بلاغتهُ ( عليه السلام )

95 5 11
                                    

قبل الحديث عن بلاغة أبو الحسنين علي ( عليه السلام ) لا بد وأن تكون لنا وقفة مع البلاغة ومفهومها في الغة والأصطلاح
يعرف أبن متظور البلاغة بلفصاحة ويضيف في حديثهُ عن الرجل البليغ : حسن الكلام فصيحهُ يبلغ بعبارة لسانه كُنه ما في قلبهُ .
ويوسع الشيخ الطريحي ما قاله أبن منظور فيشرط في الكلام البليغ ثلاث شروط هي : صواباً في موضوع اللغة وطبقاً للمعنى المراد منه وصدقاً في نفسهِ .
وبلجملة يتضح أن الكلام البليغ هو فصيح الكلام مختصرهُ أو ما أدى المعنى باأقرب طريق والبلاغة في الكلام تشمل كل أبواب وأصناف الكلام من خطب ونثر وشعر وخواطر ومواعظ .... إلخ
الكلام الحكمي : هو وليد الأختبار والأستنتاج والتأمل وهو طور جاوز مرحلة طفولة الفكر وشبابه ألى مرحلة كهولتهِ من جهه أخرى المواعظ هي تلتقي مع الحكم في كونها وليدة التأمل والأختبار ولكن تختص بكونها تهدف الى الدعوة ألى الأخرة ونبذ حطام الدنيا .

《 بلاغة الأمام 》
لعل أبرز ما أثر في بلاغة الأمام وحكمتهِ دين الأسلام وبلتحديد كتاب الله المنزل ( القرآن )  فالقرآن قمه البلاغة والفصاحة ويكفي في ذلك أن وقف بلغاء العرب وفصحاؤهم مبهوين أمام عظمة بيانه وهم عظماء الأدب وجحاجيح الفكر والفصاحة ..
سعى الأمام ( عليه السلام ) منطلقاً من ذاته ملقحاً فكره بتعاليم الأسلام سعى ألى بناء مجتمع مثالي على أفكار مثالية وضحها ( عليه السلام ) في حِكَمهِ وخطبه ..
مواضيع حِكمهِ واسعة سلام الله عليه تشمل ميادين الحياة المختلفة من دين وأجتماع وخلق وموعظة وسياسة..
ميزاتها وخصائصها : أن بلاغتهِ سلام الله عليه حافلة بمعاني الذوق ومفعمة بروح الأخلاص واليقين ومسبوكة بقالب تعبيري راقٍ حتى قال عنها عباس محمود العقاد في كتابهِ عبقرية الأمام :
" أبدع في التعبير وأوفر نصيباً من ذوق الجمال "

* أقول وحِكَم وأشعار الأمام علي بن أبي طالب *

■ صبراً على شدة الأيام أن لها عقبى
وما الصبر إلا عند ذي الحسب
سيفتح الله عن قرب بنافعة
فيها لمثلك راحات من التعب

■ يابني أجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك فاأحبب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره له ما تكره لنفسك ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم وأحسن كما تحب أن يُحسن أليك

■ لا تقل أنا متعب فلجميع متعبون
ولا تقل أنا طيب فلجميع طيبون
ولا تقل أنا حزين فكلنا لديما هموم
بل قال الحمدلله
وأعمل لأخرتك فكلنا زائلون

■ ذنوبي أن فكرت فيها كثيرة
ورحمة ربي من ذنوبي أوسع
فما طمعي في صالح عملته
ولكنني في رحمة الله أطمع
فأن يكن بغفران فذاك برحمة
وأن لم يكن أجزى بما كنت أصنع
مليكي ومولائي وربي وحافظي
وأني له عبد أقر وأخضع

ترجمان الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن