الفصل الرابع

45.8K 996 14
                                    

الفصــل الرابــع
فريسـة للمـاضـي
ــــــــــــــــــــ

جلس في مكتبه عدة ايام ليشغل نفسه في عمله ، ولكن تفكيره شرد دون عمدٍ في ضراوة الحديث الذي نشب بينهم ، لم يتوقع معتــز ان يُوضع في موقف كهذا معها ، ولم يضع في اعتباره أختلاف نمط حياتها المرفهه قيد تفكيره ، واقتصر علي حبها له ومدی تعلقه بها ،لم يدري كيف سيقدر علی تنفيذ مطلبها ، فلم يكن بحوزته ما يكفي له،وفكر ماليا في إقتراض بنكي والتسديد لاحقًا ، ولكن خشي عواقب ذلك الأمر وتعثره فيما بعد ، وابتسم ساخرًا متذكرًا شعور زوجته بضيقه ، ولكن ما فكرت فيه جعله مُهان غير قادرًا علي تحمل ظهور ضعفه امامها ، نكس رأسه حزينًا فلم يري ابنته منذ عدة ايامٍ وكان يتفقد أحوالهم من الخادمه رغم قرب المسافة بينهم .
رفع رأسه وجد صديقه جالس ومحدقًا به ، فنظر له باستغراب وحدثه بحيرة :
- انت هنا من أمتی ، انا ما حسيتش بيك .
رد كرم بنبرة متعجبة :
۔ فيك ايه يا معتز ، بقالك كام يوم هنا ، ومبتروحش ، مع ان مراتك وبنتك معاك ، ممكن اعرف فيه ايه.
تنهد معتز بقوة ورد بملامح حزينة الی حدٍ ما :
- سلمي عايزة تخلي باباها يشتريلها السنتر .
كرم بتساؤل :
۔ طيب وانت قولتلها ايه ؟ .
معتر بتعجب :
۔ هقولها ايه يعني ، رفضت طبعًا ، انا لا يمكن اسمح إن حد يصرف علي مراتي ، او يدخل في مسئولياتي ، تابع بعصبية :
- انا راجل يا كرم ،  واللي قالته ده أهنيي ، ومش هيحصل طول ما انا عايش .
كرم بتفهم :
۔ اهدي بس يا معتز ، هي بس تلاقيها بتتكلم عادي ، ومتعرفش ان الموضوع ده بيبقي محرج للراجل ، تابع بنبرة لائمة :
- وانك تسيب بيتك ومراتك كام يوم ، مع انهم قريبين منك ، دا غلط يا معتز ، لازم تتكلم معاها تاني وتالت وتعرفها ان كده مينفعش ، وانك مش هتقبل بيه ، بس بالهداوة ، من غير خناق
اومأ رأسه بتفهم ونظر امامه بوجه مكفهر منزعج وأخذ قراره بالعودة للمنزل، فاستطرد كرم بعمليه :
- وصلتنا أخبار ان الجماعة هيوصلوا شحنة كبيرة قوي قريب .
معتز بتفهم :
۔ هيتمسكوا بيها ان شاء الله.........
______________________

وقفت أمامه لتحكم ربطة عنقه عليه وسط مداعبته لها، فابتسمت لمغازلته الدائمة فيها ، وازعجتها لمساته الجريئة عليها فتذمرت قائلة :
- زين اسكت بقي ، مش عارفه اربط الكرفته .
زين بعبث : هو انا عملت ايه يعني .
نور بضيق زائف : متحطتش ايدك عليا ، خليني اخلص .
زين مدعي الزعل : طيب ، مش هحط ايدي في اي حته .
نور زاممة شفتيها : انت زعلت .
اومأ برأسه ، فاستطردت بدلال : ممكن أصالحك ..
اومأ رأسه بموافقه ، فاقتربت منه بتمايع ووضعت قبلة صغيرة علي وجنته وحدثته :
- لسه زعلان .
عبس بوجهه واومأ راسه ناظرًا لها بعدم رضي ، فاردفت بضجر :
- اومال اعمل ايه .
نظر لها بخبث ودنا منها واخذ قبلة مباغتة من شفتيها ، فصدمت منه ودفعته قائله :
- ازاي تبوسني كده .
زين باستنكار : ايه ده ، انتي اتضايقتي لما بوستك .
اقتربت منها وردت بضيق : لما تبقي عايز تبوسني تقولي .
ثم طوقت عنقه واغمضت عينيها قائله :
- بوس يلا .
كتم ابتسامته ودنا منها مرةً اخري مقبلاً شفتيها بحب ، ثم ابتعد قائلاً :
- كده حلو .
اومأت برأسها ، وردت بمعني : يلا علشان اتأخرت .
زين بتساؤل : هتعملي ايه النهارده ؟.
نور بلا مبالاة : هقعد انضف اي حاجة ، واتفرج علي التي في شوية .
زين وهو يقبل جبهتها : طيب يا حبيبتي ، انا همشي بقي ، وخلي بالك من نفسك .
نور بابتسامة : حاضر يا حبيبي...........
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now