I

24.6K 1.1K 370
                                    

M O N S T E R 1
-

|إيڤانچلين.|

صفعتُ بابَ المنزلِ خلفي بعنفٍ بعد أن أنتهيتُ من شِجارٍ مُعتادٍ مع والدتي، هي دائمًـا ما تُحبّ الشّجارَ بلا أسبابٍ واضحةٍ، حاولتُ عدمَ أختلاقِ أي مُشكلةٍ معها، و لكنها تُلقِ اللّومَ دائمًـا علي، انا لستُ مُحدثٍ للمشاكلِ و الجلبةِ و إن كنت على خطأ فلن اترددَ بالإعتذارِ سريعًا، لكنها فقط تستلذُ إختلاق المشكلاتِ .

لو أستطاعت تلفيقَ لي تُهمة أحداثُ ثقبًا في طبقة الأوزونِ، لكانت فعلت .

مررتُ مِن حديقةِ المنزلِ و الغضبُ ينهشُ دواخلي كأنه يُطلق نيرانَه لتسري بشراييني، بينما تياراتُ الهواءِ تلفحُ ساقاي العاريتان جراءَ خروجي قُربَ مُنتصفِ الليلِ بِملابسِ المنزلِ القصيرة .

و ما أن مررتُ بجانبِ هيـرو و أنتبهَ أنني مُتجهةً للخارجِ حتى انتفضَ من مقبعِه فجأةً و بدأ بالسّيرُ خلفي محاولةً أن يُوازي سُرعةَ خطواتي .

فقط أحتاجُ للهدوء أن يجتاحني حتى لا تتضاخم تلكَ المُعضلة الصغيرةَ بشجارٍ أكبرٍ، أنا حتمًا سأنفجرُ، لقد كُنّا نتحدّثُ بهدوءِ قبلها بعدةِ ساعاتٍ ألا أنها تُحبُّ أختلاق المشاكلِ، رُغمَ أن خروجي في وقتٍ كهذا ليسَ بالصحيحِ، و لكني أحاولُ الأبتعادَ قليلًا حتى أهدأ، لو أنتظرتُ عدةَ لحظاتٍ أُخرى لكانت زادت المُشكلةُ سوءًا.

ظللتُ أسيرُ وسطَ الأرصفةِ باحثةً عن السّلامِ، بينما هيـرو يلهو هنا و هناكَ بجانبي، الطُرقُ خاليةً مِن الأشخاصِ و ذاكَ ساعدني على الأسترخاءِ سريعًا، فقط بعضُ المصابيحِ المُتوهجةُ على بدايةِ الطريقِ عندَ تقاطع الشّارعينِ، القمرُ يطلُ بشموخٍ كاسِرًا ظُلمةَ السماءِ، و بعض الرياح المُحملةِ بالبرودةِ تهزُ سكونَ الأشجارِ دلالةً على إقترابِ فصل الشتاءِ .

لقد سرتُ كثيرًا بالفعلِ و لم أدرك ذلكَ لكثرةِ تزاحُم افكاري، الأحداثُ تتدفّقُ بينَ طياتِ عقلي بينما أصدرُ تنهيداتًا مُتعبةً بينَ الحين و الأخرِ، و من سهوةِ عقلي أدركتُ بعد قليلٍ أنني وصلتُ إلى حدود الغابةِ المتواجدةِ في النّصفِ الأخرِ للمدينةِ .

تلكَ هي الغابةُ التي نسمعُ عنها في الأفلامِ، التي دومًا ما تكونُ ملجأ للأشرارِ و اللصوصِ، تلكَ التي يخشاها الجميعُ و لن تُحبّذَ الأقتراب منها في وضح النهار، ما بالك وسطَ ظُلمة الليل ؟

سقطَ تحتَ أنظاري مقعدًا خشبيًا قابعًا على الرّصيفِ المُقابلِ للغابةِ المُظلمةِ، فركتُ ذراعاي بِخفةٍ ثُمّ نظرتُ خلفي لبعضُ الثوانِ للتأكّد من عدمِ وجودِ شخصٍ أخرٍ، و عندما وجدتُ الطّريقَ خاليًـا أخذتُ خطواتي تجاه ذاكَ المقعدِ بتريثٍ .

𝐌𝐎𝐍𝐒𝐓𝐄𝐑 | 𝐊𝐓𝐇Where stories live. Discover now