يوم المباهلة

47 2 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

...... اليوم 24 من شهر ذي الحجة ل سنة 1439 للهجرة
يصادف فيه نزول الآية الكريمة من سورة آل عمران
الآية ( 61 )
بسم الله الرحمن الرحيم
(( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ))
صدق الله العلي العظيم

*  يوم المباهلة  *


لما انتشر الإسلام بعد الفتح وقوي سلطانه وفد إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الوفود فمنهم من أسلم ومنهم من استأمن ليعود إلى قومه وكان فيمن وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلاً من النصارى منهم العاقب والسيد وعبد المسيح فقدموا المدينة وقت صلاة العصر وعليهم لباس الديباج والصلب فصار إليهم اليهود وتساءلوا بينهم فقالت النصارى لهم:
«لستم على شيء» وقالت لهم اليهود: «لستم على شيء» وفي ذلك أنزل الله سبحانه:
«وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء».
فلما صلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) العصر توجهوا إليه يقدمهم الأسقف فقال له: «يا محمد، ما تقول في السيد المسيح؟
فقال النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ):
«عبد الله اصطفاه وانتجبه فقال الأسقف:
«أتعرف له يا محمد أبا ولده»؟
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
«لم يكن عن نكاح فيكون له والد»
قال: «فكيف قلت إنه عبد مخلوق وأنت لم تر عبدا مخلوقا إلا عن نكاح وله والد»؟
فأنزل الله تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله:
«إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ»
(سورة آل عمران، الآية: 61)
فما أن وصل صراع الحق والباطل وصراع العقل والجهل إلى طريق مسدود واصر أهل نجران على إلوهية المسيح ( عليه السلام ) جاءت الساعة المرتقبة ونزل الأمر الإلهي إلى نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم ) ان ينتهج مع هؤلاء المعاندين أسلوباً أخر من الحوار أسلوباً ليس فيه مجاملة ولا مداهنة أسلوباً لو كتب له أن يتحقق ويستمر لأهلك الباطل وفضح أهله وتواعد الطرفان على أن يكون  《اليوم الرابع والعشرون من شهر ذي الحجة 》
هو يوم الفصل وموعد المباهلة وهاهم نصارى نجران يداورون الفكر ويتبادلون المشورة قبل أن تتفجر فيها براكين الأرض زلزالها لتهلك منهم الكبير وتفني الصغير ليبقوا آية تتلى وعبرة يعتبر بها أصحاب العقول على مر الأيام فالمباهلة هي القول الفصل في نهاية الجدل وقد اختارها الله لنبيه واختار له الأشخاص الذين يؤمنون على دعائه وانطلقت الأبصار ترقب الجهة التي كان يخرج منها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي ترقب الثغر الباسم والجبين المشرق والوجه الأغر
يا لجلال الله هو ذا رسول الله ووجهه يشع بالنور يالعظمة الحق وجلال الإيمان
فها هو ذا يحتضن الحسين ويمسك بيمناه الحسن وخلفه بضعته الزهراء فاطمة مغشاة بملاءة من نور الله وهذا علي يمشي خلفها باهر الجلال يرتدي بردة من مهابة الله

لما رأى نصارى نجران ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم)  لم يخرج معه للمباهلة أهل الكبر والشدة من أتباعه ولا أهل الغنى والمال والثروة من أصحابه ولا أهل الجاه الدنيوي من أتباعه وإنما جاء بالأعزة من أهل التخشع وبقية الأنبياء وصفوة الصفوة المختارة رجع بعضهم إلى البعض الآخر متسائلاً والخوف من هذه الشموس تملأ القلوب وجعلوا يلتمسون المخرج من ورطتهم هذه التي ستجلب عليهم الندامة والهلاك وهم الذين ما زال كلام صاحبهم يدوي في أذانهم وذلك لأن واحداً من ذلك الوفد قال لهم يا قوم:
«إن باهلنا  ( محمد ) بقومه باهلناه فانه ليس بنبي
وان باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله فانه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق
فما أن رأى القوم أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين يديه حتى فزعوا وجبنت قلوبهم وقال الأسقف:
أرى وجوها لو سأل الله بها أحدا أن يزيل أحدا من مكانه لأزاله أفلا تنظرون محمدا رافعاً يديه ينظر ما تجيبون به وحق المسيح إذا نطق بكلمة لا نرجع إلى أهل ولا إلى مال وجعل يصيح بهم:
ألا تنظرون إلى الشمس قد تغير لونها والأفق تنجع فيه السحب الداكنة والريح تهب سوداء وحمراء وهذه الجبال يتصاعد منها الدخان لقد أطل علينا العذاب..
قالوا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم):
نعطيك الرضا فأعفنا عن المباهلة فصالحهم على الجزية وانصرفوا خائبين خاسرين
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
«والذي نفسي بيده ان الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولأضطرم عليهم الوادي نارا ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا»

لذلك قال علماؤنا باستحباب صوم «يوم المباهلة» حيث يصام شكرا على ظهور نبينا «صلى الله عليه وآله وسلم» على الخصم وما حصل فيه من التنبيه على فضل علي عليه السلام واختصاصه بما لم يحصل لغيره من الكرامة الموجبة لاخبار الله أن نفسه نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم)

لذلك قال علماؤنا باستحباب صوم «يوم المباهلة» حيث يصام شكرا على ظهور نبينا «صلى الله عليه وآله وسلم» على الخصم وما حصل فيه من التنبيه على فضل علي عليه السلام واختصاصه بما لم يحصل لغيره من الكرامة الموجبة لاخبار الله أن نفسه نفس رسول الله ( صلى الله...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ترجمان الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن