الفصل الثاني والعشرون

33.5K 870 36
                                    

الفصــل الثاني والعشـرون
فريســة للماضــي
ــــــــــــــــــــــــــــ

قاموا باقتحام السنتر وسط ذهول العاملين الذين يتقدمون للداخل لمباشرة عملهم ، كان معتز في المقدمة وجاب السنتر ببصره متفحصًا إياه بتجهم شديد ، ثم اقترب من الداخل وهتف في العاملين :
- فين المسؤل هنا .
احد العاملين بتلعثم وهو يرتجف :
- مش..مش عارفين يا حضرة الظابط ، احنا لسه داخلين علشان . نشتغل .
معتز وهو ينظر حوله بغضب هتف في العساكر القادمة معه :
- يلا بسرعه فتشوا السنتر كله، تابع وهو يرمق احد الموظفين:
- فين مكتب رودي صاحبة الزفت ده .
اجابه العامل بزعر وهو يؤشر بيده علي احدي الغرف :
- أهو يا سعاده البيه ..ا.اتفضل .
بادر معتز بالتوجه لتلك الغرفة وولج لداخلها بعدما دفع الباب بقدمه بعنف شديد ، صُدم من رؤيتها غارقه في دماءها ومسجية علي الأرضية ، تنفس بصعوبة من ضياع من تثبت براءة زوجته ، لوهله زاغ معتز بفكره في تأزم موقف زوجته ولكنه سرعان ما عاد لواقعه ليقترب منها سريعًا ، جثي علي إحدي ركبتيه ومد يده عند عنقها بتوتر ليستشعر نبضها ، انتبه معتز لنبضها الذي يخفق تحت انامله وتنهد بارتياح وهتف بلهفة :
- كلموا الاسعاف بسرعة ...دي لسه عايشة .
أخرجت رودي أنين ضعيف وشعر بها معتز وحدثها بقلق ملحوظ:
- متخافيش ...الاسعاف هتيجي وهتبقي كويسه .
رودي بنبرة خفيضة من بين تألمها :
- سـ ..سامي هو...اللي ..آه ...
معتز منصتًا لها باهتمام :
- اهدي انتي بس واتكلمي براحة ...مين سامي ده .
ردت رودي بعزيمة عجيبة رغم أوجاعها :
- سامي ...وهايدي ...هما اللي ..قتلوا ..واحدة اسمها ثريا .. انا عرفت عنها حاجات كتير ..لما جبها ..عندي ..وهي هربانة من .. مؤبد ...
صمتت لتلتقط انفاسها بصعوبة ، فقال لها معتز بخوف خشية إصابتها بمكروه ما ، غير انه لم ينتبه لذلك الاسم التي لفظته :
- اسكتي احسن حالتك تدهور ..الاسعاف جايه وهتبقي كويسه ...وابقي قولي علي كل حاجه .
رودي بنبرة متقطعة متألمة :
- مـ ..مراتك بريئة ...انا معايا تـ ..تسجيل بصوتهم ..يثبت بـ .. برائتها .
معتز بلهفة بائنة ونبرة متأملة :
- فين التسجيل ده ...قولي بسرعة .
ردت رودي بصوت بدأ ان يخور تدريجـيًا :
- عند...سكرتيرتي ..معا....
لم تكمل جملتها حتي خارت قواها وأغشي عليها ، فحدجها معتز بزعر وهتف بعصبية في من معه :
- الاسعاف فين ....مش لازم تموت........
_______________________

رد علي هاتفه الذي يعلن من فترة علي اتصالات متكررة منها ، وأخيرًا أضطر للايجاب عليها متأهبًا لمقابلتة معها وقتما تريد ، أجاب وليد بصوت رخيم :
- خير يا نهلة .
ردت نهلة بنبرة منزعجة عالية :
- استنيت كتير يا وليد ، قولتلك عوزاك وانت مش في دماغك ، فين لهفتك عليا ووعدك ليا بأننا نتقابل ، وكل يوم تطلعلي بموضوع شكل .
رد وليد محاولاً كتم ضيقه منها حيث رد بصعوبة رغمًا عنه :
- حاضر يا حبيبتي ، الليلة هنتقابل .
فرحت نهلة وردت بعدم تصديق :
- بجد يا وليد ، يعني الليلة هتجيلي .
وليد نافيًا ما تفوهت به ، رد بمعني وبمكر داخلي :
- انتي اللي هتجيلي ، انا خلاص مبقتش أثق فيكي .
نهلة بضيق وهي تضرب علي فخذها :
- طيب يا حبيبي ، أي مكان ، المهم نكون مع بعض .
تأفف وليد للجانب ورد عليها مدعي فرحته :
- وانا كمان يا حبيبتي ، هموت وأكون معاكي .
نهلة بسعادة مطلقة لم تمر عليها بعد :
- متعرفش قد ايه هبقي مبسوطة وانا معاك ، وقد ايه بتمناك يا وليد ، تابعت بحزن زائف :
- انا مش عارفه ليه ميرا تهملك بالشكل دا ، المفروض تحس بيك وتحطك جوا عنيها .
ابتسم وليد بتهكم قبل ان يرد بخبث :
- وانا هبقي معاكي يا حبيبتي علشان تعوضيني عن كل حاجه محروم منها .
ردت نهلة بنبرة شغوفة فرحة :
- انا هعملك كل اللي انت عايزو ، بس قولي أجيلك فين ..
وليد بخبث جم :
- تعاليلي شقتي ، العنوان (......).......
______________________

((فَرِيسَة للمَاضِي)) ؛؛مكتملة؛؛ الجزء الثاني صغِيرة ولَكِن  Where stories live. Discover now