الفصل السابع والعشرون

Start from the beginning
                                    

لم يستطع النوم طوال الليل قلقًا عليها ،قرر زين الذهاب للفندق لرؤيتها والإطمئنان علي حالتها ، فقد استشعر بقلبه مدي حزنها ، وربما في الأمر شيئًا ما آخر جعلها تترك الفيلا ، وصل زين الفندق وتفاجئ بخروجها في الصباح تاركة رسالة مقتضبة تعلن ذهابها للشركة ، تنهد زين بارتياح واستقل سيارته متوجهًا للشركة بأنفاس متسارعة وقلب كاد ان يخرج من مكانه .
بعد وقت مُسْهَب وصل زين لشركته ، ترجل من سيارته وهو يغزو في خطواته متجهًا لمكتبها ، وصل زين وفتح الباب وولج دون استأذان ، شهقت نور ورفعت رأسها ناظرة إليه لدخوله المُباغت عليها ، ازدردت ريقها وتوترت وهي تنظر اليه بأعين مهزوزة ، وعن زين لم يقصي نظراته من عليها ويعلو ثغره ابتسامة هادئة اراحتها وودت الركوض اليه وتغرق نفسها في دفء احضانه التي استوحشتها ، تحرك زين نحوها مُتلهفًا لضمها إليه ، حدثها زين بنبرة هادئة وهو يدنو منها :
- ايه يا حبيبتي خضيتك .
توترت نور من قربة منها كأنه ليس زوجها التي عاشت معه وانما حبيبها التي ابتعدت عنه بمحض ارادتها ، تريد من ذلك فقط اقصاء ظنونها ومحوها من تفكيرها وللأبد ، دنا زين منها وهو يدور حول مكتبها ليمسك يدها لتقف معه ، نهضت نور لتقف امامه مقتربة من صدره الذي يعلو ويهبط ، ابتسمت نور فليست بمفردها التي تشعر بذلك ، وضع يده علي رقبتها ومررها ليميلها عليه ، اغمضت عينيها مُدركة رغبته في تقبيلها ، لامس وجهها بهدوء ويعلو ثغره ابتسامة مراوغة ، ظل هكذا لحظات وترتها ، شعرت نور بتأخير تقبيله لها ، فتحت عينيها لتنصدم بابتسامتة الماكرة ، لم تبين غيظها منه حيث هتفت من بين اسنانها :
- كنت جاي عاوز ايه ؟ .
رد بمكر وابتسامة اثارت حنقها ووصلتها لقمة غيظها :
- دا باين انتي اللي كنتي عاوزة .
ردت بتهكم وهي تنظر إليه بحنق :
- دا انت بقي جاي تلعب معايا ، استأنفت ساخرة :
- بس متحاولش تنكر انك هتموت عليا ، تدللت في نبرة صوتها وتابعت :
- وانك دلوقتي هتتجنن عليا ، وجيت تشوفني وباين في عينيك لهفتك لما شوفتني .
اظلم عينيه نحوها ورد بامتعاض :
- ولما انتي عارفة ان انا كل ده ، ليه بتشكي فيا وبتبعدي عني ، ليه بتعملي كدة معايا ، استأنف هو لاستفزازها :
- ومتنكريش انتي كمان انك بتحبيني ، وانك كنتي مستنياني ابوسك من شوية .
عبست تعابيرها وهتفت بتبرم :
- انت جاي تطمن عليا ولا جاي تسمعني كلمتين .
رد بضيق :
- نور انتي اللي باعده عني بمزاجك ، وانا مش عايز ازعلك ، قبل كدة كنت مطمن عليكي علشان كنتي عند بابا ، دلوقتي انتي لوحدك في فندق وسايباني ، واللي بتعمليه دا ميرضيش اي راجل ، وانا سايبك ومش عايز اغصبك علي حاجة .
علي الفور اغرورقت عيناها بالدموع وهي تنظر إليه ، اقتلع قلب زين خوفًا عليها ، حيث ضمها اليه بقوة قائلاً بقلق شديد :
- نور حبيبتي انتي هتعيطي ، قولي ياحبيبتي ايه مزعلك ، تابع بحزن عليها :
- انا قربت اكره نفسي علشان اللي عملته قبل كدة ومخليكي بعدتي عني وزعلانة مني بالشكل ده .
اغمضت نور عينيها وهي في احضانه مستكينة وشاعرة بالأمان الذي افتقدته ، مسح هو علي ظهرها مدركًا ان هناك ما جعلها تحزن لتلك الدرجة ، قال زين مستفهمًا :
- ايه اللي مزعلك كدة ؟، وليه سيبتي الفيلا ، مش معقول تكوني سيبتيها علشان مالك هيرجع تاني فيها ، تابع بجدية وهو يبعدها لينظر اليها :
- قولي يا نور ايه اللي حصل ، انا عاوز اعرف كل حاجة .
ابتلعت ريقها وردت بتردد :
- مافيش يا زين ، انا بس مش عايزة اقعد هناك وكدة ، حبيت ابقي لوحدي .
رد بعدم اقتناع :
- معقول هو دا السبب اللي يخيكي تسيبي الفيلا و.....
قاطعته بنفاذ صبر تريد تغيير الموضوع :
- خلاص يا زين سيبني براحتي ، انا قولتلك اني عاوزة اقعد لوحدي شوية ، فأرجوك سيبني براحتي ، وانا لما اهدي كدة هتلاقيني جيتلك بنفسي .
زين بابتسامة متأملة خيرًا :
- يعني هترجعيلي يا نور ، انتي بُعْدك عني بيقتلني .
ردت بجدية :
- سامحني يا حبيبي ، انا لما احس اني بقيت كويسة هرجع علي طول.........
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now