اللحن السابع

303 50 25
                                    

الإنسانية.

ما غرضها ؟ لما أنا على قيد الحياة ؟

هل هناك غرضٌ من وجودي ، أنا لا أريد البقاء في هذا العالم الضال ، لا أحد يُحب أحداً ، الجميع يريدون النجاة ، و لا يهتمون لِغيرهم.

ها أنا ذا ، واقف على حافة الجبل ، و الشيء الوحيد الذي يمنعني من رمي نفسي هو صُحبة نامجون لي.

على الرغم من كل هذا، أحببت التواجد هنا فوق الجبل، بصحبة الصجة الصادرة من الشلال، فقد أعطيتنا الحرية، هناك كان المكان يتميز بالحرية، بعض الحرية فالغَاز المسممُ قد ثَقُلَ وزنه و صعُب عليه الوصول لأعلى الجبل، المكان هادىء و ليس هناك صوتٌ مسموع إلا الشلال الهائج، كروحي الهائجة.

وجهت نظري نحوه لأجده شارد الذهن ، أظن أن حياته ليست أفضل من حياتي ، ما الذي قد يجعله شارد الذهن غير هذا ؟

لم نحن معاً على أية حال ، لا أحد يتكلم ، صحيح ؟

ربما لا أعلم أسبابه و لكن أسبابي هي الوحدة ، أنا لا أريد الموت وحيداً.

سمعت نامجون يتنهد و من ثم يوجه نظره لي ، لم يحصل شيء فصوته لم يكن مسموعاً.

لقد غطى صوت الشلال الذي نقف جانبه أي صوت قد نقوم بإصداره، ربما لذلك كان هذا مكاننا المفضل.

" لما نحن هنا ؟ " سأل نامجون و هو ينظر للشلال بنظرة يأس.

"لا أعلم." أجبت ناظراً بنفس الإتجاه.

" أشعر بشيء غريب عندما أتكلم " قال بعد صمت دام بضعة ثوانٍ.

"أنا أيضاً " شاركته نفس الإحساس ليدير نظره لي.

"أحاول أن ٱعيده لهم" قال بإبتسامة أمل دامت لبضع ثوانً و لكنها أختفت فور إكماله لجملته "و لكنني أفشل."

"الفشل هو ٱب النجاح ، بدونه لن تنجح أبداً " قلت مع أنني لم أكن أفهم عما يتحدث و لكنه لم يبدي أية ردة فعل.

"حين كنت صغيرا ، كُنت آتي للبكاء هنا " قال نامجون بنظرة آلم لم تدم طويلاً.

حين كنتُ صغيراً ، قتلتُ أخي الأصغر.

قلت في مخيلتي المريضة ، الذي لم تعد عن أي شيء سواه ، في هذا اليوم المشؤوم.

"علينا أن نأتي هنا كثيراً " قلت بإبتسامة صغيرة.

جلسنا بصمت تام لفترة قبل أن ينطق نامجون بإسمي لأنظر له متسألاً.

"هل تريد اللعب ؟" سأل بهدوء لأنظر له بتفاجئ ، لم أفهم ما يقصد و لكنني أجبت بنعم على أية حال.

"أمسك بي " قال نامجون و هو يقف و يبدأ بالجري.

"أنتظر هذا ليس عدلاً." قلت و أنا أقوم بالوقوف بسرعة حتى أستطيع الجري وراءه.

_

ذهب الألم لفترة من الزمن ، قضياها الولدان يلعبان ، و كأنهما بالعاشرة من عمرهم ، لقد أصبح الوقت لا نهائي ، الضحكات ملأت المكان ، فقد لوقت قصير ، إبتسمت الحياة لكل منهما مجدداً.

صَامِتWhere stories live. Discover now