_ لمعت عيني رغد وتجمدت أطرافها علي أثر وقع تلك الكلمات علي أذنيها .. فأطرقت رأسها للأسفل في خزي ولم يقوي لسانها الذي توقفت عضلاته علي الحديث ، في حين ظلت عثمت تهزها بقوه ثم هتفت بنبره مخيفه حامله للتهديد

عثمت : ده أنا أدفنك بالحيا ، أقتلك لو فكرتي تيجي مره تانيه جمب حد من عيالي
رغد قابضه علي عينيها ممسكه بلجام دموعها حتي لا تسقط أمام متحجرة القلب تلك :...............
عثمت بلهجه متوعده : لو مبعدتيش عن أبني أنا هنسفك أنتي سامعه ، هدمرك ياعديمة النسب .. مش أخرتها أبن مهران يتجوز واحده محدش عارف هي بنت حلال ولا..... ولا هي أيه بالضبط
رغد مجاهده كي تستطيع الرد :مم من فضلك ، أنا مش هقرب منه تاني.. مش هخليه حتي يشوفني
عثمت بنبره متهكمه وهي تدفعها للخلف باأشمئزاز : أنتي فاكره أني هسيبك كده ، تبقي متعرفيش مين هي عثمت الباز يا... يارغد ، أنتي ملكيش مكان من هنا ورايح في الدار دي ، تاخدي ورقك ودفترك وتحمدي ربنا أني هخرجك من هنا سليمه
رغد بشهقه عاليه ، واضعه كفها أمام : لالالا ، أرجوكي انا... انا انا ماليش حد بره وو ومعرفش حد .. والنبي خليني هنا
عثمت بنظرات متشفيه : مش مشكلتي ، مش كنتي بتخرجي من الدار من ورايا ، يبقي مش هتكملي فيها يوم واحد ولا أنتي ولا اللي كان بيساعدك
رغد بصوت ممزوج بالبكاء : والله هبعد عنه وو ومش هخليه يشوف وشي ، ب س بس سيبيني هنا
عثمت مشيره بيدها : ورقك ودفترك علي المكتب ، تاخديهم وتطلعي من هنا فورا انتي وخردتك ، بدل ما وشرفي أخرجك من هنا من غير اي حاجه... برااااا

( أرتعدت رغد وأنكمش جسدها عقب أن صرخت بها ، فخطت بخطوات متعثره مرتبكه نحو المكتب وألتقطت الملف الخاص بها ودلفت للخارج بسرعه رهيبه )

_ أفيقت من شرودها علي أثر دموعها التي بللت كفيها ، فقامت بنزح دموعها وتدثرت بالغطاء محاوله إيهام نفسها أن النوم سيعرف مجراه لعينيها .

.........................................................

_ كان كل ما يشغل باله ( آمير) ألا يجعل أخيه في ذلك المكان يوما واحدا.. قام بأتصالات عديده وتواصل مع قيادات عاليه بالدوله للتدخل في ذلك

رئيس المباحث : يعني أنت بتنكر التهمه الموحهه ليك
فارس بملامح ممتغضه ووجه مكفهر : أيوه بنكر ، مش دي مواد البناء اللي أتعاقدت عليها شركتنا ولا دي مواصفاتها
أحد المحامين ممدا يده بأحد الأوراق : حضرتك دي نسخه من التعاقد اللي تم بين الشركتين واللي بتثبت المعايير القياسيه لمواد البناء
محامي أخر : ده أكبر أثبات أن البلاغ كاذي وكيدي لموكلي وبنطالب بالأفراج عنه فورا بدون ضمانات

_ طرق أحد العساكر باب حجرة رئيس المباحث ثم دلف وألقى التمام الرسمي ثم هتف بلكنه غريبه

العسكري : سعات المشتشار ايوب بيه الجناوي بره سعتك
ضابط المباحث ناهضا عن مكانه : خليه يدخل بسرعه
أيوب دالفا للداخل بكل هيبه : مساء الخير ياحضرت الظابط ، ولا اقول صباح الخير
الضابط مشيرا بيده : أتفضل أقعد حضرتك ، تحب تشرب أيه ؟
أيوب بلهجه متأنيه : أنا مش جاي عشان اشرب حاجه في نص الليل ، واضح أن البلاغ اللي أتقدم كان من حد واصل وإلا مكنتش هتكون موجود وبتحقق في ساعه زي دي
رئيس المباحث قابضا علي شفتيه : حضرتك أحنا......
أيوب مشيره بيده ليأمره بالصمت : حالا هتفرج عن فارس مهران ولو في اي استجواب يبقي ييجي مره تانيه ، أنما بيات في التخشيبه مش هيحصل ياحضرت الظابط، وده حفاظا علي مركزك ومكانك هنا في القاهره

رواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن