ظلم لا يغتفر

Start from the beginning
                                    

"أخرجوا الآن" تحدث بهدوء ولكن لم يكن هناك أي
شخص لم يفهم لهجة الأمر في صوته وظل هو واقفا
أمام سارة ورأسه محني بغطرسة بينما كان ينتظر تنفيذ أوامره، انصاع الجميع وتحركوا بشكل جماعي وبآلية تفتقد إلى التنسيق نحو الباب. .. إثنان من رجال الشرطة يرتدون ملابس مدنية و سائق يرتدي الزي . الرسمي ووجهه شاحب والمربية المنتفخة العينين ومديرة المنزل القلقة والطبيب الذي حضر ليعالج المربية وانتهى به الأمر إلى البقاء معهم بالمنزل لأنهزكان يشعر بقلق بالغ من أن سارة ممكن أن تنهار أو ربما لأنه قد صدرت له أوامر بالبقاء من هذا الرجل. حسنا من يهتم؟ ليس هي بالتأكيد... قد يكون قادرا على جعل الآخرين يرتجفون و قد يكون قادرا على إعطاء الأوامر الاستبدادية وجعل الناس ينفذونها ولكن ليس هي أبدا! قد يكون مدهشا إذا لم يكنزمثيرا للشفقة أن رجلا واحدا يمكن أن يمشي داخلزغرفة ويجعل الجميع يتصرف كقطيع من الماشية دون أن يحتاج حتى الذكر اسمه ... ولكن هذا ليس أيزرجل... كان يمكنه أن يسير في أي غرفة في أي مكان في العالم ويلقى اهتماما فوريا.
وهذا الرجل نفسه هو من جعل هذا البيت والحديقة
المحيطة به مثل قلعة حصينه في غضون ساعة من
وقوع الحادث. كان من المؤسف أنه لم يكن لديه بعد نظر للقيام بذلك قبل الحادث. ..فلو فعل فإنهم لم يكونوا مضطرين لرؤية بعضهم كما الآن.
أغلق آخر شخص الباب وراءه وحل الصمت على
المكان، تحرك بعيدا وعاد بعد لحظات ليجلس بجانبها وهو يرفع كأس إلى فمها. "أشربي" أمرها بقوة.
رائحة البراندي المميزة غزت أنفاسها وكادت أن تتقيأ
وهي تهز رأسها برفض جعل خصلات شعرها الذهبية
تنتشر على كتفيها. تجاهل رفضها "أشربي" كرر بشدة " تبدين مثل الأموات. ...أشربي أوسأجعلك تفعلين" تهديده كانزواضحا عندما أمسك ذقنها بأصابعه حتى يتمكن من فتح فمها شهقت وهي تشرب رشفة من الكأس.. "هذا أفضل"غمغم ببطء " الآن أشربي المزيد" شربت فقط لإخفاء الرعب الذي تشعر به.. يا إلهي... الحقيقة المرة أنها ما تزال تتأثر بقرب هذا الرجل الذي تسبب لها بالكثير من الحزن والألم وخيبة الأمل.
جعلها تشرب عدة رشفات قبل أن يقرر أنها شربت ما
يكفي وأبعد الكأس عن فمها أعاد الشراب اللون إلى
خديها رفعت عينيها لتنظر إليه بإدانة مريرة.
"هل أنت من فعل ذلك؟" سألته بخشونة وبصوت
بالكاد يكون مفهوما! لكنه سمع وفهم. .. القسوة في عينيه أخبرتها بذلك، العيون التي استمرت في النظر إليها ببرود نظرات كانت تنكر كلامها نظرات تسألها كيف تجرأت على اتهامه بشيء رهيب كهذا ولكنها مازالت تشك به. "أنا أكرهك " أخبرته بقوة.
"أكرهك وإذا حدث أي شيء لطفلتي نيكولاس
فلتراقب ظهرك جيدا" حذرته بحدة " لأنني سأكون
هناك خلفك بسكين حادة بما يكفي للوصول لقطعة
الصخر الباردة التي تسميها قلبك ".
لم يرد عليها.. الشيء الذي كان بمثابة مفاجأة لأن
إحساسه المتضخم بذاته لا يأخذ التهديدات بسهولة
وهي كانت تعني كل كلمة أخبرته بها.
"أخبريني بما حدث" سألها بهدوء.عاد عقلها إلى
الوراء إلى مشهد دخول المربية تجري متعثرة من
الباب "لقد أختطفوا ليا " أخبرتها وهي تصرخ
بهستيريا "دخلوا وانتزعوها بينما كنا نلعب في
الحديقة!" هزتها الذكرى بقوة جعلتها تنهض على قدميها وهي ترتعش بشدة... يا إلهي طفلتها الصغيرة ذات العامين "أنت تعرف ما حدث أيها الوحش الشرير" نظرت إليه بكره وعيونها تلمع بالإحتقار "كانت نقطة الضعف أليس كذلك؟"
ظل ينظر إليها بعيون ذهبية هادئة. بدون تأثر وجلس
مرة أخرى ووضع كاحله على ركبته وأسند ظهره إلى
الوراء بينما مدد ذراعه على الجزء الخلفي من
الأريكة وهو يتابع النظر إليها وهي ترتعش بدون
اهتمام حقيقي "أنا لم آخذ طفلتك "
طفلتها وليست طفلته لاحظت كلمته، ولا حتى طفلتنا
ضغطت على فمها باشمئزاز " نعم لقد فعلت" ردت
.بنبرة واثقة "الثأر هو من طباعك الشيء الوحيد الذي لا أفهمه هو لماذا لم تأخذني معها؟ "
"فكري في ذلك" أقترح بجفاف "مع أنني واثق أنه
وبقليل من الحظ ستتوصلين إلى جواب خاطئ
أيضا". التفتت بعيدا وهي تكره مجرد النظر في وجهه تكره اللامبالاة القاسية الظاهرة على وجهه المتعجرف... يا إلهي إنها حياة ابنتهما التي يناقشونها هنا! وهو يمكن أن يجلس هناك بهذه الطريقة!
"يا إلهي... أنت تثير اشمئزازي" تنفست بقوة
وابتعدت عنه وهي تلف ذراعيها حول جسدها المتوتر
وذهبت لتقف بجانب النافذة وتحدق بالأمن الخاص
الذي كان يحاصر المكان رجال مع هواتف نقالة
مثبته على آذانهم وأسلحة و بعض الكلاب الكبيرة
القبيحة المظهر... صاحت فجأة باحتقار "هل تعتقد
حقيقة أنك سوف تخدع أحدا بهذا العرض. . "
" من الواضح... ليس أنت!" ولم يحاول حتى أن
يسىء فهم ما كانت تتحدث عنه، "هم موجودون
لإبعاد وسائل الإعلام " أوضح بشكل قاطع "كان من
المفترض أن تكون المربية الحمقاء مدربة على كيفية
التعامل مع هذا النوع من الأحداث وبدلا من ذلك
وقفت تصرخ في الحديقة بصوت عال جداً لدرجة أنها جلبت نصف سكان لندن ليعرفوا ما الذي كان يحدث " تنهد بغضب " والآن العالم كله يعرف أن الطفلة أختطفت.. الشيء الذي لن يجعل إعادتها سهلا! " "أوه... يا إلهي " ارتفعت يد سارة لتغطي فمها والذعر يسيطر عليها مرة أخرى "لماذا فعلت ذلك نيكولاس؟" بكت بيأس " إنها صغيرة جدا! وهي لا تشكل أي تهديدا لك! لماذا أخذت طفلتي بعيدا؟ لماذا؟" لم تره يتحرك من مكانه ولكنه كان إلى جانبها في لحظة وأصابعه تخترق كتفيها " إسمعيني جيدا لأنني لن أكرر هذا مرة أخرى.. أنا لم آخذ طفلتك "
"إذا شخص ما فعل" ردت بإختناق وعيونها تلمع
بالدموع "من غيرك يكرهها بما يكفي ليفعل ذلك؟"
تنهد ولم يرد عليها لأنه لا يستطع أن ينفي هذا
الإتهام!!

اختطاف الأخت الخطأ  🔞🔞🔞Where stories live. Discover now