16

14K 453 21
                                    

  ~ وكر الملذات ~

( الفصل السادس عشر )

_ وقف آمير مدهوشا لحظات معدوده ثم هز رأسه مستنكرا وهو يردف

آمير : أنت بتقول أيه يافارس، فرح أيه ومين
فارس بلامبالاه : فرحي أنا ، قولت لازم أبلغكوا عشان لو حابين تحضرو
آمير باأبتسامه ساخره من زاوية فمه : نيجي أيه بقي ، ده أنت خليتها خل ياأخي .. أنت مستوعب اللي بتعمله
فارس : اه مستوعب ، أنا مكنتش مستوعب في حياتي قد ما أنا مستوعب دلوقتي
عثمت والنحيب يسيطر علي نبرتها وقد ألقت بثقل جسدها علي المقعد : ليه كده بس ، ليه ماليش حظ في جوازات عيالي ياربي ليه
آمير بنبره حازمه : الكلام اللي قولته ده تنساه ، أعقل يافارس وأرجع لوعيك
فارس وقد بدا الغضب يتملكه : أنسي أيه بالضبط ، عروستي زمانها بتجهز عشان كتب الكتاب ، لو مش واخد بالك ياآمير فاأنا جاي أعزمكوا مش أخد رأيكوا
آمير بنبره متحديه وهو يشير اليه بسبابته : هحرمك من كل حاجه ، هسحب منك سلطة التصرف والتوقيع وسلطة الأوامر.. كل حاجه يافارس

_ أقترب منه فارس خطوتين حيث بقيت المسافه بينهم لا تُذكر ثم ضيق عينيه وهتف بحده

فارس : أنا مش قاصر ولا صغير عشان تعمل كده ، وزي ماليك في الشركه أنا ليا ، وليا النص كمان يعني ولا أنت ولا عشره معاك يقدروا يعملو ده
آمير وقد تشنجت عضلات وجهه : أنت بتقف في وشي يافارس ، نسيت أن كل اللي عملته أنا السبب فيه
فارس : أنت اللي نسيت إن بمجهودي عملت كل حاجه مش بحد تاني ياآمير .. وإياك تهددني مره تانيه أو تعمل عليا واصي أو كبير
آمير بنبره مرتفعه وكاد ينقض عليه : كبير غصب عنك
فارس محدقا به بقوه : مش عليا

_ وقفت عثمت لتحول بين ولديها اللذان كادا يتعاركان للتو، ثم صاحت بهم بنبره هادره وهو تقول

عثمت : بس ، بس ياولاد مهران ، علي أخر الزمن هتتخانقوا وتقفوا في وش بعض وأنا عايشه.. هي دي أخرتها ياآمير
آمير بنبره صادحه : أبنك بيقف في وشي ، خلاص كبر عليا وبيعلي صوته كمان
فارس مشيرا له بتحذير : قولتلك أنت مش واصي عليا ولا أنت أبويا
عثمت ضاربه علي صدره بكفها : بس يافارس بس ، ده أخوك الكبير ومن حقه ينصحك ويوجهك
فارس : ينصحني وأنا أقرر أسمع نصيحته ولا لأ ، مش يؤمرني ويهددني
آمير مبتعدا بخطواته للخلف : الجوازه دي لو تمت يبقي أنت بتقف في وشي يافارس ، وأنا بقي ماليش كبير

_ أنصرف صاعدا الدرج بخطي واسعه في حين رمقه فارس بحنق ثم خطي بقدمه صوب الباب وهو يردف

فارس : أنا عملت اللي عليا وبلغتكوا ، عشان محدش يلومني بعد كده

_ عادت تجلس علي الأريكه ببطئ وكأنها فقدت قدرتها علي الحركه ، فلقد تلقت اليوم من الصدمات ما يكفي، دفنت رأسها بين راحتي يدها ثم راحت تستجمع عقلها لتعرف ما ستفعله، في حين أنصرف فارس وعلامات التذمجر تكسو ملامحه

رواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن