الفصل الأول

7.5K 118 2
                                    

اشرقت شمس الصباح واخذت اشعتها تسلل على استحياء..انه صباح يوم اخر
فى احدى الاحياء المصرية الشعبية
فى منزل ظاهر عليه العَسْر ..من قلة الاثاث وقدنة
والصور الثابته فى الحائط
لا يوجد اثاث كثير..فهو عبارة عن منزل صغير من غرفتين وصاله
فى غرفة ما....
تتكون من فراش صغير و(تسريحه) وخزانة ملابس صغيرة
على الفراش يوجد فتاه راقدة عليه نائمة..والغطاء عند وجهها
تستيقظ تلك الفتاه على صوت المنبه وترفع الغطاء عن وجهها لتظهر بشرتها الناصعة البياض..وشعرها البنى اللون
الذى من عدم الاعتنان به قد جلــــــف!
تترك الفراش بنشاط وتتجه نحو المرحاض بعد ان لبست حذائها البسيط الذى يدعى(شبشب)
وتخرج منه بعد ان لبست ملابسها الفضفاضه الذى تميل لملابس الشباب ..وقد عقدت شعرها الجالف خلف ظهرها
تذهب لتستيقظ بنت خالتها الذى تصغرها بعدة اعوام
دلفت الى الغرفة وبدون مقدمات فتحت الستائر
والفتاه الذى راقدة على الفراش تتجه للناحية الاخرى لتهرب من اشعة الشمس المزعجة وهى تقول :
-ممممممم فى اية سبونى انام شوية
-يلا ياختى عشان متتأخريش على الكلية
هذا صوت بطلتنا "رنا" الصوت الغليظ الذى لا يقبل المناقشه
نعم فبطلتنا هى رنا
قالت "فرح" بنعاس:
-يووووه بقا يارنا سبينى انام شوية
-قومى يابت
قالت رنا بصوت مرتفع انتفضت منه فرح وقامت وهى تزفر بضيق متجه للمرحاض
بينما رنا قالت بصوت يسمع:ناس مابتجيش غير بالعين الحمرا
ثم خرجت خارج غرفة فرح لتذهب للصاله ورأت فرح نائما على احدى الارائك
قالت رنا بصوت منخفض:
-يوه انتى نمتى هنا
ثم قالت بوعيد:
-ماشى انا هوريكى
ثم ذهبت واحضرت كوب من المياه الباردة وقذفته على فرح الذى قامت مفزوعه:
-اححححح اححح
-يلا ياجذمة على الحمام عقبال ماحضر الفطار
-احح يارنا ..حد يصحى حد كدة
قالت رنا بتأكيد :
-ااااه انا يلا اتفضلى قومى
قالت فرح وهى تقوم من الاريكة:
-ربنا على الظالم
وهرولت مسرعا من امام رنا قبل ان تسمع ردها
وهنا اتفتح باب غرفة لتخرج منه فتاه رشيقه وجسدها ممتلئ انوثه وظاهر عليها الاهتمام بانفسها وبمظهرها غير رنا قالت تلك الفتاه وهى تفرك عينيها:
-اية فى اية على الصبح..هو الواحد مايعرفش ينام شوية فى البيت ده
-اختك دى هتشلنى خلاص يانجاة دخلت الاوضه بصحيها عشان تروح الكليه صحيت وجات نامت هنا
انتهت جملتها رنا وهى تشير للاريكه
نجاة ضاحكا:
-احنا مش هنخلص من دوشت الصبح دى
وهنا خرجت فرح قائلا:
-يرضيكى كدة يانجاة ..دى دلقت عليا ماية ساقعه
نجاة ضاحكا:
-ههههههههههه يلا هو الجو حر اساسا

ثلاثى السعادة [ وردة، نجاة، فرح ]
فرح ونجاة اخوات تكبرها فى العمر نجاة .. ورنا ابنة خالتهم
منذ نعومة اظافرهم وهما دائما مع بعض وكانت تعيش معهم خالتهم الذى رحمها الله منذ عدة اعوام والان المسئولة عنهم رنا
رنا تبلغ فى اواخر العقد الثانى ولم يبان عليه هذا السن وهى تتميز بقصر القامة رنا دائما جادة فى معاملاتها عفوية فى تصرفاتها حازمة فى قرارتها
ويمكن ان نقول فى بعض الاوقات نجاة وفرح يخافون منها فقبل وفاة خالتها وصتها على اولادها
فرح اصغرهم فى اولى كلية فنون جميلة ..وهى تتميز بحجم منتفخ قليلا وقصيرة الطول وشعرها الاسود قصير يوصل ألى اخر كتفيها وعيونها سوداء كالليل وبشرتها بيضاء كالحليب وتمتاز بالطيبة
اما نجاة فهى بنت دلوعة ألتحقت بكلية تربية واكملت تعليمها حتى اصبحت مدرسة انجليزى .. طويلة القامة جسد متناسق عيون بنية الذى اكتسبتها من والدتها رحمها الله
والدة فرح ونجاة توفت منذ زمن عقب وفاة زوجها ووالدة رنا توفيت بعد انجابها مباشرة.....
رنا وفرح ونجاة ليس لهم قرايب من البعيد او من قريب

نجاة ساعدت رنا فى تحضير الفطور وجلسوا الثلاثى ليتناولوا الطعام
نجاة تقول وهى تبتلع الطعام بصعوبة:
-اية يارنا الطعمية دى..دى حمضانة دى ولا اية
قالت رنا بهدوء:
-اه ماهى دى بقلها اسبوع فى تلاجه
فرح:
-حرام عليكى يارنا انتى عايزة تسمينا ولا اية..حطالنا طعمية بايته
رنا:
-يوووه امال كنتوا عايزنى اأكلكم اية يعنى..ماهو ده الموجود فى التلاجة
قالت فرح مداعيه:
-اوووووف يارب توب علينا من العيشة دى
رنا:
-يلا يابت يافرح خلصى أكلك واسبقينى تحت عشان هوصلك الكلية قبل ماروح المحل
فرح بهدوء فى محاولة اقناع رنا:
-يارنا انا مابقتش صغيرة ..انا اقدر اروح واجى لوحدى
رنا وقد عُلى صوتها:
-انا قولتلك مية مرة مش عايزة كلام فى الموضوع ده ..مش كفاية دخلتى كلية الفن بتاعتك دى
فرح:
-ومالها يعنى كلية فنون جميلة
رنا بضحكة سخرية:
-فن؟..وهيعمل اية الفن والالوان والشخابيط بتاعتكم دى..هتعمل اية فى الزمن المهبب اللى احنا فى ده ..مش كنتى دخلتلى كلية طب ده انا اسمع ان الدكاترة بيكوشوا اد كدة فى كرشهم
فرح:
-يووووه بقا يارنا دى موهبتى وانا متماسكه بيها
رنا بسخرية:
-ها موهبة..شالله ياموهبه
نجاة تشعر بالحر:
-بقولك اية يالفرح ما تمدى ايدك ياختى وافتحلنا المروحه دى..لاحسن خلاص الواحد هيموت من الجو
فرح:
-حاضر
قالت رنا مسرعا:
-شيلى ايدك يابت من المروحه انتى مش عارفه الكهرباء بتجلنا كام فى الشهر
نجاة:
-يوووووه احنا كدة هنموت
رنا بلامبالاة:
-ماتموتوا ولا تولعوا ..اجبلكم فلوس منين انا
نجاة:
-اوووووف الجو موووووت مووووت
فرح بهدوء:
-ومين سمعك ده احنا لو جبنا شوية بيض وحطناهم تحت الطرابيزة هنصحى الصبح نلاقيهم كتاكيت
ضحكوا الثلاثى وظلوا يمزحون
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
ننتقل لمكان بعيد فى مدينة اخرى..فى بلد اخرى وهى (بريطانيا)
وتحديدا فى مدينة "لندن london"
فى اضخم المشافى
يجلس شاب على احدى مقاعد المشفى ويتضح انه ليس طبيعى..فيبدو عليه القلق والارتباك حيث كان يهتز رجليه اليسرى بحركات منتظمة متوترة وكان متقوس للأمام وطرف ايديه على فمه وانفه وعينيه على باب غرفة العمليات منتظر خروج الطبيب الذى تجاوز ال3 ساعات فى غرفة العمليات..كان كل دقيقه تقريبا ينظر ألى ساعته اليدوية الغالية الثمن
ذلك الشاب كان خمرى البشرة طويل القامه شعره شديد السواد عينيه الواسعيتان سوداء مثل سواد الليل انفه المستقيم فمه المرسوم وكان عريض المنكبين جسده رياضى بدرجه أولى وكان انيق فى انتظامه للملابس ارجع ظهره للخلف ورفع يديه ليعيد بعض خصلات شعره قد تمردت وسقطت على عينيه وبعض مرور عدة دقائق اخرى خرج الطبيب البريطانى ومعالم الأسف ارتسمت على وجه
عندما رأى "محمد عباس" غرفة العمليات تفتح اتجه أليها مسرعا وعندما رأى تعبير وجهه الطبيب تجمد فى مكانه واحس ان لا يوجد اخبار سعيدة بينما الطبيب اخفض رأسه اسفاً فى تلك اللحظة كانت فتاه تهرول فى المستشفى وتبحث عن غرفة العمليات ..وكانت ليس بفتاه عاديه كانت من اجمل جميلات العالم يميزها شعر اشقر وعين شديدة الخضار وبشرة قمحيه وجسد متناسق والطول متوسط وكانت ترتدى بذلة انيقه ..حينما كانت جالسه داخل مكتبها فى اكبر شركات لندن واخبروها بمرض والدها الذى اصيبه فجأه ..ولم تأخذ بضع دقائق ووصلت مكان المشفى والان قد وصلت ألى غرفة العمليات ورأت "محمد عباس"مقابل الطبيب وسمعت ماقاله الطبيب ان المريض قد فارق الحياه كانت تلهث بشدة نتيجة لهرولها وعندما سمعت هكذا انقطع انفسها وتحاول استيعاب ما قاله الطبيب واصدرت صوتا عاليا :
-بابــــــــــــــــى .
Wait next ...

بنات حواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن