضافة إلي مسبح صغير بجوار صالة الجيم ...ولكن جميع ألوان المنزل باللونين الأسود والرمادي ..."اسود ورمادي؟...ده ناوي يموتني ناقصة عمر " تمتمت ملاك بغيظ لنفسها ..تطلع إليها أحمد وفهم أن ألوان المنزل الكئيبة لا تناسب شخصيتها المرحة لذلك قال بجدية "البيت هيبقي تحت تصرفك ..اعملي اللي انتي عايزاه ومتفكريش في الفلوس" لتردف ملاك بغيظ "أولا أنا هساهم في البيت ده حسب الأصول يعني المطبخ والسجاد والستاير والأدوات الكهربية عليا " ..."مفيش داعي " قاطعته ملاك وهي تقول "لا ده شرطي "هز أحمد رأسه بيأس وهو يدرك أن حياته مع تلك العنيدة لن تكون بتلك السهولة .
~~~~~~~~~~
بعد مرور أسبوع ...
في شاليه شهر العسل ..
كانت كريستين مستكينة بأحضان زوجها ....في. هذا الأسبوع عرفت طعم السعادة بحق ،،،لقد دللها إدوارد كثيرا وهو يصطحبها إلي أرقي المطاعم ...وحدائق المنتزه وقلعة قايتباي وأفريكانو بارك وقرية الأسد ...تنهدت كريستين بحزن وهي تدرك أن شهر العسل قد انتهي شعرت أنها سوف تعود من حلم جميل ...ولكنها ايضاً سعيدة جداً لأنها سوف تري والداها و ملاك ..تطلعت إلي إدوارد النائم بجوارها ثم قبلته علي خده بخفه واندست مرة آخري بأحضانه .
~~~~~~~~~~
كانت تتململ في فراشها وكأن أحد ما يذبحها تتمني أن تستيقظ من هذا الكابوس البشع الذي دمر حياتها ...شاهدت شريط حياتها البائسة كأنها تشاهد فيلم مأساوي ...إن سلطنا الضوء علي كابوسها سوف نري

فتاة صغيرة تتشبث بدميتها وهي ترتجف بشدة ومختبئة في خزانة ملابسها عندما فتح رجل في الخمسين من عمره باب خزانتها ..وابتسم لها بشهوة وعيناه تنظر لها بجراءة كأنها تعريها من ثيابها وامسكها من معصمها وهو يقول "لقيتك "ثم دفع جسدها الصغير إلي الفراش وجردها من ثيابها بقوة وأخذ يلامس جسدها بطريقة جعلتها تشهق بألم طفولي وبعد أن انتهي قال لها " لو قلتي لأي حد علي اللي حصل ده ...أنا هحرقك بالنار زي المرة اللي فاتت " وأكمل بأمر وهو ينظر إلي جسد تلك الطفلة بشهوة "يالا البسي بسرعة ..خسارة كان نفسي في وقت أطول بس أمك المحروسة زمانها جاية " اومأت بالإيجاب وهي تبكي بشدة ...ارتفع نشيج تلك النائمة ولكن كوابيسها لا ترحمها فقد مر عليها شريط آخر من حياتها لتري نفس الرجل وهو يضعها علي السرير بالقوة ولكنها لم تكن طفلة وقتها بل كانت شابة تبلغ العشرين من عمرها ..وكان ذلك الرجل يهددها بالسكين إلي أن توقفت عن مقاومته وأخذ هو منها اعز ما تملك وذهب ..لتستر الفتاة جسدها العاري وهي تنظر إلي تلك البقعة الداكنة لتعرف أن حياتها قد تدمرت للأبد.
استيقظت من هذا الكابوس وهي تبكي بإنهيار وتلعن حظها السئ.
يتبع
التحرر من قيود عشقك
فاطمة علي

التحرر من قيود عشقك للكاتبه فاطمة علىWhere stories live. Discover now